أقام منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف وبالتعاون مع النادي الأدبي بالرياض أمسيته الأسبوعية ضمن برنامج المنتدى للموسم الثقافي الخامس عشر تحت عنوان: «أدب الشباب في المملكة: منتدى الشباب الإبداعي إنموذجاً» وذلك باستضافة عضو النادي الأدبي والمشرف على منتدى الشباب الإبداعي بالرياض عبد الرحمن بن إبراهيم الجاسر. وضمن برنامجه على هامش الندوة، استمرعرض أعمال التصوير الفوتغرافي للأسبوع الثاني على التوالي في المعرض الفني ”مأخوذ بالألم“ للمصور بدر المحروس والشاعر مالك فتيل.
أدار الندوة الشاعر عبد الله المحسن، حيث عرف بالضيف الأستاذ الجاسر، وهو من من مواليد الربيعية بالقصيم عام ١٣٩٥هـ (١٩٧٥م )، قاص وشاعر، درس مراحل التعليم الأولى في الربيعية ثم انتقل إلى المعهد العلمي ببريدة ثم فرع جامعة الإمام بالقصيم. عمل في التعليم معلماً ثم مرشداً طلابياً ثم مشرفاً تربوياً، واشتغل بالثقافة واهتم بها من خلال عمله مشرفاً ثقافياً بتعليم الرياض. كما أنه مشرف على النادي الثقافي الطلابي بتعليم الرياض وأمين منتدى الشباب الإبداعي وعضو النادي الأدبي بالرياض. أصدر مجموعة قصصية بعنوان (حياد)، وهو مدرب في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.
في مطلع حديثه، أشار الأستاذ عبد الرحمن الجاسر، إلى ان هناك من يعترض على مصطلح أدب الشباب، كون المنتج والنص يعتبر واحداً في النهاية . مضيفا ان المقصود بأدب الشباب هو ما يحكمه الظرف العمري نفسه تمييزاً لهم عن الكبار، وذلك لا يعني تمييزا للمنتج أو النص المقدم. واستنكر المحاضر متأسفاً عدم وجود اهتمام واضح بالبرامج التي تخص أدب الشباب، سواء من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، أو الأندية الرياضية، أو الجامعات. منوهاً بمشروع الأندية الثقافية الطلابية التابع لوزارة التربية والتعليم من اجل إقامة أنشطة وفعاليات تهم باكتشاف المواهب الأدبية لدى طلاب مشيداً بتجربة تعليم الرياض في دعم النادي الثقافي الطلابي فيها وتخصيصها مبنى لهذا المشروع الذي فقط ينقصه إيجاد ميزانية مستقلة لتنفيذ برامجه التى كان من ثمارها اصدار عدد من الدواوين الأدبية وتنفيذ دورات في دعم الموهبة الأدبية
وأوضح المشرف على منتدى الشباب الإبداعي إلى أن بعض الأندية الأدبية ليس لديها برامج ثابتة ومستمرة في دعم الشباب الموهوبين، حيث راسلت عدد من الأندية من اجل التعرف على الأنشطة التي تقدمها للشباب ووصلني من أندية الباحة والاحساء ونجران حيث خصصت هذه الأندية عدد من الأنشطة والفعاليات التى تهتم بالشباب، كذلك تبنى نشر عدد من الإصدارات لمؤلفين شباب. وشدد الجاسر على أن المملكة بحاجة لمشروع وطني يهتم بأدب وموهبة الشباب، حيث أن الأندية الأدبية والثقافية تهتم عادة باستضافة أصحاب التجربة الناضجة لا الشباب الواعد ، ومؤكدا على أن الأديب الشاب قد يكون تأثيره أكثر واكبر من بقية الفئات، كونهم هم من سيستلم الفعل الثقافي مستقبلا.
وعن منتدى الشباب الإبداعي الذي يشرف عليه، أشار الجاسر إلى انه انطلق عام 1434هـ في النادي الأدبي بالرياض محتفيا بالمواهب الأدبية من الشباب الجامعي والخريجين بالتعاون مع بعض القطاعات التعليمية، وذلك ليكون المنتدى مظلة ثقافية تحتضن الشباب الأدباء والمبدعين وتقدم لهم منبرا ثقافيا يقدموا من خلاله إبداعاتهم وآرائهم ورؤيتهم النقدية، كما يقدم المنتدى كل ما من شأنه تعزيز مواهب الشباب من ندوات وأمسيات ومسابقات إبداعية ودورات تدريبية وبكل ما يتصل بالأدب والتجارب الثقافية. وأضاف ان نشاط المنتدى الثقافي المشاهد والمسموع والمطبوع يعد عاملاً مؤثرا ومشجعا للشباب ويوفر كامل الدعم والمساندة والتوجيه كما أنه يحفز الشباب على خوض تجربة النشر عبر الصحف والمنتديات الأدبية والتواصل مع المبدعين من الرواد والاستفادة من تجاربهم الإبداعية.
وبين أن المنتدى يطمح إلى تحقيق رسالته وتقديم ما يستحقه المبدع الشاب ليجد له مكانا في هذا الحراك الثقافي وليكون جزء فاعلاً في هذا المشهد. مضيفاً أن الاهتمام بالأدباء الشباب ورقة رابحة وإيجاد أماكن متخصصة لاحتضانهم وتنمية مواهبهم ماهو الا حماية لهم من ان تتلقفهم أيدي شريرة تأخذهم إلى المهالك. تخلل الأمسية العديد من الأسئلة والمداخلات، افتتحها الكاتب فاضل العماني بتأكيده على الحاجة إلى مشروع واضح للشباب ولأدب الشباب، ومتسائلا عن حقيقة وجود الرغبة لدى الشباب في الوصول للمواقع والمؤسسات الأدبية في ضل وجود شبكات التواصل الاجتماعي كخيار سهل وسريع. كما أشار الأستاذ صالح العمير إلى ان الاهتمام بالأدب سيقود الى انتاجية اكبر مقارنة بالاهتمامات الشبابية الأخرى.
وبين الأستاذ حسين حماد أن هناك تراجع في الحس والذوق الأدبي عما كان عليه الأمر سابقا رغم ثورة المعلومات وتعدد وسائل الإعلام ووجود شبكات التواصل الاجتماعي. كما أشار الأستاذ جعفر النصر إلى ان تغيير برتوكول التعليم في الثمانينات أدى إلى هذا التراجع في الاهتمام بالأدب عما كان عليه سابقا، فقد كان النشاط الثقافي كبيراً وقتها. وأن وسائل الاتصال الجديدة أثرت على التوجهة نحو القراءة .
أما الكاتب حسن السبع فقد نوه بأن هناك من الأدباء من عاش تجربته الأدبية في فترة الشباب. مبيناً أن الصحافة الورقية سابقا بشروطها المحددة ساهمت في صناعة الكثير من الكتاب والمثقفين، أما في الوقت الحاضر ومع وجود شبكات التواصل الاجتماعي أصبح النشر أكثر سهولة، وتبعا لذلك أصبح كيل المديح سهلا أيضا وهذا يتسبب بمشكلة –حسب تعبيره-. أما الأديب السيد عدنان العوامي فأكد ان الإمكانات الموجودة كبيرة، لكنها تحتاج إلى إفساح المجال، والمؤسسات الثقافية الرسمية تطالب بضرورة اخذ التراخيص الرسمية، وهذا الروتين يقف عائقاً أمام الشباب.
المحاضرة الكاملة: