استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف ضمن برنامجه للموسم الثقافي الثاني عشر المخرجة السينمائية ريم سمير البيات في ندوة بعنوان ” رحلة في أعماق الهند: تجربة فنية توثيقية”، حضرها حشد من المهتمين بالعمل الفني في المنطقة. وأدارت الندوة الإعلامية عرفات الماجد التي قدمت المخرجة ريم البيات بأنها من مواليد القطيف عام 1982م، وحاصلة على الشهادة الوطنية في التصوير من معهد الفنون في بريطانيا عام 2005م، وشهادة الإخراج السينمائي من بريطانيا عام 2008م، كما أخرجت العديد من الأفلام الوثائقية التي رشحت لجوائز دولية حيث تم اختيار فلمها “دمية” في مهرجان الربيع العربي بباريس.
في بداية الأمسية، تم استعراض الفلم القصير “دمية”، الذي علقت عليه مخرجته البيات بأنه يروي قصة فتاة صغيرة إسمها “أصيلة” تُجبر على الزواج رغما عنها، ويعالج الفلم قضايا زواج القاصرات والعنف ضد المرأة، وهو تجربة فريدة وجديدة في العمل الفني حيث أنه يعرض خمسة آلاف صورة فوتغرافية ثابتة وبحركية فنية متميزة خلال مدة ست دقائق. وقام ببطولته كل من الفنان عبد الله الجفال والفنانة نور المشامع والفنانة شعاع توفيق، وكتب السيناريو الشاعر أحمد الملا، وقام بالمونتاج بدر الحمود وساعد في الإخراج هالة القوصي. وخلال حديثها حول الفلم، أرجعت ريم البيات االفضل في دخولها مجال العمل السينمائي لزوجها أحمد الملا الذي اكتشف موهبة الإخراج السينمائي لديها، حيث كانت مهتمة بالتصوير الفوتوغرافي وتصاميم “الفاشن”، كما أن والدها – وهو رجل الأعمال المعروف سمير البيات – أيضا ساهم في تشجيعها وتذليل العقبات أمامها.
وأكدت البيات في حديثها أن وسائل الاتصال والإعلام الجديدة، خصوصا اليوتيوب، ساهمت في إحداث تفاعل فني حقيقي، وأعطت مجالا واسعا للفنانين للتعريف بأعمالهم، مشيرة إلى أنها لم تتعرض لأي خطوط حمراء في عملها، لأنها قدمت قضاياها من جانب إنساني وفني وإبداعي.
ثم عرضت أيضا فلم “الهند اللامتناهية”، الذي يركز على إبراز الأبعاد الإنسانسية الدافعة للشباب في الهند وطموحاتهم اللامتناهية في ظل ضعف الإمكانيات المتوفرة لديهم. وأضافت أن الفلم يعالج النظرة السلبية والتقليدية حول الشعب الهندي الناتجة عن عدم توازن العلاقة الإجتماعية مع الهنود المهاجرين لدينا. وكشف الفلم عن خطأ هذه النظرة حيث أنه كشف عن طموحات الشباب الهندي وتطلعاتهم الكبيرة. وتحدثت المخرجة ريم البيات عن فلمها “ضلال”، الذي تم عمله في بريطانيا، وهو فلم فيه إحساس تجريبي شعري. وأشارت إلى العديد من التجارب التي تأثرت بها، والعقبات التي واجهتها، موضحة بأن الطموح والتحدي والإصرار هي العوامل التي تصل بالإنسان الى عالم النجاح.
وتخلل الأمسية العديد من المشاركات، فتساءل زكي الصدير عن وجود بعض السقوف في الحوار الذي يدور في فلم “الهند اللامتناهية” بين الشباب السعودي والهندي، وعدم مناقشة الأحلام والتصورات المستقبلية التي يتطلع لها هؤلاء الشباب والمشاكل التي يواجهها المجتمع كالفقر والبطالة على سبيل المثل. وقال مصطفى الشعلة أن أبرز ما لفته خلال مشاهدته للفلم والحوار بين الشباب السعودي والشباب الهندي هو عدم بروز حالة طبقية ونظرة فوقية تجاه الشعب الهندي، والتي كانت مأخوذة لدى السعوديين بسبب أن الكثير من العمالة في المملكة هي من الهند وأن النظرة العامة تجاههم دونية.
أما المخرج طالب التريكي فطالب بخلق أجواء تصويرية كالموسيقى الهندية في الفلم، وأن مدته تعتبر طويلة بالنسبة لمثل هذه النماذج من الأفلام. وانتقد رضا الموسى العرض بقوله ان الحوار في الفلم لم يوضح الخبرات التي قمنا بنقلها من الجانب السعودي للجانب الهندي. واكتفى المسرحي جبران الجبران بتعليقه على فلم “دمية” بقوله أنه احتوى على فعل فني ابداعي بصورة متميزة.
بدوره تساءل الإعلامي حبيب محمود حول مصير مثل هذه الإبداعات الفنية وهذه الجهود المتيمزة التي لا تجد لها فضاءا مناسبا للتعبير عنها وإبرازها. وأشاد الاستاذ زكي البحارنة بفكرة الفلم الذي يؤكد على ضرورة التواصل بين الشعوب، متسائلا عن منتدى الشباب السعودي وبرامجهم العملية في هذا المجال.
وأكد الناشط الحقوقي وليد سليس على أهمية مثل هذه الأعمال الفنية في نشر الوعي الحقوقي في المجتمع مطالبا بمواصلة العمل على إنتاج أفلام أخرى تعنى بحقوق المرأة تحديدا. أما الطفل داني الصالح فأكد أنه أستفاد من الفلم بموضوع الرحمة التي تضمنها والتي لا تنظر لأي جنس أو فئة فالجميع هم في النهاية بشر.
وأقيم في الأمسية معرضا للفنان التشكيلي المعروف علي الجشي عرض فيه مجموعة من لوحاته التي زينت جدران الصالة، والتي تعبر عن الأبعاد التراثية والتاريخية للمنطقة، وإستعرض خلال حديثه تجربته في العمل الفني وتصوراته المستقبلية.
المحاضرة الكاملة: