في أجواء من النقاش الحر و الجدي ، عقد منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف ضمن برنامجه الأسبوعي لموسمه الثالث عشر ندوة حوارية مفتوحة مساء الثلاثاء 7 جمادى الأولى 1434هـ الموافق 19مارس 2013م تحت عنوان “ماذا يريد أهل القطيف” وذلك بمشاركة العشرات من الشباب والشخصيات القطيفية .
في بداية الأمسية ،رحب مدير الندوة الإعلامي البارز محمد الحمادي بالحضور وأكد على كونها فرصة للتعبير الحرعن كل مايجول في الأذهان من آراء وأفكار تخص ما يحتاجه أهالي القطيف. وبين اهمية مثل هذه اللقاءات التي تهدف للعصف الذهني و التفكير المشترك من اجل العمل لتطوير المحافظة و معالجة احتياجاتها التنموية ,اضافة الى المطالب الحقوقية ,طارحاَ بعض الاسئلة للنقاش مضافة الى ما يتعلق بدور الشباب في المجتمع .
افتتحت المشاركات بمداخلة للفنان الفوتوغرافي أيمن ابو الرحي الذي أشار إلى حاجة القطيف لمدينة جامعية مبررا ذلك بكبر مساحة المحافظة وكثافة سكانها مقارنة بسواها من المحافظات .كما اضاف ان ارتفاع معدل الجريمة عائد في جانب منه الى اعتقال الذين مع المجرمين وخاصة في حالات طلب التنازل عنهم.
وشدد الأستاذ صالح إسماعيل على أن الحصول على الحقوق لن يتم إلا بتحقق المواطنة الكاملة التي تتضمن حقوق الجميع بدلاً من الاتهامات بالولاء للخارج. أما الأستاذ مهدي الخاطر فقد أورد بأن عدد سكان القطيف يقارب ٥٠٠ ألف نسمه، وهنالك حاجة إلى خمسة مستشفيات ذات سعة مناسبة. فيما بين الأستاذ أنيس سامي ال دهيم أن مسألة الحقوق متشعبة، لافتاً النظر الى حاجة المحافظة لرياض أطفال مرخصة و تخفيف الشروط المعقدة للحصول على التراخيص.
وأكد الأستاذ حسين الحاجي على وجود عدة ملفات بحاجة للمعالجة منها التعليم والصحة والبيئة والآثار، أما الأستاذ أحمد منصور الخرمدي فأشارإلى ضرورة المعالجة السياسية من قبل الدولة لحل المشكلة التي أصبحت معلنة وواضحة لضمان مستقبل الأجيال القادمة وحمايتهم من الحرمان و الظلم. فيما تحدثت مديرة مركز وعي للاستشارات التربوية والتعليمية الأستاذة غادة السيف على أهمية إنشاء مراكز لحماية الأطفال من الاعتداء الجنسي حيث ان هنالك قصص مزعجة ومؤسفة تتطلب التدخل المباشر و العاجل .
وأوضح الأستاذ سعود الصفار بأن هنالك حاجة لوجود المدارس كما ان المنطقة تعاني من مشكلة تعيق التنمية وهي الحدود الإدارية، مؤكدا على أن الاعتمادات المالية غير كافية نظرا للكثافة السكانية وعدم وضوح نظام و معايير الاعتمادات المالية، مستنكرا وجود مسئولين من أهل المحافظة لا يؤدون دورهم المطلوب ، مردفاً بأن التغيير يبدأ من الذات ومؤكدا على ضرورة المراقبة الأهلية لمشاريع الدولة عبر وسائل التقنية الحديثة.
الأستاذ حسين العوى أشارإلى حاجة الأندية الرياضية في المحافظة إلى منشئات رياضية مجهزة، وافتقار بعض مدن وقرى المحافظة للأندية, وهو موضوع اعترض عليه احد الحضور قائلاً بأن لدينا اندية رياضية كثيرة . وقال الأستاذ سعيد العمير، ان مطالبات أهل القطيف لم تعد خافية وبأنها معروفة للجميع، من أهمها رفع التمييز كمطلب أساس وبناء المساجد والحسينيات وتمثيل أهالي المنطقة في مؤسسات الدولة، مشيرا إلى ان المواطنة الكاملة تتطلب معالجة الخلل الإداري على مستوى المملكة بشكل عام. وبين ان التنمية في الخدمات لا يقتصر على القطيف فقط ,النواقص ليست هنا فقط ، وفيما يتعلق بالحراك الشبابي اوضح العمير بأن له مطلب واضح وهو إطلاق سراح المعتقلين ولا يجب ان يحمل الحراك كل مطالب المنطقة .
أما الأستاذ رضا البوري فتساءل عن إستراتيجية أبناء القطيف لتحصيل حقوقهم، وعن الملفات الأساسية كالصحة والزراعة والتعليم والحقوق، مشيرا إلى أن الحراك كان نتيجة ضعف الإستراتيجية الأساسية لتحصيل الحقوق ، مشيرا إلى أن النزاعات الداخلية والخلافات والمزايدات أضعفت مطالب أهل القطيف. وقال الأستاذ عادل السعيد معلقا على ارتفاع معدل الجريمة بأن الأطفال تتم تربيتهم على العنف وهذا ما ينتج العنف ، اضافة إلى رغبة الشباب في إثبات موقعيتهم مشيراً الى ضرورة وجود فرص أمامهم عوضا عن حالة الكبت.
وأوضحت الأستاذة إيمان سلمان ان ما ينقص القطيف هو التواصل مع المسئول المنفذ للنظام لتأكيد ومتابعة الحقوق، والى انعدام سياسة الباب المفتوح مع المسئولين المحليين ، مشيرة إلى أن الدولة تبخس حق المرأة ودورها في هذه الممارسة . أما الأستاذ حسين القاسم فتساءل عن سبب تخصيص مطالب اهل القطيف ، معبرا بأنه ينبغي ان تكون المطالب ذات ابعاد وطنية وليست محلية ,وكذلك ولأهمية العمل من خلال الحوار واحترام وجهات النظر المختلفة.
وبين الأستاذ مجتبى عبد اللطيف أن ارتفاع معدل الجريمة يعود الى تفشي البطالة وقلة فرص العمل. اما الأستاذ زكي العبد اللطيف فبين أن مختلف المطالب تتركز حول الحقوق ولكل منطقة مطالبها الخاصة وهمومها. وأشار عضو إدارة المنتدى الأستاذ زكي البحارنه إلى وجود مطالب عامة ووجود مطالب محلية للقطيف، وأن أسباب العجز تكمن في ضعف الأنظمة والقوانين وضعف أداء المسئولين، وعدم وجود رؤية واضحة لتلبية حاجات القطيف، وأن الموضوع يتطلب قرارا سياسيا من بينها رفع حالة التمييز ضد ابناء القطيف في المواقع الوظيفية العليا في الدولة.
وقال الأستاذ حسن ال جميعان أن تصنيف الحقوق بخاص وعام ينبغي ان يلغى ,وبأنه يجب الإنخراط في الهم الوطني العام وضرورة تعزيز سيادة القانون لحل المشاكل موضحاً ان الانغماس في الشأن المحلي يعيق بناء المشتركات. وأشادت الأستاذة نداء آل سيف بالفتيات القطيفيات ودورهن في المشاركة في مختلف الانشطة و الفعاليات و البرامج .
وشدد الأستاذ موسى السادة على ضرورة الخروج من سؤال ماذا نريد إلى سؤال كيفية العمل للحصول على مانريد من خلال إستراتيجية جديدة، مؤكدا بأن الجوانب التنموية ليست هي الوحيدة بل هنالك قضايا أخرى لا تنقص عنها اهمية .
و تحدث الاستاذ فتحي البنعلي عن وحدة المجتمع المحلي طوال تاريخه و العلاقة الايجابية التي تربط بين السنة و الشيعة ,مستدركا بأن بعض المسئولين لا يهتمون بأداء واجباتهم بشكل صحيح وخاصة من يعمل منهم في قطاعات الزراعة البلدية. أما عضو المجلس المحلي الأستاذ سعيد الخباز فعبرعن جمال اللقاء والمداخلات التي تعبرعن الهموم الحقيقية للمجتمع، مشيرا الى أن هناك تعمد للتقليل من شأن الوجهاء مع انه عمل يتم في كل مكان مؤكدا على أن الدور الذي يقومون به مكمل للأدوار الأخرى وذلك من خلل إيصال المطالب للمسئولين. أما المخرج فاضل الشعلة فتحدث عن مسابقة للأفلام القصيرة يقوم عليها مهرجان ترانيم وبالتعاون مع مجموعة قطيف الغد حيث أنها فرصة للتعبيرعن المطالب من خلال العمل الفني الذي يخدم عرض القضايا و المطالب عبر الأفلام الوثائقية.
وقال الأمين العام لجائزة القطيف للإنجاز المهندس عبد الشهيد السني ان هنالك خصوصية محلية وأسلوب شيخ القبيلة هو الحاكم والسائد في البلد، مشيرا الى أن الجانب التنموي مغطى بشكل مناسب في المحافظة وبين أن بين المجلس البلدي والمحلي ومجلس أعمال القطيف تنسيق أن الجانب السياسي هو المهم و خاصة فيما يتعلق بالحريات والحقوق.
وأشارالأستاذ أحمد صالح خليف إلى ان من دمر المنطقة هم افراد منها مستشهداً بردم السدود وانقراض الطيور فبعد ست سنوات من الغياب عاد للقطيف وهي أسوا مما كانت عليه سابقا. مؤكداً ان الحوار القطيفي يرتبط بالمطالب المحلية وليست العامة على مستوى الوطن.
في ختام الأمسية تحدث راعي منتدى الثلاثاء الثقافي المهندس جعفر الشايب عن فكرة هذا اللقاء من بهدف القضايا بشكل حضاري ومنظم، وإلى الحاجة إلى إثراء هذه الحوارات بالمشاركة وأن النتيجة من الحوار رغم الاختلاف لابد أن تكون مفيدة. وأكد على اتفاقه مع أهمية وجود إستراتيجية جديدة لتحقيق المطالب والحقوق للمنطقة، وأن أي جيل يجب ان يبدأ من حيث انتهى الآخرون، مؤكداَ على اهمية الابداع في سبل عرض القضايا و ابرازها.
وكعادة المنتدى، فقد استضاف على هامش هذا اللقاء معرضا فنيا للاسبوع الثاني على التوالي للفنان أيمن أبو الرحي الذي عرض تجربته الفنية في التصوير الضوئي .
المحاضرة الكاملة: