قال الدكتور حسين النزر أن أكثر من 19 مليون شخص مهددون بحلول العام 2020م بالموت في الدول النامية ودول الخليج بشكل أساسي بسبب أمراض القلب، مضيفا ان أسلوب الحياة قد تغير من البساطة إلى التعقيد، حيث اختلفت طريقة الأكل والشرب ووسائل التواصل والترفيه والتربية وصولا إلى طريقة التفكير والتعبير عن المشاعر والعواطف.
كلام الدكتور النزر جاء خلال الندوة الأسبوعية بمنتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء أمس والتي كانت بعنوان “المجتمع وأمراض القلب، نظرة طبية”، وأدارها الاستاذ موسى الشايب الذي عرف الدكتور حسين النزر بأنه يعمل مديرا لمركز عالم القلب والطب التخصصي بالدمام الذي أنشأ مؤخراً، وهو أول طبيب إستشاري سعودي يحصل على الزمالة الأمريكية في قسطرة ومداخلات القلب والأوعية الدموية، وعضو في كلية الأطباء الأمريكية وجمعية أطباء الباطنية، وجمعية أستشاريي القلب الأمريكية، وعضو في جمعية خبراء القسطرة ومداخلات القلب الأمريكية، وجمعية القلب السعودية وعمل سابقا في مستشفى أرامكو السعودية كأستشاري ورئيس قسم القسطرة.
في بداية الندوة شرح الدكتور حسين النزر المعاني الواردة عن القلب، فطبيا هو كتلة اللحم العضلية التي تعمل كمضخة للدم في الجسد، موضحا معانيه الأخرى في الأدب والدين والتشريعات والعلوم النفسية. وبين الدكتور النزر إلى أن المجتمعات الخليجية تواجه خطر الإصابة بإمراض القلب أكثر من غيرها وهو في تصاعد مستمر، موضحا أن ذلك غالبا يحدث نتيجة تصلب وضيق الشرايين التاجية، او ارتفاع في ضغط الدم، أو ارتعاش القلب الأذيني، وروماتيزم صمامات القلب، فشل أو ضعف عضلات القلب، كذلك أمراض القلب الخلقية عند المواليد والأطفال. كما بين المحاضر ان هناك العديد من عوامل الإصابة بإمراض القلب منها: أمراض شرايين القلب، الخمول البدني، السمنة، التدخين، إرتفاع دهون الدم، السكري، إرتفاع الضغط.
وتحدث الدكتور حسين النزر عن عوامل الإصابة بالجلطات القلبية، راجعا أياها إلى وجود تصلب شرايين مسبق ولو بسيط ، أو حدوث قرحة أو تمزق في خلايا الشريان الداخلية بما يسهل تكتل صفائح الدم والخلايا الحمراء وتكون جلطة. ويحدث ذلك بسبب الصدمات النفسية المفاجئة، او أخذ جرعة كبيرة من الدهون أو التدخين،وكذلك بسبب ضربات الصدر المباشرة كالتي تحدث في بعض الرياضات أو غيرها.
وأكد الدكتور النزر أن دول الخليج تفتقد إلى إحصائيات دقيقة في عدد المصابين بأمراض القلب، مضيفا أن آخر تقديرات المصابين في أمريكا 420 ألف سنويا، أي بما يعادل 1700 في كل مليون. ولو طبقنا هذا المعدل في المملكة ذات 25 مليون مواطن ومقيم، لوجدنا أن هنالك حوالي 42000 حالة سنويا على أقل تقدير، وهذا لا يشمل أسباب الموت الفجائي الأخرى مثل حوادث السير وغيرها. وهنا لا بد من زيادة الاهتمام بالتدريب على مهارات الإنعاش القلبي الرئوي واستخدام جهاز الصدمات الكهربائي الأوتوماتيكي الخارجــي.وأرجع النزر أسباب الموت القلبي المفاجئ إلى عوامل التصلب الرئيسية وهي: التدخين، إرتفاع الكولسترول في الدم، إرتفاع نسبة السكر في الدم، إرتفاع ضغط الدم، السمنة، زيادة العمر فوق الأربعين للرجال وسن اليأس للنساء، الشخصية الحادة العصبية.
وقدم الدكتور النزر بعض جوانب الوقاية العلاجية لأمراض القلب منها: المحافظة على الوزن، الرياضة، تعديل نمط الحياة والأكل، تقليل دهون الدم الضارة، المحافظة على ضغط الدم، الإمتناع عن التدخين، إستخدام القسطرة لفتح الشرايين في حال الجلطة الحادة، إستخدام القسطرة لتوسيع الشرايين ورقع الثقوب وكي الحزم ذات الكهرباء الزائدة، تقليل حجم الجراحة وإستخدام الفيديو أو الأدوات الآلية، نشر مهارات الإنعاش القلبي الرئوي بين أفراد المجتمع، نشر أجهزة الصدمات الكهربائية الأتوماتيكية في الأماكن العامة.
وفي ختام الندوة، تم طرح بعض الأسئلة من الحضور، فتساءل الاستاذ محمد هاشم عن أسباب الأخطاء الطبية مع تقدم كل التقدم الحاصل في الطب، متسائلا عن دور المجتمع في التوعية الصحية، كما تساءل خالد النزر عن الفرق بين حجم الشرايين في الدول النامية وغيرهم من الأشخاص في الدول الأخرى. أما الاستاذ حسن العيد فتساءل عن إحتمالية إصابة أصحاب أمراض الدم بمرض القلب، وطرح الاستاذ زكي البحارنة تساؤلا عن زراعة الخلايا في المملكة، أما عبد الله البريكي فتساءل عن حالة موت الأطفال في الفراش. بدوره شكر راعي المنتدى المهندس جعفر الشايب الدكتور النزر حضوره ومشاركته الفاعلة وكفاءاته المتميزة، ملفتا إلى أهمية وجود أبحاث ودراسات من أجل إيجاد معلومات ودراسات وأبحاث عن أمراض القلب، وكذلك إلى أهمية قيام مركز عالم القلب بدور ريادي في المجتمع من خلال التوعية بأمراض القلب.
وفي معرض إجاباته على الاسئلة قال الدكتور النزر أن الأخطاء الطبية في حالة الوفاة أصبحت اقل لان هناك تشديد كبير على طريقة إعلان الوفاة، أما كيفية زيادة او قصر حجم الشرايين فأرجعها النزر إلى التوتر والضغط النفسي الكبير اللذين يساهمان في توسيع الشرايين عند الإنسان، وكلما خفف الإنسان من الضغوط خصوصا البسيطة فإنه يبتعد عن الإصابة بمرض القلب أكثر. مضيفا إلى أنه إلى الآن لم تحصل حالة زراعة لخلايا القلب بل حصلت لإمراض السرطان، أما سبب موت الأطفال في الفراش فهو بحسب النزر يعود إلى غياب التنفس عنهم.
وعلى هامش الندوة تم عرض فلمان عن حقوق الإنسان، الأول عن “حقوق الطريق” والآخر عن “حقوق التصوير” كما تم تكريم الفنانة التشكيلية زينب الماحوزي التي استعرضت مشاركتها بلوحات فنية في المنتدى للأسبوع الثاني على التوالي، وتم استعراض فلم عن المعرض الشخصي الذي أقامته الفنانة الماحوزي تحت عنوان “لحظات”.
المحاضرة الكاملة: