كلمة الشايب في الحفل الختامي لمنتدى الاقتصاد والتنمية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه المنتجبين.السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات الحضور ورحمة الله وبركاته..
سعيد كثيراً أن أقف بينكم متحدثاً في الحفل الختامي للموسم الأول لمنتدى الاقتصاد والتنمية، مشاركين جميعاً في هذا الإنجاز الثقافي المتميز في منطقتنا، ومشيداً بالجهود الكبيرة التي بذلها ويبذلها الزملاء المشرفون على المنتدى وبالخصوص الأستاذ ميثم الشماسي والأستاذ محمد الغانم وبقية الإخوة الأعزاء.
لقد أصبح هذا الوليد المتميز – منتدى الاقتصاد والتنمية – في عامه الأول إضافة نوعية لبقية المنتديات الأهلية الثقافية التي تشهدها ساحتنا الثقافية في المنطقة. فهو يتميز بأنه منتدى متخصص في مجال الاقتصاد والتنمية، ويقوم عليه ثلة من خيرة الشباب من أبناء المنطقة، ويعالج قضايا ومواضيع ذات صلة مباشرة بحاجات المجتمع وقضاياه.
وبنظرة سريعة على عناوين المحاضرات والندوات الإحدى عشر، نلحظ أنها تناولت مختلف مجالات الاقتصاد ليس في بعدها النظري والتحليلي فقط وإنما في جوانبها الاستثمارية والاجتماعية والتعليمية والصناعية أيضا، مما يدل على حرص القائمين على المنتدى لملامسة الهموم والقضايا العامة والمشتركة.ولذا فلا غرو أن تميزت جميع ندوات وبرامج المنتدى بالحيوية والتفاعل وكثافة الحضور من الجنسين.أيها الإخوة والأخوات:
في ظل الأحداث المتلاحقة والمتسارعة على ساحتنا الاجتماعية، وانعكاسها على الوضع الثقافي في منطقتنا، فإنه لا بد لنا من التذكير ببعض التحديات التي تواجه المنتديات الثقافية بشكل عام ومنتدى الاقتصاد والتنمية بصورة خاصة.
أولاً: تحدي النخبوية في مقابل الانفتاح العام: فالثقافة لن يكون لها تأثير في المجتمع ما لم تتفاعل مع مختلف شرائحه وفئاته، وبدون ذلك ستكون حبيسة لدى نخبة متخصصة محدودة. من هنا فإنه ينبغي العمل على تجاوز النخبوية والانفتاح على مختلف المكونات الاجتماعية والتواصل مع المؤسسات والجهات المرتبطة بالمجتمع كالجمعيات والأندية والمراكز الاجتماعية والأسرية، وإيجاد برامج ومشاريع عمل مشتركة معها، وخاصة مع شريحة الشباب.
ثانياً: تحدي الخصوصية المحلية: لا شك أن مجال العمل الثقافي فيه من السعة الشيء الكثير الذي يجعل من مشتركات التواصل الوطني أمراً متاحاً وممكناً، أكثر من أي عمل آخر. ونحن في مواجهة حالة التنميط والتهميش، ينبغي أن توظف المناشط الثقافية لتكون هي الوسيلة الأفضل لتجاوز إشكالية الخصوصية والانعتاق منها إلى فضاء الوطن وساحته الواسعة. والمنتديات الثقافية تلعب دوراً مهما في تعزيز هذه التوجهات وتعميق العلاقات مع مختلف الجهات والمؤسسات الثقافية الفاعلة.
نتطلع دوماً لدور ريادي بارز لمنتدى الاقتصاد والتنمية، وأن يواصل موقعه ومكانته المتميزة، متمنياً للجميع التوفيق والسداد ومزيداً من التقدم والنجاح.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته