التحديات الإقليمية وتاثيرها على دول مجلس التعاون في منتدى الثلاثاء الثقافي

4٬046

في ندوة أثارت حماس الحضور ونقاشهم، نظم منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلاثاء 22 ربيع الأول 1436هـ الموافق 13 يناير 2015م وضمن برنامج موسمه الثقافي الخامس عشر لقاءاً مع الدكتور عبد العزيز بن عثمان بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث، دار حول موضوع “التحديات الإقليمية وتأثيرها على دول مجلس التعاون”.

قبل بدء الندوة تحدثت الفنانة ديانا عصام التي نظمت معرضا فنيا في المنتدى عن أبرز أعمالها الفنية وتجربتها في هذا المجال واهتمامها بتناول البعد الإنساني للفن من خلال عملها كممرضة ومحاولتها في إبراز مشاعر مرضاها والترويح عنهم، كما عرضت فلما مصورا عن مشاركتها الفنية الأخيرة في رحلة للهند من مجموعة من الفنانين من مختلف دول العالم.

وأدار الندوة عضو اللجنة المنظمة للمنتدى الأستاذ زكي البحارنة الذي تحدث حول التحديات الإقليمية في المنطقة وأهمية تناولها ودراساتها بموضوعية وشفافية بما يساهم في العمل على مواجهة هذه التحديات بصورة تتناسب مع حجمها. وعرف المحاضر بأنه من مواليد مكة المكرمة حاصل على درجة الدكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة لانكستر بالمملكة المتحدة (أمن الخليج: الديناميكيات والتصورات والسياسات 1968-2003م : دراسة مقارنة لدول مجلس التعاون الخليجي)، حاصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة كينت بالمملكة المتحدة (العوامل الخارجية المؤثرة في أمن واستقرار منطقة الخليج). وهو مؤسس ورئيس مركز الخليج للأبحاث، في المملكة العربية السعودية- دبي- جنيف (سويسرا)-كامبريدج (المملكة المتحدة)، وعضو مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وعضو الهيئة الإستشارية لمركز جنيف للإدارة الديمقراطية.

بدأ الدكتور عبد العزيز بن صقر باستعراض أبرز التطورات السياسية الإقليمية التي نتجت بسبب ظواهر بعضها قديمة وبعضها طارئة وساهمت في قلب قواعد المسرح السياسي، متناولا إياها بالتفصيل:1- تفوق دور التنظيمات المسلحة على حساب سلطة الدولة مستندة إلى نزعة عقائدية متطرفة وتقدم نفسها كبديل للدول والحكومات الشرعية، وأن هذه الظاهرة زادت بشكل واسع منذ بداية الربيع العربي ولها تبعات أمنية خطيرة على المستوى الإقليمي والدولي.2- تراجع دور الدول الكبرى في المنطقة واضمحلال نفوذها وتأثيرها تدريجيا وخاصة الدور الأمريكي حيث لا تمتلك الرغبة أو القدرة للتورط في معالجة الوضع الأمني الإقليمي مما سيترك فراغا أمنيا يستوجب التعامل معه من قبل الدول الإقليمية.3- ظهور دور الأقليات الدينية والإثنية والقومية: حيث أن الأقليات المدعومة من الخارج تشكل تهديدا لإستقلال وسيادة الدولة التقليدية في منطقة الشرق الأوسط. 4- تفوق ظاهرة “مكافحة الإرهاب” على الاعتبارات الأمنية: فالاعتبارات الغربية تحاول فرض أجندتها وأولوياتها على الاعتبارات الأمنية في المنطقة، واختزال مشاكل وتحديات العالم العربي في قضية مكافحة الإرهاب مع أنها مجرد ناتج لظواهر أخرى.

وحول أمن المملكة والتحديات القائمة، أشار المحاضر إلى أن الهجمات الإرهابية الأخيرة تشير إلى محاولات الجماعات المتطرفة لإشعال حرب طائفية في المملكة، كما أن الأزمة في اليمن قد يكون لها انعكاسات أمنية على الداخل السعودي كارتفاع شعبية تنظيم القاعدة في مقابل التمدد الحوثي. وأشار إلى أن تطور العلاقات مع إيران على المستوى الإقليمي أو الدولي سيكون عاملا مؤثرا على سلوك الإدارة الإيرانية تجاه المملكة والمنطقة بشكل عام، موضحا أن الوضع القائم في العراق اليوم لا يشكل تهديدا مباشرا للمملكة خلال الوقت الراهن لكنه دون شك سيشكل خطرا محتملا في المستقبل المنظور. كما بين الدكتور بن صقر أن الأزمة الراهنة في أسواق النفط الدولية تهدد جميع دول العالم بما فيها المملكة.

وعن التهديدات والتحديات الداخلية والإقليمية بين المحاضر أن وتيرة التدخل الإيراني في العراق سترتفع بشكل ملحوظ في حال استمرار سيطرة داعش على جزء من العراق، مما يعد تهديدا للأمن القومي في المملكة. وعالج المحاضر سيناريوهات التعامل مع الملف النووي الإيراني المختلفة والمواقف المحتملة الناتجة عنها سلبا أو إيجابا، موضحا أن كلا الإتجاهين سيقودان إلى المزيد من ارتفاع وتيرة تمدد السياسة الإيرانية في المنطقة.

كما أشار المحاضر إلى ضرورة الاستفادة من التجربة اللبنانية والعراقية واليمنية في استقلال وأمن واستقرار دول الخليج، وأكد على أن توظيف الورقة الطائفية يساعد في زعزعة الانتماء الوطني، كما أوضح أن قضايا حقوق الإنسان يتم استغلالها تحت شعارات مختلفة كوسيلة للتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية. بدأت مداخلات الحضور بكلمة للأستاذ علي معتوق الحرز الذي اعترض على حديث المحاضر ومساواته بين الضحية والجلاد من خلال توصيفه داعش مثل بقية الجماعات والمنظمات الشيعية موضحا أن هناك فرقا كبيرا وبيناً بين التوجهات والممارسات لكل طرف منهما. وأكد على ذلك أيضا الأستاذ محمد المصلي الذي أوضح أن حزب الله في لبنان هو حزب سياسي شريك في الدولة مما يجعله مختلفاً عن الجماعات التي تحارب دولها.

وانتقد الأستاذ علي البحراني حديث المحاضر حول قوله بأن حادثة الدالوة كانت نتيجة الشحن الطائفي من الطرفين، مؤكداً على أن ضحايا هذه الحادثة لم يكن لهم أي مشاركة أو دور، وإنما تعرضوا لهجوم من جماعات متشددة ولا يمكن اتهامهم بالشراكة في هذه الجريمة. كما طرح راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب اشكالية غياب المعالجة الموضوعية لأسباب التوتر في المنطقة وانحسار دور الدولة المركزية العربية الذي يعود إلى فشلها في قدرتها على التطور والاستجابة لتطلعات مواطنيها وحاجاتهم، وأن العديد من الدول هي في طريقها إلى انكشاف مشاكلها بصورة أكبر، كما أوضح أن الكلام المرسل حول استخدام حقوق الإنسان كوسيلة للتدخل في الشئون الداخلية هو كلام مكرر ولا يتناسب مع هذا العصر الذي وقعت فيه الدول على مواثيق واتفاقيات تلزمها باحترام حقوق الإنسان، وأن ممارسات هذه الدول القمعية تقود إلى المزيد من الضغوط الدولية عليها.

وتساءلت كل من الأستاذة نسيمة السادة والأستاذ أحمد المشيخص عن مدى مصداقية الاتهام بتعدد الولااءات الخارجية ومصداقية ذلك من خلال الوقائع والشهادات المثبتة وليس من خلال الكلام الإعلامي العام الذي بدوره يهدد أسس الوحدة الوطنية. وتناول الدكتور حسن العباس دور الدول في خلق الجماعات المتطرفة لمواجهة بعضها البعض ضمن صراع ثانوي غير مباشر بينها، مشيرا إلى ما كتبه الباحث طراد العمري حول ضرورة وجود اتحاد سعودي ايراني.

وفي رده على بعض المداخلات السابقة، بين الدكتور عبد العزيز بن صقر أن الاعتراض على حزب الله ليس لكونه حزبا سياسيا لبنانيا ولكن لتدخله في سوريا كميليشيا عسكرية في حين كان ينبغي أن يتمحور دوره في تعزيز الدولة المركزية. وقال أن فشل الدول العربية هو ناتج عن حالة الإقصاء وعدم الفاعلية والفساد وغياب مشاريع الإصلاح، مما يعني وجود احتمال لموجة ثانية من الربيع العربي. وأوضح أن الربيع العربي لم يصل لدول الخليج بسبب أن هناك اجماع شعبي على وجودها والقبول بمشروعيتها، ولديها قدرة اقتصادية ساعدتها على حل الاشكالات، كما أنه لم يتشكل لحد الآن نموذج جيد يمكن أن يكون بديلا أفضل.

وأشار إلى أن تهديد الخليج قد يأتي من أمريكا بسبب التداخل الإقتصادي بين الطرفين وبسبب اتفاقيات وبرامج التسلح المشتركة. في الجولة الثانية من المداخلات أشار الأستاذ حسين العلق إلى أننا بحاجة إلى صوت تصالحي وطني في مقابل ايران حفظا لمصالحنا، وأن كل دولة من الدول عملت ضمن مصالحها كما هو الحال في التدخل في سوريا ومصر والعراق ولكن بصورة سلبية. وتناول الأستاذ رياض أبو خمسين مقولة بريجنسكي وهي توزيع مراكز القوى في العالم مستقبلا حسب مصادر الطاقة، متسائلا عن الرؤية المستقبلية تجاه ذلك، كما أن استمرار هبوط أسعار النفط سيقود إلى خلق صراعات جديدة على المستوى الإقليمي والدولي أيضا.

وتحدث الأستاذ أمين الصفار عن تضخم الهاجس الأمني لدى الأنظمة في المنطقة بصورة يجعلها غير قادرة على مواجهة كل التحديات الإقليمية، كما أن غياب الاستراتيجيات السياسية وعدم وضوحها يجعل من دور الدول العربية ضعيفا ومهزوزا أمام وضوح استراتيجيات دول اقليمية مثل ايران وتركيا. وأكد الأستاذ شاكر العوامي على أن التهميش والتمييز قائم بصور متعددة وأن استمرارذلك وغياب سيادة القانون يضعف الحصانة الداخلية وقد يفتح المجال لوجود ثغرات تستفيد منها الأطراف الخارجية.

وأكد الدكتور عبد العزيز بن صقر في ختام الندوة على أن هناك حاجة ماسة لمراجعة وتقييم السياسات الخارجية، وأبدى تأييده لكون المشروع العربي مغيب في مقابل المشروع التركي والايراني، وأن الحس التصالحي امر مهم ومطلوب وهو قائم بين أطراف إيرانية وخليجية، مشيرا إلى رفضه للتهميش والتمييز بين أطياف المجتمع السعودي مؤكدا على أن مؤتمر مكة أقر المذاهب الإسلامية الثمانية ومن المفترض أن يكون هذا هو المرجع التي يتم التعامل به بين جميع أتباع المذاهب.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد