النص الجديد في القطيف

3٬521

ألقى الأديب والكاتب المعروف الاستاذ حبيب محمود محاضرة في منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلاثاء 22 محرم 1427هـ الموافق 21 فبراير 2006م بعنوان “تجربة النص الجديد في القطيف”، استعرض فيها خطاب النص الشعري منذ منتصف اربعينيات القرن الهجري الماضي ولغاية اليوم. وأدار الندوة عضو اللجنة المنظمة للمنتدى الاستاذ ذاكر حبيل الذي عرف المحاضر بأنه ممن ساهم في العمل الأدبي في المنطقة لفترة طويلة حيث التحق بجريدة اليوم والوطن ومجلة القافلة كاتباً ومحرراً وناقداً. وله مؤلفات عديدة منها: حافة أنثى ومن لوف عينيك.

عرض المحاضر في البداية نماذج من الشعر والكتابات الأدبية التي سادت في المنطقة في الاربعينيات مبتدئاً بتجربة خالد الفرج الذي قدم من الكويت واندمج مع مجتمع القطيف وتفاعل مع الجو الأدبي فيها وأدخل فيه تعديلات اسلوبية متأثراً بميوله القومية في الوقت الذي لم يغادر شعر القطيف اطاره التوارثي وانشغاله الايدلوجي. وعبر المحاضر عن أن هذا التفاعل بين الفرج والمجتمع الأدبي في القطيف مكان ذو اتجاهين حيث نتج عن ذلك جماعتين أدبيتين تزعم الثانية الشيخ عبدالحميد الخطي.

وأوضح الاستاذ محمود بأن الشعر القطيفي في المهجر وخاصة في النجف كان سباقاً لطرح القضايا القومية والوطنية كنموذج عبدالله الجشي ثم محمد سعيد المسلم الذي فاجأ المجتمع بموقف حاد من بعض رجال الدين في أوائل الخمسينات. وأكد عبى ان البيئة التفكيرية  في القطيف كانت مشوشة بقضايا كبيرة ولم يعد الخطاب الديني المؤثر الوحيد في أوساط النخبة المثقفة، بل أن النخبة التي تربت ثقافياً على أيدي المشائخ تخلت عن ثقافتها الأولى وراحت تبشر بثقافة جديدة. واستعرض المحاضر عدة نماذج من الشعر الرومانسي في القطيف من بينها قصائد محمد سعيد الخنيزي ومحمد سعيد المسلم حيث تكشف النتاج الرومانسي المليئ بالغربة والحزن والألم واستمرت الى فترات طويلة.

وشهدت الستينات محاولات أولية على يد محمد سعيد المسلم لقصيدة التفعيلة في القطيف بعد ولادة القصيدة العربية الجديدة في الاربعينات.

وانتقل المحاضر لمرحلة أخرى وهي منتصف السبعينات مع تجربة عمر الشيخ الذي نشر نصوصه الأولى في صحيفة اليوم والذي كان قريباص من جماعة “المربد” حيث تأثر بالواقعية الرمزية والواقعية السريالية التي مارستها الجماعة وتعاطت مع الهاجس القومي على نحو وظف العديد من رموز الموروث في التعبير عن الواقع. فقد استحضر عمر الشيخ الرموز التراثية في نصوصه في اسقاطات واضحة وألف مجموعة قطيفية غير عمودية ضمن مغامرات ايقاعية. أما الدكتور أحمد المعتوق فيسجل لهالمحاضر بعداً ابداعياً على مستوى توظيف الاسطورة في النص وتوليف الجملة الشعرية الحديثة استناداً الى رؤية تراوح بين الرمزية والسريالية.

وفي منتصف الثمانينات حيث المرحلة المفصلية في صراع الحداثة والتشدد في المشهد الثقافي في السعودية، بقي غالبية الشعراء في احتفالياتهم الغنائية، ولم يسجل مشروع القصيدة أي اختراق يذكر على مستوى البنية اللغوية أو الرؤيا أو حتى المهاد الصوتي، وبقيت محاولات الاختراق خجولة ومترددة وغير واثقة، كما في نصوص محمد رضي ابو عبدالله وأحمد نصر محمود وحسين آل رقية. أما تجربة عادل الخزام فقد رأها المحاضر بأن بنية اللغة فيها مغامرة ومتجاسرة على اختراق المألوف ومحاولة التحرر من منطقية التركيب المتوقع.

وينتقل المحاضر لتجربة الشاعر حسن السبع الذي تعاطى مع القصيدة من مداخلها الصوتية الثلاثة حيث نجح في قصيدة التفعيلة تحديداً حيث عبر وزملاؤه بالقصيدة القطيفية من منطقة الرومانسية الحالمة إلى منطقة الرمزية والسريالية الرائية. وانتقلت القصيدة من دائرة “الأنا” تدريجياً في النصف الأول من التسعينات مع محمد الماجد وعلى الفرج وخالد محيميد واتسعت دائرتها لتكون “الاخر” ايضاً. واستعرض المحاضر في نهاية الندوة مقاطع شعرية حديثة لكل من الشعراء على الفرج وجميل الحبيب ومحمد الماجد وأمل الفرج ومنير النمر وحسين المنجور وعبدالعزيز الحرز وعبدالوهاب العريض وغسان الخنيزي.

وتناول محمد الخباز في فترة النقاش والتعقيبات أسباب غياب القصيدة الحداثية منذ الثمانينات معتقداً بانها لم تشكل تياراً وحركة بل محاولات فردية مشتتة مشيراً إلى أهمية الورقة في رصد وتأريخ التجربة الشعرية في المنطقة. كما اشار الناقد المسرحي أثير السادة  الى غياب الصوت الانثوي الشعري في الورقة، وكون الكم العشري أقل مما كان عليه في الفترة السابقة. وأكد على ذلك عبدالله العبد الباقي الذي تحدث عن كون كل شاب في تلك المرحلة مشروع شعري متسائلاً عن أسباب هذا التراجع حالياً.

وأكد مدير الندوة بأن من أسباب الانغلاق في الشعر القطيفي هاجس القهر الذي يشكل عقبة كبيرة لانطلاق النشر الثقافي من خلال الدواوين والصحافة والوسائل الاخرى.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

المحاضرة الكاملة:

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد