القطيف.. أعلاميون يؤكدون أن الطائفية طريق الشهرة.. ويحذرون من خطورتها

3٬261

أكد إعلاميون على ان أقرب الطرق للشهرة وحب الظهور هو آفة الطائفية ونبذ الطرف الأخر من خلال القنوات الإعلامية، مشددين على خطورتها وضرورة العمل على قمعها.
ودعا المستشار الإعلامي ياسر الجنيد والكاتب فاضل العماني في أمسية «القنوات الفضائية والإعلام الطائفي» التي نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي إلى الحد من تصاعد الحالة الطائفية في المنطقة.
وأدار الندوة رئيس لجنة المنتدى زكي البحارنة، الذي رحب بالحضور وشدد في كلمة ألقاها على أهمية تناول موضوع الإعلام الطائفي الذي إعتبره مؤثرا بشكل كبير ومباشر على الواقع العالمي والعربي.
وبين في الندوة التي افتتحت بعرض فلم قصير يلخص التقرير المصور الذي أعدته قناة البي بي سي عن الاعلام الطائفي والذي حمل عنوان ”أثير الكراهية“ أن الإعلام الفضائي وليد بيئته المحلية، ويدل منتجه على العقلية التي تصوغه وتضع أهدافه في مختلف المجالات الفنية والسياسية والفكرية.
وأشار إلى ان المنتدى يستشعر ضرورة الوصول إلى تشخيص عميق لحالة الإعلام الطائفي، وذلك من خلال طرح موضوعي ونقاش حر وهادئ يساهم في إنضاج الوعي الإجتماعي والتعريف بمدى خطورة هذا النوع من الإعلام وتداعياته.
وعرف مدير الندوة بالضيفين الكريمين، بأن ياسر الجنيد كاتب صحفي ورئيس تحرير سابق لعدد من الصحف والمجلات الإلكترونية والمطبوعة، ومعد برامج في القناة الثقافية وقناة الدانة وقناة الرسالة حاليا والعديد من القنوات سابقا.
أما الكاتب فاضل العماني فيعمل في مجال التعليم متخصصاً في مادة الرياضيات، وهو متعاون مع التلفزيون السعودي، ومشارك في الإعداد لبعض البرامج، كما عمل مديراً لمكتب مجلة عالم الرياضة ومحرراً بجريدة الرياضي، وهو كاتب مقال أسبوعي في جريدة الحياة والوطن والرياض.
بدأت الندوة بحديث الكاتب فاضل العماني عن خطورة الإعلام لدوره في بث الوعي أو التضليل وخاصة الفضائيات، مشيرا إلى أن عدد القنوات الفضائية في العالم يصل إلى 5 آلاف قناة منها 1320 قناة عربية حكومية واهلية.
وبين العماني أن الإعلام الخاص هو المهيمن متمثلا في القنوات الفضائية حيث أنه توجد 151 قناة متخصصة، و146 قناة رياضية، و66 قناة إخبارية، و125 قناة دينية، موضحا أن مصر والسعودية والإمارات تستحوذ على أكبر عدد من القنوات.
وذكر العماني أن من بين 125 قناة دينية هناك 40 قناة شيعية هي في معظمها صدى وإنعكاس للحالة الطائفية، حيث عرف العماني القناة الطائفية بتلك التي تبث خطاباً يزدري الآخر ويضخم الذات المذهبية.
وبين أنه خلال العشر السنوات الماضية منذ سقوط صدام ظهرت القنوات الطائفية بشكل كبير، حيث لم تقتصر الحالة الطائفية على هذه القنوات فقط وإنما شملت قنوات أخرى إخبارية وعلمانية تنتج برامج ذات إتجاه طائفي، واصفا الطائفية بالمنتج الكريه الذي يساهم في صنعه إتجاهات وقوى مختلفة.
وتحدث العماني عن مسببات انتشار الإعلام الطائفي في المنطقة مشيرا إلى الإحتقان المذهبي وتوظيف العلماء المتشددين لهذه القنوات طلبا للنفوذ والشهرة، والمناهج التعليمية التي تغذي الطائفية، والخطب المشحونة والمحرضة.
وتساءل الأستاذ فاضل العماني عن أسباب تفشي الحالة الطائفية في هذه القنوات معتبرا إياها اللاعب الأكبر وذلك لأغراض سياسية، والتحريض على المذاهب الأخرى، وتركيزها على مشروع الدولة الدينية، وإنهماكها في رصد أخطاء الآخرين عوضا عن تصحيح الذات وتقويمها.
وبين أن تمويل هذه القنوات يعتمد على عدة جهات من بينها بعض الحكومات، والهيئات والجماعات الدينية، والأفراد من خلال المشاهدة والرسائل المدفوعة والإعلانات وختم العماني حديثه بالتأكيد على أن محاربة الإعلام الطائفي لا تتم دون نشر الوعي بالقبول بالآخر، وسن التشريعات، وسحب تراخيص هذه القنوات، والتصدي لخطاب الكراهية ببرامج بديلة، وإنشاء قنوات فضائية لهيئات معتبرة.
وتحدث المستشار الإعلامي ياسر الجنيد مصنفا الإعلام إلى نوعين موجه وأحمق، معتبرا الإعلام الطائفي في مجمله أحمق مع أنه قد يخدم أجندات مختلفة.
وأوضح أن هناك من يستفيد من الإعلام الطائفي. وأضاف انه على الرغم من أن لبعض القنوات الدينية أهداف سليمة كالدعوة والتعليم، لكن يؤخذ عليها خطأ الأسلوب والمنهج بسبب ضعف تأهيل القائمين عليها وإنعدام الرؤية لديهم.
وأوضح أن من بين هذه القنوات ما يهدف للإثارة والشهرة عبر إستخدام أساليب نبذ الاخرين لغرض إستقطاب الجمهور دون أن يملك رسالة دينية او إجتماعية حقيقية. وأضاف الجنيد بأن الطائفية مزقت المجتمعات تحت غطاء الدين وأن هناك من يستفيدون من هذه الإختلافات منهم رجال اعمال ودول ذات مشاريع طائفية في المنطقة.
وحول موضوع تمويل قنوات الاعلام الطائفي، إستبعد الجنيد وجود قنوات دينية ربحية أو أن تشكل الإعلانات فيها مصدرا مهما في دخلها، موضحا أنها تمول من جهات مختلفة.
وشدد على أن كل خطاب ينبذ الآخر وينتقص منه فهو طائفي، مبينا أهمية وضرورة الحوار والمناقشة المستمرة والمتواصلة بين المهتمين من أبناء المجتمع، والمساهمة في خلق برامج بناءة بديلة.
وبين الجنيد أن الدفاع عن المذهب لا يعد واجبا على كل فرد حيث تصر القنوات الطائفية على التوجيه السياسي الطائفي في المنطقة، مشيرا إلى أن المنطقة العربية مخترقة وأن التحفظ الإجتماعي في الإنفتاح على الشيعة لازال قائما في السعودية، وأن تغذية النفس الطائفي يمكن إستقراؤه من خلال قراءة الوضع الحالي في سوريا المبتعد عن أي هدف مدني أو إصلاحي والمتجه إلى سفك دماء المخالفين من الطوائف الاخرى.
وبدأت المداخلات مع الكاتب والإعلامي دحام العنزي بقوله أن كل شخص مستنير وواعي لا بد أن يحرص على الوحدة الوطنية، وأن القنوات الطائفية لها مشاهدون كثيرون مما يوسع دائرة تأثيرها، مؤكدا على أن الوطنية هي الجامع المشترك وليس المذهب.وأشارت نجاة أبو حليقة إلى دور الأسرة في صناعة الفرد المسؤول عن كونه حياديا ومحبا للجميع بلا سطحية، مؤكدة على المبادئ السامية وتعليم الحب والمعرفة وضرورة التواصل.
وعلق أحمد الخميس عن أن القنوات الطائفية وما يبث فيها دليل على فشل المشروع الوطني الجامع، أما الدكتورة خلود المسيري فأكدت على ضرورة سن نظام وقانون ضد الطائفية والعنصرية على أن يكون شاملا كل الجوانب من الدراسة والعمل، وأن ذلك من أهم واجبات الحكومات لحماية المجتمعات من التصدع.
وإعترض سامي الخليفة على تكثيف الطرح والنقد حول حال القنوات الفضائية الشيعية مشيرا إلى وجود من هو أكثر طائفية منها لدى الطرف الآخر.
وتحدث الإعلامي محمد المرزوق عن السيناريو الطائفي الذي يتكرر منذ 1200 سنة والذي ينتقل الآن من بطون الكتب إلى الفضائيات مشيرا إلى أن السلطات السياسية هي وراء الفضائيات.
واكد على أن الخلافات الفقهية مكانها في مراكز الدراسات وعلى ضرورة وجود قانون لمواجهة الطائفية كما تم وضع قانون لمكافحة الإرهاب.
أما الاستاذ علي البحراني فقد إستشهد بمقال الكاتبة أميمة الخميس حول مناهج التعليم التي تحتوي على 56 مبحث في مختلف المراحل الدراسية تبدع الشيعة، وهو ما يقود الى الطائفية.
وأكدت هدى القصاب على ضرورة تجفيف منابع الطائفية من قبل الحكومات عبر تجريمها وإغلاق القنوات الطائفية، وأن العقلية المستقلة ينبغي ان ترفض التوجهات الطائفية.
وذكرت الناشطة الحقوقية عالية فريد بأن الطائفيين لا يجرمون بتاتا حتى الخطباء والعلماء، فيما ذكر أحمد الخرمدي خطورة تاثير الطائفية على النشأ الجديد وضرورة الإلتفات إلى ذلك.
وأختتمت المداخلات بحديث للشيخ حسن الصفار بين فيه أن الملتقيات تهدف لتعزيز حالة التواصل بين المواطنين وإتاحة الفرصة لطرح مختلف الأفكار والآراء، وأن الإعلام الطائفي هو أحد مظاهر المشكلة الطائفية التي تأتي من مصدرين هما المصدر السياسي لكون الدول لا تعتمد مفهوم المواطنة والمساواة بين جميع المواطنين.
وبين أن المصدر الثاني هو سوء الفهم الديني والعدوانية والتعصب ومشكلة التراث وفهم الدين، وأوصى بمواجهة الطائفية في هذين الإتجاهين للحد من التمييز والتعصب.
وضمن فعاليات الامسية عرف يحيى القريش لجنة التواصل الوطني المهتمة بتجسير العلاقة بين مختلف مناطق المملكة وتنظيم زيارات متبادلة، وتحدث عن تنظيم زيارة مؤخرا لمحافظة عنيزة حيث تم الاطلاع على العديد من المؤسسات الإجتماعية وعقد ندوة حوارية شارك فيها جمع من المثقفين.
وتحدثت الفنانة علا المسحر التي أقامت معرضا فنيا في المنتدى عن تجربتها الفنية في الفن التشكيلي والنحت والخط العربي

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد