بمناسبة ذكرى ميلاد النبي محمد (ص) ، أقام منتدى الثلاثاء الثقافي وبمشاركة منتدى ابن المقرب الأدبي بالدمام، أمسية شعرية مساء الثلاثاء 13 ربيع الأول 1435هـ الموافق 14 يناير 2014م، شارك فيها ستة من الشعراء البارزين وحضرها عدد من المثقفين والشعراء والكتاب.
قبل بدء الأمسيىة، وكعادة المنتدى أسبوعيا في استضافته لإحدى المؤسسات الأهلية الإجتماعية، عرف الأستاذ أحمد شرف السادة بلجنة (واعتصموا)، وهي لجنة معنية بتنظيم وتنسيق الأنشطة والفعاليات الإجتماعية والدينية في المنطقة من خلال نشر وترسيخ ثقافة التعاون والعمل الجمعي واستثمار الطاقات والكفاءات المختلفة في برامج وفعاليات وحدوية متميزة .
أدار الأمسية الشاعر باسم العيثان، وتقدم بالكلمة الترحيبية راعي منتدى الثلاثاء الثقافي؛ الأستاذ جعفر الشايب الذي عبر عن أمله في استمرار التعاون البناء بين المنتدى والمؤسسات الثقافية في المنطقة للقيام بأنشطة وفعاليات مشتركة ، كما تحدث عن مناسبة المولد الشريف داعيا الى استلهام الدروس والعبرمن سيرة المصطفى (ص) في تأكيد القيم والمثل الإنسانية العليا في الأبعاد الفردية والإجتماعية والإنسانية .
وتحدث الشاعر زكي السالم رئيس منتدى ابن المقرب الأدبي بالدمام شاكرا منتدى الثلاثاء الثقافي على مبادرته مؤكدا على ضرورة تعاون المؤسسات الثقافية ، وألقى استهلالا لقصيدة في ذكرى صاحب المناسبة نالت استحسان الحضور .
أول فرسان الأمسية كان الشاعر جاسم المشرف الذي أطل على الحضور بقصيدة أدبية رائعة شملت مدحا في الرسول (ص) وذكر بعض صفاته ، وتناولت في بعض أجزائها تصويرا جميلا لوضع الأمة الحالي بين التنازع وهدر الكرامة والشتات بسبب التجبر والهوان . وأطلقها نداءات عالية مدوية لصاحب المناسبة كالشكوى، داعيا لصون الكرامة وتحقيق الأحلام والتطلعات ومقاومة الذل . وجاء في قصيدته البليغة :
ياسيدي صدق المقال تكالبت أمم الزمان
ما بينهم صرنا مقصعة آكل زغب الخوان
متنازعين ممزقين مشتتين بلا كيان
كغثاء سيل بالتكاثر يستبد بنا الطعان
نحرت كرامتنا على نطع التجبر والهوان
لو كنت تدعو للشتات فنحن أبطال الرهان
واذا الكرامة في الصدور حبيسة والعز بان
أفكارنا وقلوبنا من كبتها تتوقدان
أما الشاعر علي النمر فألقى قصيدته المعنونة “تغريدة في بستان محمد (ص)” ، حيث تألق في وصف مكرمات الرسول (ص) وذكر مزاياه بلغة شاعرية رقيقة ، وتناول فيها أيضا عرضا لواقع الأمة من انفراط أمرها وتمزقها وانعدام الأمن وانتشار الخراب . ومما جاء في رائعته :
خذنا إليك ففارط (مسباحنا) ** قد فرطته هياكل وعبيد
ضاعت مآثرنا فضاع مصيرنا ** والدهر يجمد ساعة ويميد
ولساننا عقدت مربط خيله ** للخير وارتاد اللسان بليد
وعزومنا حين استبد بها الهوى ** نامت وغذى النائمات شرود
لما ذوت فينا النفوس تمكنت ** من أمرنا عصب وفاز حجود
اعتلى المنصة بعد ذلك الشاعر محمود المؤمن الذي ألقى قصيدة ثرية في معانيها وألفاظها تحت عنوان (تسبيحة العرش)، أعجب بها الحضور لتناولها صفاته عليه أفضل الصلاة والسلام وتأكيد محبته وعشقه. ومما ورد في القصيدة :
أنـتَ الـربــيــعُ فـهــيــئ لـي عَــطــايـــاهُ ** مـن ذاتِ قـُـدسِــكَ تـُسـتـجـلــى خَـفــايــاهُ
لولا سِـراجُــكَ خضتُ الجهلَ دونَ هُـدىً ** أعــــــــــزكَ اللهُ مــاذا كــنــتُ لــــولاهُ؟
يا خـاتـمَ الرســل ِ أفهــامُ الورى عَجـِزت ** مـن أن تـحـــيـــط َ بـقـلـــبٍ حَـــلـــهُ اللهُ
عَـشـقـتُ اسـمَــكَ حيثُ الضـــوءُ ظـلـَّـلـهُ ** و هـــالــــة ٌ مـن جـــــلال ِ اللهِ تَـغـشـــاهُ
مـلائــكُ المـــــــلأِ الأعـلــى تـحــفُ بـهِ ** و العــــــــرشُ سـبَّــحَ تـقـديـســاً لـمَـعـناهُ
اســــــمٌ بـهِ شـــــرَّفَ المَـــولـى مَساجَـدهُ ** و قــد عـلـت في رحــــابِ الكـون ِ ذِكراهُ
حـلـــو الشمـائــل ِ مـا أحـلــى وســامـتـَـهُ ** محمدٌ تـاهَ فــكــــــــــــري فـي مُـسـمـــاهُ
وشارك الشاعر عبد الله الأحمد بقصيدة عنونها (في رحاب المولد النبوي الشريف) ، تناول فيها التأثير المتبادل بين الرسول (ص) والبيئة التي عاش فيها وكيف أنه (ص) قاوم كل التحديات وإستطاع التاثير الإيجابي فيها ، وجاء في قصيدته الغراء :
ربَّاهُ إنا حرقَنا الروحَ ثانيةً فابعث لنا أحمداً نحيا به ثاني
قد ضللتنا الأماني وهي خابطةٌ كخبطِ عشواءَ فينا كلَّ إيماني
كلٌّ له رايةٌ تدعو إلى صنمٍ وضَجّت الأرضُ من عُبّاد أوثانِ
من كل من يدعي وصلاً ومعرفةً وغيرهُ هالكٌ في قعرِ نيرانِ
ومامُحمدُ إلاّ رُوحُ ساقيةٍ تُوزعُ الحبَ في أثداءِ وديانِ
تَمتدُ في شُعَبِ الأكوانِ رحمتُهُ وكُلنا في هواهُ مَحْضُ شطئانِ
مَن يعرف الحبَ يُدرك كُنه دعوتِه وربه الحقدُ من يحيى بأضغانِ
وألقى الشاعر حسن المعيبد قصيدة باللهجة العامية تناول فيها مدح الرسول (ص) ، منتقدا التمسك بالقشور في فهم الرسالة النبوية والإبتعاد عن أهدافها السامية . كما تناول أيضا دور العمامة والإشارة هنا إلى علماء الدين في نشر الثقافة والمحبة والعلم بدلا من ثقافة التشدد والتكفير، والتقول على رسول الله (ص) بما يتناقض مع أهداف رسالته .ثم ارتقى المنصة الشاعر حمزة النمر ليلقي قصيدته (بردتان) خاطب فيها الرسول (ص) معبرا عن شوقه ومحبته .
أتيت بالتيه ملويّا على عنقي ** أفعى تفحّ فحيح الدرب لُلقدم
أين العصا؟ أُلقها علّي أُسامرها ** حتى لُأصبح والآيات ملءُ فمي
وهذه الجُبّ لم تعرف ملامحها ** وجهي فلم أغترف منها سوى ألمي
يكادُ يأخذني الطوفان يا أبتي و ** الفلك فُلكك؛ فاعصمني من التُّهم
لا حوت في هذه الأرجاء يبلعُني ** سوى العراءُ فخذني واشف لُي سُقُمي
وصغ رُؤاي كُؤوسا غير فانية ** وصغ هواي وريدا غُير مُنفصم
وختم الأمسية الشاعر الأستاذ هاشم الشخص بقصيدة معبرة بعنوان (هدية إلى القطيف) عبر فيه عن مشاعره تجاه القطيف واستعرض عناصر الجذب فها من طبيعة ومجتمع نشط وفاعل .وخلال الأمسية تم عرض أسئلة على الحضور حول أمنياتهم في هذه المناسبة ، فأكد معظمهم أنهم يتمنون أن يعيش العالم في أمن وسلام بعيدا عن التوترات والحروب ، وأن تكون هذه المناسبة الشريفة عالمية لكون الرسول (ص) بعث للإنسانية جمعاء، وأن يتعزز الإنفتاح والوعي في الجتمع بشكل عام .كما استضاف المنتدى أيضا على هامش فعاليته الفنانة التشكيلية ياسمين الزاير لتي أقامت معرضا فنيا لها في المنتدى شمل العديد من أعمالها الفنية المتميزة ، حيث أنها نالت عدة جوائز من مسابقات متنوعة .
المحاضرة الكاملة: