ضمن فعالياته للموسم الحادي عشر، استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلاثاء 14/6/1432هـ الموافق 17/5/2011م ثلاثة من نخب الوطن في مجال العمل البلدي، وهم عضو المجلس البلدي في القطيف الأستاذ فالح المليحي، وعضوتي حملة “بلدي” الدكتورة حنان الشيخ والأستاذة ليلى الكاظم.
وبتعريف موجز قدم مدير الندوة الإعلامي منير النمر الضيوف مبتدئا بالأستاذ فالح المليحي نائب رئيس المجلس البلدي بالقطيف والحاصل على بكالوريوس إدارة أعمال من الولايات المتحدة الأميركية، يدير حاليا مؤسسة زيد ناصر المليحي فضلا عن عمله في مجال العقار. أما الدكتور حنان الشيخ فهي حاصلة على بكالوريوس طب وجراحة من جامعة الملك فيصل في الدمام، تطوعت في مراكز أبحاث الزهايمر في الولايات المتحدة الأميركية، قبل أن تكمل دراستها في طب الأطفال بكندا، وهي عضو الجمعية الكندية والأميركية في طب الأطفال. والأستاذة ليلى الكاظم فحاصلة على ماجستير في علم النفس الإكلينيكي من فرنسا، ودبلوم متعمق في التنويم الإيحائي من لندن، كذلك حصلت على شهادات متعددة في العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج الواقعي ونظرية الاختيار، وقدمت الكثير من المحاضرات المتخصصة في مجال الصحة النفسية.
بدأ الأستاذ فالح المليحي حديثه باستحضار النظرة الشاملة للمرأة في المجتمع السعودي الذي يُصنف كمجتمع ذكوري ساهم في إقصاء المرأة عبر تهميش حضورها الفاعل في المجتمع في مختلف أبعاده وجوانبه، مشيدا باستغلال المرأة لهذا الإقصاء بتركيزها على التحصيل العلمي والمعرفي بدرجة فاقت فيها الرجال نسبةً. وباستعراض المعوقات التي تواجهها المرأة في مجال مشاركتها الفاعلة مع الرجل صفا بصف، أشار المليحي لمعوق الاختلاط المرفوض الذي أحدثه التحول الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، الأمر الذي كان مقبولا قبل عقود خلت، حين كانت المرأة تشارك الرجل في كثير من المجالات كالزراعة والمعاملات التجارية وغيرها.
وأكد المليحي على أن مثل هذا العائق لا يجب أن يقف في وجه المرأة المكلفة بمحاربة القناعات الخاطئة من خلال تقويمها في عقلية الجيل الذي تربيه؛ داعيا لنظرة أكثر تفاؤلا بمستقبل يسير نحو التغيير الايجابي المأمول.
وفي حديثه عن المجالس البلدية أشار الأستاذ فالح إلى ما واجهته التجربة في دورتها الأولى من ثغرات رمت بظلال آثارها عليها سلبا، كما في اعتقاد المواطنين بصلاحية المجلس لحل مشاكل لم تكن من تخصصه، واجتهاد المجلس في تقديم العون، الأمر الذي كرس بعض التصورات الخاطئة في وعي المجتمع السعودي.
بعد ذلك تحدث المليحي بشفافية عن مسيرة عمل المجلس في بداياته، حين بدأ بسقفٍ عال من الطموحات التي اصطدمت ببيروقراطية الدولة لتنزل بأعضائه لواقع يحتاج مرونة عالية تمكنهم من التحرك ضمن الحدود المتاحة. وعن مشاركة المرأة في المجلس البلدي تمنى الفليحي على النساء تنظيم تكتلات خاصة بهم بمطالب واضحة ورؤى مدروسة حتى يمكن تقديم الدعم الممكن لهم، مؤكدا أهمية دراسةواستيعاب اللوائح الجديدة للمجالس البلدية واستغلالها بما يخدم مطالبتهم بالمشاركة في الانتخاب والترشح.
الدكتورة حنان الشيخ قدمت عرضا مرئيا تضمن التعريف بحملة “بلدي” كمجموعة نسائية مستقلة تهدف لتحقيق مشاركة المرأة الكاملة في المجالس البلدية تمهيدا لمشاركتها في تنمية شاملة لا يمكن لها أن تتم دون تأسيس وعي اجتماعي يمكنها من تحقيق ذلك. وعن مطالب الحملة ومراحل عملها منذ بداية تنظيمها، وانتهاءً بما حققته من إنجازات استعرضت الدكتورة حنان بتفصيل مؤرخ أعمال الحملة، فتحدثت عن تشكيل فريق عمل تضمن مختلف مناطق المملكة لصياغة رؤية ورسالة وأهداف الحملة قبل الإعلان عنها رسميا في 16/يناير/2011م وعن التحديات التي واجهتها الحملة في محاولات تواصلها مع المسئولين في وزارة الشؤون البلدية القروية فضلا عن اللجنة العامة للانتخابات، وما تضمنه ذلك من خطابات ولقاءات ودعاوى.
في ختام حديثها أكدت الدكتورة حنان الشيخ على إصرار عضوات حملة “بلدي” على الاستمرار في مطالبتهن حتى التمكين، الأمر الذي يمكن تحقيقه فقط من خلال العمل الجاد على رفع كفاءة وثقافة أبناء المجتمع، ثم من خلال رفع سقف اهتمام المرأة بالمشاركة الفاعلة في مختلف المجالات، وكسب مساندة أصوات لها تأثيرها في صنع القرار.
الأستاذة ليلى الكاظم من جانبها أصرت على أن المحرك الأساسي للمرأة في مطالبتها إيمانها بحقها كمواطنة، بغض النظر عن الموقف الاجتماعي حول مشاركتها، وأكدت على أهمية الخروج بقرار سياسي ينصف المرأة، وذلك خلال إشارتها لكل من يتهم نظرة المجتمع في عرقلة خطى المرأة بأن المجتمع السعودي استطاع تجاوز كثير من القيود التي لا تزال تكبل بعض المجتمعات المجاورة وذلك بسبب تنوعه الثقافي والاجتماعي.
في مداخلته تحدث راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب عن وجود قضايا كثيرة مشتركة تحتم تبني مطالب واضحة لا تحتمل سلبية المواقف، مشيدا في ذلك بالدور الإيجابي لحملة “بلدي”، وأكد أن الحملة رغم عدم تحقيقها هدفها الرئيس إلا أن ما تم إنجازه حتى الآن يعد مكسبا كبيرا للمرأة والمجتمع، لما عزز من تواصل نسائي على مستوى المملكة، حتى بات موضوعه طرحا وطنيا واقعا غير مقتصر على النخب المثقفة فقط. كما أكد على أهمية التوجه الايجابي لعمل الحملة من خلال تأكيد الكشاركة بمختلف صورها من خلال التواصل مع أعضاء المجالس البلدية وتهيأة دور اوسع لمشاركة المرأة مستقبلا. الأستاذ حسن العيد اقترح في مداخلته التركيز على المطالبة بأن يكون للمرأة حضورا في التعيين أو حضورا استشاريا كما في مجلس الشورى، مبررا ذلك بتأسيس ثقافة قبول المرأة للمشاركة السياسية، الأمر الذي علقت عليه الأستاذة ليلى بعدم رغبة عضوات الحملة في النزول عن سقف مطالبهن ملوحة بتصورها الشخصي عن إهانة المرأة من خلال تأطير وجودها الصوري وسط حضور فاعل للرجل.
الشيخ حسن القروص تحدث عن القيود التي لا تزال تكبل المرأة في الداخل منذ عقود بأعمال بقيت تراوح حولها كالتعليم والتمريض، في الوقت الذي استطاعت المرأة السعودية في الخارج أن تثبت حضورها في النوادي الجامعية والمنتديات لتتصدر مناصب عليه، ودافع عن المجتمع المتهم بعرقلتها بكونه المطالبُ بالتغيير ليشير بأصابع الاتهام إلى السلطة السياسية الواقفة أمام طموحه، مدللا على ذلك بتقاعسها عن بث الوعي الانتخابي.
أما الإعلامي محمد الحمادي فقد تساءل عن دور المجالس البلدية في مساندة حملة “بلدي” لإيصال صوتها للجهات المعنية مؤكدا على أهمية أن تمارس المجالس المؤيدة لمشاركة المرأة ضغوطها على الوزارة للاعتراف بحقها في المشاركة والسماح لها بذلك.
وتحدثت الاستاذ انعام العصفور عضوة حملة “بلدي” حول مستقبل دور المرأة في المجتمع السعودي وأهمية مشاركتها على كختلف الاصعدة وكذلك معالجة المعوقات التي تحول دون ذلك. كما شارك الاستاذ زكي ابو السعود بمداخلة أكد فيها على النتائج الايجابية لحملة “بلدي” ودورها في تحريك الدور النسائي في المجتمع ورفع المطالب الى مختلف المسئولين.
وقد تحدث رئيس المجلس البلدي بمحافظة القطيف المهندس جعفر الشايب بتفاصيل عن بعض ما تم تقديمه من دعم ممكن للمرأة من قبل المجلس البلدي في القطيف مؤكدا على عدم وجود آلية لديه للضغط على الوزارة من خلال أعضائه الذين لا يمكنهم في هذا الأمر سوى تكرار تصريحاتهم ومطالبهم وتأييدهم بشكل عام.
وشكر مدير الندوة الاستاذ منير النمر المشاركين في اللقاء من المحاضرين والحضور داعيا الى التطلع الى دور اكبر للمشاركة في الانتخابات من قبل جميع ابناء المجتمع السعودي رجالا ونساء.