منتدى الثلاثاء الثقافي يستعرض واقع الصحة النفسية في المجتمع

4٬020

بحضور عدد من الأخصائيين والمهتمين، أقام منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف ضمن برنامجه الأسبوعي في موسمه الثالث عشر ندوة حوارية موسعة مساء الثلاثاء 16 ربيع الثاني 1434هـ الموافق 26 فبراير 2013م تحت عنوان “واقع الصحة النفسية في البيئة المحلية” وذلك باستضافة الأخصائي النفسي الدكتور أحمد محمد الخلف.

وقبل بداية الأمسية التي أدارها عضو اللجنة المنظمة للمنتدى الأستاذ زكي البحارنة تم الاحتفاء بالدكتور محمد المحروس الحاصل على حاصل على لقب “عالم إكلينيكي” من قبِل الوكالة الصحية للمُتَخَصِصين، وهو باحث واستشاري في علوم الميكروبات الإكلينيكية وهندستها الجينية، حاصل على درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة مانشستر. وتحدث الدكتور المحروس عن مسيرته العلمية حيث أنه بدأ مُشاركته البحثية في المستشفى الملكي بمانشستر، وكان تركيزه على علاج الميكروبات المُمرِضة، حيثُ كانت البكتيريا العنقودية المقاومة للمُضادات الحيوية في طليعة الجراثيم التي استقطبت اهتماماته الفكرية.

وأشار المحروس انه قام بتوضيح وجود نوعية من الهيموليسن لا تحلل خلايا الدم الحمراء وقاتلة للبكتيريا وهي معلومة جديدة من نوعها في عالم الطب وتم تسجيل ذلك في اصدارات علمية محكمة. كما انه اكتشف مجموعة كبيرة من السلالات المميزة والقادرة على إفراز مواد قادرة على أن تقضي على الكثير من البكتيريات الممرضة، اضافة الى مجموعة من البروتينات التي تنتمي لعائلة “البكتيريوسين” والمؤهلة لدخول عالم العلاجات المستقبلية ضد الجراثيم.

وسجل المحروس اكتشاف مجموعة من الجينات المرتبطة بالتصنيف الشجري للبكتيريا الموجبة الممرضة ضمن قاعدة بيانات خاصة بتحديد مصنفات الجينات في ألمانيا، كما تحدث عن منجزه الأخير الذي نال عليه عدة جوائز، مضيفا ان منطقة القطيف فها الكثير من الطاقات وينبغي ان تتاح لها البيئة المناسبة وهو ما يحمل النخبة مسئولية كبيرة لتأكيد هذا التميز، مؤكدا ان بيئة البحث العلمي مغيبة تماما محليا وقد تقود الباحث إلى الهجرة لمراكز علمية.

بعدها قدم مدير الأمسية الأخصائي النفسي الدكتور أحمد محمد الخلف والذي يعمل في مستشفى الأمل للصحة النفسية كأخصائي نفسي علم أول إكلينيكي،على أنه خريج جامعة الملك سعود بالرياض عام 1421م وحاصل على العديد من الدبلومات في اللارشاد والعلاج النفسي من عدة كليات وجامعات بريطانية، كما حصل على درجة الماجستير في علاج الاضطرابات النفسية من جامعة ويلز وحصل على درجة الدكتوراة في العلاج النفسي من جامعة بليموث في بريطانيا كما أنه محاضر في نفس الجامعة، وعمل كإستشاري في علم النفس الصحي والإكلينكي وترأس قسم المعالجين النفسيين في المركز الأمريكي للطب النفسي و العصبي في الإمارات العربية المتحدة وهو مجاز من عدة جهات علمية ومدرب معتمد وعضو في العديد من الجمعيات النفسية الدولية، كما كتب الكثير من المقالات العلمية المنشورة على المستويين المحلي والدولي وله كتاب بعنوان العلاقة الوالدية وعلاقتها بالإضطرابات النفسية (باللغة الإنجليزية) .

في البداية تحدث الدكتور أحمد الخلف بأن الحديث عن الصحة النفسية يعود بنا الى الحديث عن علم النفس والذي يعد أحد العلوم الأساسية الخمسة إلا أن علم النفس يعتبر علما حديثا وناشئا إذ لم ينفصل عن الفلسفة إلا قبل مائة وخمسين سنة تحديدا في العام 1879على يد العالم الألماني فونت، وأشار الدكتور الخلف إلى ان علم النفس لا يزال يواجه تحديات كبيرة وخاصة في المجتمعات العربية.

وتطرق الدكتور في مقدمته الى علاقة السلوك بالتغييرات الحاصلة في الدماغ وما يساهم به ذلك من تأثير على الجهاز المناعي، مضيفا ان هناك مئات الآلاف من الأبحاث المتعلقة بدراسة هذه العلاقة بين السلوك والدماغ، حيث صدر 600 ألف بحث خلال عشر سنوات مما يعني انه خلال ساعة واحدة تصدر خمسة بحوث.

وبين الخلف ان ٩٠٪ من الأبحاث العلمية المقدمة للمجلات العلمية المحكمة يتم رفضها و أن ما ينشر يمثل 10% فقط، ففي العام 2004 طرح بحث يتعلق بإيجاد فارق في مستوى الذكاء بين ٧٤ دولة وصرفت عليه الملايين من الدولارات ليخرج بنتيجة أن ٩٠٪ متوسطو الذكاء وأن لا فرق بين دولة وأخرى. ثم انتقل الدكتور الخلف للحديث عن الصحة النفسية مستشهدا بتعريف الجمعية النفسية الأمريكية للصحة النفسية على أنها ليست مجرد الخلو من الاضطراب، فخلو الإنسان من المرض لا يعني تمتعه بالصحة، وأوضح أن من أهم العوامل التي تساهم في تكوين الصحة النفسية تنقسم إلى أربع عناصر هي: بدنية وروحية واجتماعية ونفسية وتكاملها يؤدي إلى صحة كاملة، مضيفا انها تكون المخطوطة المعرفية للفرد والتي تعد البنية التحتية التي تحكم سلوك الإنسان،وذكر بأن مفهوم الذات عند الإنسان يكتمل عند سن الرابعة بحيث يكون الإنسان إما سلبي أو ايجابي.

وأكد الدكتور الخلف على وجود فرق بين المرض الذي هو محدد الأعراض ومعروف المسببات ويمكن تشخيصه وبين الاضطراب الذي تتدخل في تكوينه عوامل عدة ويحتاج الى تشخيص اكثر عمقا ،كما أردف، بأن منظومة الصحة النفسية في المجتمعات العربية تأتي في المؤخرة مابين دول العالم، موضحا مدى فقر العائلة العربية في تفعيل قيم المودة والرحمة والتعبير عنها.

وأوضح الخلف بأن معايير اللجوء الى المختص النفسي تنقسم الى شقين رئيسيين هما وجود المعاناة الواعية حيث يعي الفرد المضطرب لواقع معناته و المعاناة الغير واعية والتي لا يدرك فيها الفرد مقدار اضطرابه و في كلا الحالتين يؤثر الاضطراب النفسي على الجوانب الشخصية والاجتماعية والاكاديمية او الوظيفية واستمرار ذلك لفترة لا تقل عن أسبوعين يحتم اللجوء الى المعالج النفسي . مؤكدا ان الاكتشاف المبكر له دور كبير في العلاج .

وتطرق الخلف إلى أهم التحديات التي تواجه الصحة النفسية، ومنها ما أسماه بوصمة العار والشعور بالخجل والخوف حيث ان المنطقة العربية تسود فيها التقاليد والاعراف التي تأبى على الانسان العربي التعبير عما يعتمر في داخله، لافتا إلى ان من طرق الوقاية هي القرب من الأشخاص من حولنا والتعبير عن المشاعر بطريقة واضحة وخاصة لإفراد الأسرة، كما أن وصمة العار ذاتها قد تعيق المختص النفسي اثناء ممارسته لعمله و حياته الاجتماعية. وشدد الدكتور الخلف على أهمية مواجهة حالة الجفاء خصوصا داخل الأسرة للوقاية من الاضطرابات النفسية فهناك ٨٠٠ ألف إنسان ينتحرون سنويا في العالم بسبب الاكتئاب. مشيرا إلى ان من أهم التحديات التي تواجههم في هذا المجال هي قلة المتخصصين في مجال الصحة النفسية بشكل عام، كما ختم الدكتور بذكر ثلاث مستويات للوقاية من الاضطراب النفسي من اهمها وقاية النفس وافراد العائلة.

وكعادة المنتدى في كل أسبوع، فقد استضاف على هامش الأمسية الفنان الفوتوغرافي أحمد الزاهر للحديث عن تجربته في مجال التصوير، مقدما في كلمته بهذه المناسبة الشكر لمنتدى الثلاثاء الثقافي على استضافته، مؤكدا ان دعم والديه كان له الأثر الأكبر فيما وصل إليه، مشيرا الى حجم الفائدة التي اكتسبها من الفنان يوسف المسعود في مجال التصوير، ومقدار الإلهام الذي حضى به من الأستاذ عبد العزيز المبارك ، وأشار الزاهر إلى انه يتطلع لتفعيل دور لفنانين في المجتمع المحلي عبر مختلف الفعاليات والأنشطة وإبراز المواهب عالميا عبر مشاريع عديدة.

في بداية المداخلات طرح راعي منتدى الثلاثاء المهندس جعفر الشايب إشكالية غياب المعلومات المتعلقة بحجم الصحة النفسية في المنطقة وسبل العلاج وتمنى لو أن الدكتور تطرق موضوع الصحة النفسية من زاوية اكثر محلية ، أما الناشط الاجتماعي باسم الضامن فطرح قضية التكنولوجيا الحديثة وتأثيرها على الصحة النفسية، ليجيبه الدكتور أحمد الخلف بأن منطقة الخليج أصبحت سوقا استهلاكية كبيرة مؤكدا على اهمية ترشيد استخدام الأجهزة الإلكترونية.

وقال الأستاذ حسين السيف ان الإمكانيات المحلية قد لا ترقى لما هو موجود في الدول الغربية، وتساءلت الأستاذة صديقة المهدي عن العلاقة بين الذات والأنا وعن توقيت المعالجة الدوائية للمصابين بالاضطراب النفسي، أما الصحفي محمد المرزوق فتساءل عن تأثير الإعلام والأزمة الطائفية على الحالة النفسية.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد