استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي في القطيف مساء الثلاثاء 3/5/1427هـ الموافق 30/5/2006م أصحاب المنتديات الثقافية في المنطقة للنقاش حول سبل وآليات تطوير العلاقة بين هذه المنتديات وتفعيل دورها الثقافي في المجتمع. وأدار الندوة الاستاذ ميرزا الخويلدي مدير مكتب جريدة الشرق الأوسط في الشرقية وحضرها جمع كبير من المثقفين والاعلاميين المهتمين بهذا النشاط الثقافي.
بدأ مدير الندوة الحديث عن المنتديات الثقافية في المملكة وتنامي دورها الثقافي باعتبارها أحد أبرز مجالات التعبير عن الذات تتجه لمناقشة قضايا أدبية واجتماعية وسياسية مختلفة حيث يوجد في المملكة أكثر من خمسين منتدى ثقافي تتطارح القضايا الهامة والحساسة التي تعيشها البلاد. وقال أن هذه المنتديات تمثل احدى الظواهر البارزة في المشهد الثقافي السعودي مع أن بعضها يتأطر بلون أو شكل محدد، كما أن رواد هذه المنتديات يمثلون في كثير من الأحيان مشرباً فكرياً وثقافياً محدداً. وأكد في مقدمته على أن هذه المنتديات الأهلية لعبت دوراً في الجدل السياسي المحلي عبر تبنيها لمناقشة قضايا الحوار الوطني والارهاب والعنف والاصلاح.
تحدث بعد ذلك راعي منتدى الثلاثاء الثقافي الاستاذ جعفر الشايب الذي رحب بأصحاب المنتديات الثقافية في المنطقة واستجابتهم للدعوة وحماسهم للتنسيق والتعاون مشيراً إلى أهمية ذلك في هذه المرحلة التي بدات فيها ملامح الاهتمام الرسمي بهذا النشاط الأهلي الثقافي الفاعل. وعرج في حديثه على ندوة “الصالونات الثقافية بالمملكة وأثرها في نشر ثقافة الحوار” التي دعى إليها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في مكة المكرمة خلال الفترة من 20 حتى 21 مايو 2006م مستعرضاً أبرز ما طرح فيها من قضايا ومناقشات وأفكار وتحديداً حول توجه المركز لدعم ورعاية هذه الفعاليات الثقافية.
ومن بين القضايا التي أثارها الاستاذ الشايب في حديثه موضوع النخبوية والشعبوية في المنتديات الثقافية، وأسباب ضعف التغطية في وسائل الاعلام المحلية لهذه الأنشطة، والجدل حول ترسيم هذه المنتديات والعلاقة بينها وبين المؤسسات الثقافية الرسمية وانهى حديثه بقراءة التوصيات التي انتهت اليها ندوة مكة المكرمة وابرزها عقد لقاء سنوي للمنتديات الثقافية في المملكة وعمل قاعدة معلومات وافية حولها وتشكيل لجنة مشتركة من المركز وأربعة من أصحاب المنتديات لمتابعة شئونها وتشجيع قيام منتديات ثقافية شبابية وطرح قضايا الحوار ضمن اجندة هذه المنتديات، وأكد في حديثه على أن المسئولين يولون هذا النشاط اهتماماً ملحوظاً ويساهمون في تشجيعه ودعمه.
بعد ذلك تحدث الاستاذ جعفر تحيفة صاحب منتدى الحوار الثقافي مستعرضاً المناخ الثقافي في المنطقة وتأصل مفاهيم الحوار واللقاءات الثقافية في المجتمع ومطالباً بقيام المنتديات الثقافية للتعاطي مع التطورات التي تمر بها البلاد في هذه المرحلة من جوانبها الاجتماعية والثقافية والسياسية وفتح آفاق الحوار الحر بين أفراد المجتمع كي تتأصل حالة نضج صحيحة ومتينة مشتركة. وأشار إلى ضرورة التكامل بين المنتديات الثقافية المتعددة في المنطقة بحيث يتم التنسيق بينها عبر تشكيل لجنة مشتركة تهتم بالتواصل وبحث آليات التعاون بينها.
وتحدث بعده الأستاذ فائق الهاني صاحب منتدى الساحل الشرقي الذي تناول الأبعاد الاجتماعية لهذه المنتديات الثقافية والتحفز الموجود لدى أبناء المجتمع للمساهمة فيها والمشاركة الجادة في الحوار وهو دليل على نضج ثقافي لهم واستعداد للحوار مع الآخر ومناقشة القضايا الثقافية والاجتماعية المغيبة، وأكد من خلال تجربته في إدارة المنتدى على وجود أرضية مناسبة في المجتمع للتجديد والتواصل الثقافي. كما شارك أيضاً الاستاذ أحمد سماحة عن منتدى الذكير الثقافي مستعرضاً تجربة المنتدى طوال السنوات الماضية ومثمناً خطوة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في احتضانه هذه الفعاليات ومؤكداً على ضرورة التنسق بين هذه المنتديات عبر عقد لقاءات دورية بينها والاستفادة من الطاقات والكفاءات الثقافية الغير سعودية الموجودة في المنطقة واكتشافها وتعريفها للمجتمع من خلال هذه الندوات.
واستعرض الأستاذ حسين النمر صاحب منتدى العوامية الثقافي تجربة منتداه في استضافة العديد من الشخصيات الدينية والعلمية للحديث حول قضايا تتعلق بحاجات وقضايا المجتمع بصورة محددة منها مشكلة العنف والتنمية الانسانية وثقافة الحوارن، داعياً إلى مزيد من البحث حول تطوير هذه المنتديات الثقافية ودعمها كي تتبوأ موقعاً فعالاً في المجتمع. وتحدث الاستاذ عادل المتروك صاحب منتدى الصفا الثقافي المزمع قيامه قريباً عن فكرة وأهداف المنتدى مؤملاً أن يكون اضافة نوعية للأنشطة القائمة في المنطقة. كما استعرض الاستاذ فؤاد نصر الله مدير منتدى القطيف الثقافي (ديوانية القطيف) أبرزالأنشطة والفعاليات التي أقامها المنتدى وحددها بكونها تأتي استجابة للقضايا المطروحة في المجتمع واستضافة بعض الشخصيات التي تساهم في تقديم أو تفعيل أنشطة اجتماعية مختلفة.
وتحدث أخيراً الاستاذ ذاكر حبيل المشرف على منتدى تمكين النسائي شارحاً أهدافه وبرامجه في تفعيل دور المرأة وتنميتها من خلال الندوات والمحاضرات والبرامج التدريبية، كما شارك بمداخلة ايضاً الأستاذ ابراهيم الهطلاني عضو منظمة “كتاب بلا حدود” معرفاً بالجمعية ودورها في احتضان ورعاية الكتاب في مختلف دول العالم.
وشارك الحضور بمداخلاتهم المختلفة، فأكد الأستاذ حسين بونيان علىأهمية التكامل بين المنتديات الثقافية وعدم الاندفاع في تكرارها بلا مبرر وضرورة التنسيق بينها، وأكد الأستاذ محمد السنان على أهمية ترسيم هذه المنتديات من أجل استمراريتها، كما أشار الأستاذ حسن الزاير إلى أهمية وجود منهج واضح لهذه المنتديات بحيث تساهم في تنمية المجتمع وتوجيهه بدلاً من عقد أنشطة دون هدف واضح.
وأكد كل من الدكتور حسين شعبان والأستاذ أحمد العباسي على أهمية هذه المنتديات وتفعيلها في المجتمع وعدم تقييد نشاطها كي تساهم بدور تنموي واضح، كما أوضح الأستاذ أحمد الجشي مسئولية المنتديات في الاقتراب من مشاكل وقضايا المجتمع وعدم الاقتصار على القضايا الثقافية المجردة والنظرية. وتحدث أخيراً الأستاذ أمين الصفار مؤكداً على أن كثرة وتعدد هذه المنتديات الثقافية هو علامة نضج وفاعلية في المجتمع شريطة أن يكون هنالك تنسيق بينها.
وفي نهاية اللقاء شكر كل من مدير الندوة وراعي المنتدى أصحاب المنتديات الثقافية والحضور على مشاركتهم وتفاعلهم مؤملين أن تتطور هذه الأنشطة كي تخدم الحالة الثقافية وتساهم في دعمها. وكرر راعي المنتدى شكره للقائمين على محطة تلفزيون الدمام لتسجيلهم فعاليات هذه الندوة معتبراً إياها بادرة مهمة في تفعيل التعاون مع وسائل الاعلام الرسمية.
المحاضرة الكاملة: