الفنان المصلي يناقش دور الفن في النهضة الحسينية

3٬853

استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف ضمن ندواته للموسم الثقافي الثالث عشر مساء الثلاثاء ٢٨ ذو الحجة ١٤٣٣هـ الموافق 13 نوفمبر 2012م الفنان التشكيلي محمد إبراهيم المصلي في ندوة تحت عنوان “دور الفن في النهضة الحسينية”. وأدار الأمسية الأستاذ عبد الرؤوف أبو زيد الذي استعرض مسيرة النهضة الحسينية ودورها في إعادة تموضع القيم والمبادئ الإنسانية، مشيراً إلى دور الفن بمختلف أشكاله في إبراز هذه القيم والصور المأساوية لها. وعرف المحاضر بأنه من مواليد جزيرة تاروت بشرق السعودية وتخرج من كلية المعلمين وحصل على درجة البكالوريوس في التربية الفنية، كما أنه ساهم في إصدار العديد من الدراسات والكتابات حول الفن وتاريخ المنطقة، وشارك في تنظيم العديد من المعارض الفنية داخل المملكة وخارجها ونال على أثرها جوائز مختلفة .

تحدث راعي منتدى الثلاثاء الثقافي الأستاذ جعفر الشايب في كلمة المنتدى مرحباً بالحضور والضيف، ومشيراً إلى أن الفنان المصلي يعتبر فنان قدير ومبدع اشتغل بالفن منذ نعومة أظفاره، وحقق العديد من الإنجازات على مستوى الوطن طوال سنوات اشتغاله الفني. وأكد راعي منتدى الثلاثاء على أن المنتدى عمل على توثيق العلاقة دوماً بين الفن بمختلف أنماطه وأنواعه وبين قضايا المجتمع المتعددة، وعزز من ذلك من خلال المعارض الفنية التي تقام أسبوعياً في المنتدى لفنانين مختلفين. وأضاف أن النهضة الحسينية هي إحدى القضايا المفصلية التي مرت بها الامة، وواصلت التفاعل على مدى قرون، وجذرت مبادئ ومفاهيم ثقافية وفكرية، لذا فلا غروا أن تنال هذه النهضة اهتمام الفنانين الذين يتعلقون بتفاصيل أحداثها، محولينها إلى مدرسة إنسانية في الفن.

بدأ الفنان محمد المصلي حديثه، بالإشارة إلى علاقة الفعاليات الحسينية بالفن التشكيلي، حيث وضح أن الفنون استفادت على مدى العصور من مختلف الفعاليات الحسينية الثقافية، واستثمرتها لإيصال أهدافها بكل وسيلة ممكنة مع المحافظة على القيم والأخلاق والمبادئ الإسلامية السامية، والبعد عن الإسفاف والابتذال الذي يخرج مفهوم الفنون الحسينية عن روحانيتها. وأضاف أن كل تلك الفنون وإبداعاتها المتنوعة تصب في بوتقة واحدة وهي إيصال أهداف ومبادئ نهضة الإمام الحسين ونشرها لتـأكيد قيم العدالة والإصلاح بكل معانيه ، فالإصلاح هو مطلب لكل الشعوب ، مؤكداً على أن وظيفة الفن هي إعلامية في المقام الأول وأن لا يقتصر إحياء هذه المناسبة على الحزن والبكاء فقط. وأشار إلى أن المجال مفتوح لاكتشاف واختراع وسائل فنية جديدة وبصورة إبداعية تعبر عن مضامين النهضة الحسينية كي تتفاعل المصلحة النفعية والفنية المشوقة والمحببة لتتكامل في نطاق بنيوي محكم ومرموق.

وتطرق المصلي إلى مجالات الفنون الحسينية، مشيراً إلى أن هناك أدوار كثيرة وإسهامات متنوعة مستعرضاً أشكال الفنون المستخدمة لإبراز هذه القضية كالفن التشكيلي، وفن التصوير، وفن الرسوم المتحركة، وفني اللصق والطباعة، وفنون النسيج والديكور والتصوير المتحرك وغيرها من الفنون التقليدية والحديثة.

وأشار المحاضر إلى السمات الخاصة في الفن الحسيني، وهي الخصائص التي تميز نوع من الفنون عن غيره، وتنتج عن بلورة الأفكار بالصور إلى العقول والأحاسيس بشكل مخصوص وصفات معينة ، مبيناً أن من أهم الميزات الخاصة في هذا الفن أن قضية الإمام الحسين دون غيره برزت في معظم الفنون الإسلامية أكثر من أي قضية أخرى. أوضح أن من أبرز السمات استخدام الرمزية اللونية كالأسود والأخضر والأحمر للدلالة على الحزن والشهادة، وكذلك التصوير التجسيدي كمشاهد المعركة وسبي النساء والأطفال وغيرها . وقال المصلي أن المعارض الحسينية أصبحت تقام في جميع أنحاء العالم، من خلال عروض فنية متنوعة كالمعارض التشكيلية والتصوير الضوئي والمجسمات الفنية وغيرها، موضحاً أن المعارض التي تقام في المنطقة قد تصاعدت وتيرتها من ناحية الكم والكيف ، حيث نشطت في الآونة الأخيرة تصدي بعض الشباب إلى إقامة معارض فنية عديدة في كثير من المدن والمناطق .

واستعرض الأستاذ محمد المصلي بعض إسهاماته الفنية المختلفة وعلى مدى عقود في مجال الفعاليات الحسينية والتي شملت إلقاء المحاضرات والمشاركة في الندوات وإقامة المعارض وتحكيم المسابقات الفنية وتوثيق مقابلات مع العاملين على هذا الصعيد . واختتم الفنان المصلي حديثه بطرح بعض التوصيات، منها ضرورة وضع الاستراتيجيات والخطط والدراسات لتطوير هذه الأنشطة والفعاليات والبرامج المنوعة، والتنسيق بين الجهات العاملة في هذا المجال ، وتطوير الأعمال الفنية باستخدام التقنية الحديثة، واستقطاب العناصر الشابة ذات المهارات المتميزة، وضرورة قيام مؤسسات وجمعيات أو هيئات تأخذ على عاتقها التخصص في هذه الإبداعات الحسينية وتطويرها. واهتمام الفاعلين والمتخصصين بوضع الأبحاث والدراسات المعمقة للفن الحسيني والنقد البناء والتحليل الجاد.

بعد ذلك كانت هناك عدة مداخلات من الحضور حول تصوير الأئمة ومدى دقتها، وتحديد الألوان المستخدمة في الفن الحسيني كالأسود والأخضر، وحول ضرورة الانفتاح على المجتمع الكبير في إبراز أبعاد نهضة الإمام الحسين. وضمن فقرات المنتدى الأسبوعية تم التعريف بأحد الأنشطة الاجتماعية في المنطقة، حيث قدم الأستاذ مصطفى الشعلة نبذة تعريفية عن “رابطة المنبر الحسيني” وهي مؤسسة أهلية تعمل على تنسيق أعمال الخطباء وجهودهم عبر تقدم العديد من الخدمات للخطباء المنتسبين لها، كالدورات التدريبية والتزويد بالمواضيع.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد