تقنية النانو وتطبيقاتها في منتدى الثلاثاء
استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف ضمن برنامجه الاسبوعي في موسمه الثالث عشر مساء الثلاثاء 9 ذو القعدة 1433هـ الموافق 25 سبتمبر 2012م البروفيسور صحبي علايا أستاذ الفيزياء بكلية العلوم في جامعة الملك فيصل بالأحساء ليلقي محاضرة تحت عنوان “تقنية النانو وتطبيقانها”.
وأدار اللقاء الأستاذ صادق العلي الذي عرف بالمحاضر بأنه من خريجي اعرق الجامعات العربية والغربية حيث درس في تونس وفرنسا و نال شهادة الماجستير والدكتوراة في الفيزياء كما درس أيضا في عدة جامعات عربية ، وناقش رسائل علمية جامعية وكتب أكثر من 47 مؤلف وبحث علمي ، وهو عضو في العديد من الجمعيات المتخصصة.
في بداية اللقاء تم عرض فلم حقوقي قصير تحت عنوان (سواسية) من انتاج محلي يتناول موضوع التمييز بين الناس وأهمية المساواة بينهم ، ويأتي ذلك ضمن اهتمام المنتدى بنشر الثقافة الحقوقية بين أبناء المجتمع حيث تم تخصيص فقرة في كل امسية لعرض فلم حقوقي قصير.
تحدث المحاضر في البداية عن أهمية تكنولوجيا النانو موضحا أنها ستكون رائدة الثورة العلمية الجديدة ، حيث يعتقد عديد من العلماء أن تكنولوجيا النانو أو النانوتكنولوجي ستمثّل الثورة الصناعية المقبلة وستمكّن من اختراقات خارقة للعادة في ميادين مختلفة كالمواد والصناعة والإلكترونيات والطب والرفاهة والبيئة والتكنولوجيا الحيوية والفلاحة وتكنولوجيات الاتصالات. وبين المحاضر أن أول من أثار الإهتمام بتقنية النانو العالم الفيزيائي ريشارد فاينمان الحائز على جائزة نوبل للفيزياء عام 1959م حيث قدم قدّم أفكارا وتصورات على إمكانية صنع أجهزة ومعدات لا متناهية الصغر والتي كانت تعتبر إلى ماض قريب لا تعدو أن تكون من باب الخيال العلمي ، وتساءل ” لماذا لا نستطيع تخزين الموسوعة العلمية البريطانية (25000 صفحة) على رأس إبرة”.
وفي الثمانينات حيث وقع اختراع الآلات التي تمكّن من التحليل والدقة التي تصوّرها فاينمان ، من بين هذه الآلات نذكر «مجهر القوة الذرية» (AFM) و «المجهر النفقي الماسح» (STM) حيث تمثل هذه الآلات الأعين و الأصابع التي تمكّن من معالجة وقياس الأبنية النانوية. كما تم أيضا تطور أدوات الحساب و النمذجة مكنت من إجراء محاكاة متطورة لتصرّف المواد النانوية.
وبين الباحث علية تقاطع العلم النانوي مع بقية العلوم المتداخلة معها كالطاقة الشمسية وتحسين الكثافة وخفض التكلفة ، وخلايا الطاقة كتخزين الوقود والهايدروجين ، والالكترونيات كالشاشات المسطحة ، وتخزين المعلومات والاجهزة الالكترونية والبصرية ، وعلاج السرطان من خلال الكشف والعلاج بإيصال الدواء بطريقة مركزة ، ومبيدات الفطريات وحماية البيئة.
واشار إلى أنه منذ عام ٢٠٠٠م بدت هناك قفزة كبيرة في الاستثمارات الحكومية والخاصة على مستوى العالم وخاصة امريكا واليابان واوروبا في مجالات تقنية النانو ، فميزانية المبادرة الوطنية الامريكية لتكنولوجيا النانو في امريكا ارتفعت من مليار وثلاثمئة الف مليون دولار عام 2006م الى أكثر من مليارين دولار عام 2012م ، كما يتوقع ان تسجل مبيعات المضادات السرطانية فقط في العالم من 15 مليار دولار عام 2006م إلى حوالي 33 مليار دولار عام 2014م.
وأوضح البروفيسور الصحبي علية أن المملكة العربية السعودية حددت الخطة الوطنية للعلوم والتقنية، التي أقرها مجلس الوزراء في 1423 هـ (2002 م) أحد عشر برنامجاً لتوطين وتطوير التقنيات الاستراتيجية ذات الأهمية الحيوية لتحقيق التنمية مستقبلاً في المملكة العربية السعودية. ويهدف البرنامج الوطني للتقنية المتناهية الصغر إلى إيجاد برنامج متعدد التخصصات يشمل جميع الفروع العلمية لتعزيز البحث الأكاديمي وتحسين البنية التحتية ، وربط البحث العلمي بالإستراتيجية الاقتصادية والصناعية ، ووضع خطة للتعاون الدولي ، وتعزيز الخطط التعليمية وخطط القوى العاملة.
واستعرض المحاضر مقياس النانو موضحا أن أصل الكلمة يوناني وتعني القزم، وهي وحدة قياس للأبعاد والزمن وهو يعادل ١ من مليار ، موضحا أن تكنولوجيا النانو تعمل على استغلال الظواهر الجديدة التي تظهر في مستوى الابعاد النانوية الناتجة عن أسباب كيماوية وكمية تؤدي الى تغير في خواص المادة . فالأحجام المتناهية الصغر تتميز بأنها أخف وأسرع ويمكن وضعها في فضاءات أصغر بأقل تكلفة إضافة الى العديد من الخصائص المختلفة والهامة.
وبين المحاضر أن القياسات التي تعتبر مهمّة في ميدان النانو هي من 100 نانومتر إلى ما هو أدنى حيث أنه عند مثل هذه القياسات تُظهر المواد خاصيات هامة مقارنة بالمواد ذات الأحجام الأكبر ، مستعرضا نماذج من المواد التي تتغير خواصها طبقا لتغير حجمها فينتج عن ذلك تغيّر في الخواص الفيزيائية الخواص الفيزيائية البصرية والكهربائية و المغناطيسية و الحرارية ، وكذلك في الخواص الكيميائية مثل زيادة التفاعلية الكيميائية.
وأعاد المحاضر التذكير بأبرز التطبيقات في تقنية النانو منها في المجال الطبي الذي يتطلب ايصال الدواء الى الخلايا المستهدفة دون غيرها وخاصة في حالات اظهار علامات السرطان وامراض الجهاز البولي والعلاج بالاشعة والعلاج الضوئي. وتستخدم النانوتكنولوجي ايضا المجسات البيئية لكشف المواد السامة في التربة وعلامة التوتر في النباتات ، كما أن انابيب الكربون النانوية التي تتميز بخواص خارقة للعادة، وتطبيقات لا تُحصى حيث تمتاز بالمرونة الفائقة والقوة والمقاومة للتقويس والجمع بين الصلابة والرجوعية وتستخدم كمصدات وألواح ابواب السيارات. وطرح البروفيسور علية أيضا مجالات أخرى لتطبيقات النانوتكنولوجي في مجال الواقيات الشمسية التي توفر حماية من طيف واسع من الأشعة فوق البنفسجية.
في نهاية المحاضرة استعرض الاستاذ احمد سعيد آل قريش تجربة محلية في العمل الأهلي هي شبكة شباب آل قريش التي تهدف الى تعزيز التواصل بين أفراد العائلة وخاصة من الشباب وتنظم العديد من الفعاليات الجماعية كالرحلات والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية كحملات التبرع بالدم وتنظيف الشواطئ.
و تساءل راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب عن الاسباب التي تجعل من الدول العربية في آخر ركب التطور العلمي ومشكلة عدم تطوير الابحاث والاختراعات في المنطقة العربية ، كما طرح الأستاذ حسن الزاير مشكلة هجرة العقول والكفاءات على مستوى العالم وقد تكون المنطقة العربية الاكثر تضررا من ذلك ، وبين أيضا تحدي انتقال الابحاث التطبيقية الى مجالات الصناعة وتحويلها من افكار الى مشاريع تطبيقية.
وتناول كل من الاعلامي جعفر الجشي والاستاذ علي الناصر بعض النماذج من االافكار العلمية التي تحتاج الى حواضن لتحويلها الى تطبيقات عملية. وأجاب البروفيسور الصحبي علية على بعض المداخلات والأسئلة مؤكدا على ضرورة تكوين تجمعات بحثية كبيرة كي تتكامل مع بعضها وإنشاء معاهد ابحاث وطنية مشتركة وفي مختلف دول العالم العربي ، مشيرا الى أنه يجب التمكن من العلوم الاساسية اولا أي العلم قبل نقل التكنولوجيا ، وأيضا العمل على التكامل بين الجامعات والصناعة فالشركات الغربية لديها معامل ابحاث كبيرة ومتخصصة .
المحاضرة الكاملة: