في ندوة مثيرة أقامها منتدى الثلاثاء الثقافي يوم الثلاثاء الماضي بتاريخ 5/2/1434 للهجرة كانت بعنوان: «التحريف ودوره في تخلف الأمة» وكان ضيف الندوة سماحة الشيخ حسين الراضي، حيث بدأ سماحة الشيخ بالكلام عن أقسام التحريف وقسمه إلى لفضي ومعنوي، وما يترتب على ذلك التحريف من خطر على الحالة الدينية والتراث الإسلامي وسبل تحصين التراث من التحريف والتزييف.
كلام الشيخ الراضي قابل للرد وطعن وقابل للصواب والصحة أيضا، لكن الغير مقبول إطلاقا هو التسقيط والتشهير ووصف المختلفين بالزندقة والتشكيك في دينهم وتدينهم وتشويه الدين والمذهب والكلام الذي لا ينتهي لأنه وصف الناس بالباطل. حرية التعبير والرأي كفلها الإسلام ولم يضع حواجز أو موانع تمنع الناس من ذلك الحق وتصادره، بل أمر الإسلام الناس بالتدبر والتفكر والنهي عن أخذ الأشياء كمسلمات من غير تفكير وتدبر فيها.
النقد والتجديد والإصلاح من الأشياء الضرورية التي يحتاجها العالم الإسلامي لتجاوز حالة الفشل التي تعاني منها الأمة العربية والإسلامية، وإغفال هذا الجانب دليل على أن الأمة تمر بحالة ترهل وعجز كبير لأنها غير قادرة على نقد نفسها وتصحيح ما شابها من تحريف طوال الفترة التاريخية التي مرت بها وبذلك تتحول الزوائد التي أضيفت باسم الدين إلى أشبه بالمقدس الذي لا يمكن المساس به مع أنه مضاف على الدين وليس أصلا من أصوله أو فرعا من فروعه التي أجمعت عليها الأمة الإسلامية وبالمناسبة الأشياء التي تعتبر من الثوابت الدينية لا تتعدى أصابع اليد.
أمرنا الإسلام أن نجادل الناس بالحسنى والمعروف حيث يقول الله في كتابه: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ سورة النحل آية125، والابتعاد عن الفظاظة في القول قال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِك﴾ سورة آل عمران «159».
لكن نجد أشخاص ينتمون للدين الإسلامي بعيدين عن هذه الأخلاق الإسلامية التي أمرنا الله بها وهم مع الأسف ينتسبون إلى العلم والدين ويعتقدون أنهم وحدهم على الحق والمختلفين معهم على الباطل وهذا المفهوم بحاجة إلى تفكيك لأنه بشكل طبيعي عندما يعتقد الفرد أنه على حق فغيره أيضا يعتقد أنه على حق ويمتلك المبررات الكافية لذلك الحق الذي يتبناه ويتمسك به، لذلك هل من حقنا مصادرة حق الآخرين في ممارسة حقهم وتصفيتهم بحجة أننا نمتلك الحق؟! وهل من أخلاق الإسلام وأهل البيت صلوات الله عليهم وصف الناس بالزندقة أو وصفهم «بالكلاب » لأنهم مارسوا حرية التفكير والنقد خارج المألوف والسائد؟.
الإسلام دين العلم والتسامح والحب والاحترام وتشويه الدين بحجة الدفاع عنه من الأمور المرفوضة وعلى «حراس الفضيلة» احترام عقول الناس واحترام حقهم في التعبير والرأي وعدم مصادرة حق أحد لأن هذا الحق مكفول دينيا وقانونيا لكن الغير مقبول هو الاعتداء على الناس ووصفهم بأوصاف غير أخلاقية تهين الجنس البشري وتعتدي على كرامتهم الإنسانية التي يؤكد عليها الله في كتابه حيث يقول: ﴿وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ﴾ سورة الإسراء آية «70».
كما نشكر منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف على جهوده المباركة التي تخدم المنطقة والوطن وتساهم في نشر الوعي بين الناس وتعزز قيم التسامح والعيش المشترك والسلم الأهلي بين أبناء المجتمع والوطن الواحد.
الخميس, 26 ديسمبر, 2024
أخر الفعاليات
- ناقشها منتدى الثلاثاء الثقافي بـ #القطيف ” قراءة في نظام الاحوال الشخصية “
- الكاتب الحميدي يصدر كتابًا جديدًا يدعو إلى العودة للأصول والثوابت
- مختصون: نظام الأحوال الشخصية «نقلة نوعية» للمنظومة القانونية
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
- ثقافي / “قراءة في نظام الأحوال الشخصية”: ندوة ثقافية بمنتدى الثلاثاء الثقافي
- محامون في ندوة الثلاثاء الثقافي : نظام الأحوال الشخصية شكل نقلة حقيقية
قد يعجبك أيضاً