في استعراض لمسيرة السباحة السعودية، استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي مساء الثلاثاء 28 ربيع الثاني 1427هـ، الموافق 15 مايو 2007م السباح العالمي علوي مكي آل ابراهيم، فيي حضور لفيف من رياضيي المنطقة ومثقفيها، في امسية رياضية تحت عنوان “مسيرة السباحة في السعودية”، وقد أدار الندوة الأستاذ محمد الخباز الذي بدأها بترحيبه بالضيف وتعريفه له بأنه دارس للتربية الرياضية في جمهورية مصر، وهو أول سباح خليجي عبر بحر المانش”القنال الإنجليزي” عام 1975م وفاز ببطولة عبوره لسبع مرات. شارك في 39 سباقا محليا ودوليا، وفاز في العديد من البطولات العالمية حيث كان نجما بارزا في هذا المجال لسنوات عديدة، ويعمل حاليا موظفا في الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالمنطقة الشرقية.
بدأ الأستاذ علوي مكي متحدثا عن بدء انطلاقة رياضة السباحة في السعودية من خلال عرضه لمسيرتها منذ عام 1969م، وذلك عندما بدأ السباحة في عيون مسقط رأسه ببلدة صفوى الواقعة على سواحل الخليج العربي والتي كانت تمتاز بكثرة العيون المائية الطبيعية فيها، حيث شارك في مهرجان السباحة الذي أقامته إدارة التعليم في “العين الجنوبية”، وكان أول سباق في السباحة ينظم في المملكة إجمالا. وأشار الى صعوبة ظروف تلك المرحلة نظرا لقلة الامكانيات التي اجبرتهم على ان يقوموا كسباحين مبتدئين باجراء صيانة لتوسيع وصيانة العين على حسابهم الخاص وبامكانياتهم المحدودة.
وعرج بعد ذلك على مراحل تدرجه في المسابقات المحلية ثم الخليجية ليبدأ مشواره الحقيقي في السباحة عام 1974م بانضمامه لمنتخب المملكة الذي بدأت مسيرته تتوسع بالمشاركة في المسابقات الدولية، وانضمت له باقة من أفضل سباحي منطقة القطيف أمثال محمد عجاج، فاخر الداوود، ضياء أسعد والمرحومان صالح عجاج ومالك شاكر، وكان أقوى فريق استطاع أن يساهم بإنجازاته في العام 1977م الذي يعتبر عام السباحة الأفضل آنذاك.
واستعرض السباح علوي مكي السباقات العالمية التي شارك فيها مع المنتخب السعودي، وطبيعة التحديات التي واجهتم في هذا المجال، وانهم استطاعوا كفريق سعودي من التعريف بالمملكة لدى الكثير من الشعوب التب كانت تجهلها، وابراز الانجازات الرياضية فيها من خلال احرازهم لبطولات عالمية في كندا ومختلف دول اوروبا والارجنتين وغيرها.
وعن وضع السباحة في المملكة أشار إلى أنها تدهورت مؤخرا بعد ان حققت عدة بطولات دولية في مراحل سابقة ذاكرا أهم الأسباب التي أدت بشكل عام إلى هذا التدني ومنها ضعف الدعم المادي والمعنوي للأندية بشكل عام، والذي أدى إلى صعوبة توفير مدربين أكفاء للناشئة، وعدم تمكن مدارس السباحة التي أسست منذ العام 2003م في تخريج سباحين يشار لهم بالبنان رغم وجود من يتوقع فيهم ذلك.
أما عن غياب الدعم المعنوي فقد أشار إلى فقدان روح التنافس الذي كان نتيجة حتمية لغياب التعاون بين إدارات الأندية والتي كانت قائمة سابقا حيث كانت تعقد لقاءات دورية كل ثلاثة أشهر لمناقشة مستجدات الأندية ومشاكلها لتعالج ويكون كل ناد متفوقا في لعبة محددة. كذلك أدى هذا العجز إلى فشل الأندية في التعاقد مع لاعبين أجانب يساهمون في رفع مستوى الفريق إضافة إلى تسرب المؤهلين للصعود بسبب غياب المحفزات لبقائهم، كالتكريم المادي الذي يحظى به لاعبو رياضات أخرى كرياضة كرة القدم مثلا.
وتكلم السباح علوي في حديثه عن بعض مغامرات السباحة خلال المسابقات التي شارك فيها والمخاطر التي كانت تواجههم احيانا، كإضاعة الهدف في السباحات الطويلة وتعرضهم لأسراب الأسماك المفترسة، كذلك الإنهاك العام لقلة النوم والطعام نظرا لطول المسافة، مستعرضا بعض المواقف الطريفة التي مر بها خلال السباقات التي شارك فيها.
وختم الابراهيم حديثه بضرورة العمل على محو أمية السباحة بالتفكير الإيجابي للعمل بالممكن دون الإمكان، داعيا للاستفادة من الأفكار النيرة التي تنفذها الأندية الرياضية في الدول الغربية دون أن تكلف ميزانية الأندية الكثير، كبناء مسبح في البحر يكون موقعا للتدريب على السباحة. كما دعا جميع الأندية إلى دعم المدربين الوطنيين وبث الثقة فيهم والعمل جميعا بروح الفريق الواحد لتحقيق الأهداف السامية التي تخدم البلد وتساهم في استيعاب المجتمع لهذه الرياضة.
ومن جانبه ختم الأستاذ جعفر الشايب اللقاء شاكرا الضيف على زخم تجربته التي أثرت الجمع مؤكدا على أن المجتمع لكي يستوعب هذه الرياضة فهو بحاجة إلى اتحاد روادها للأخذ بالناشئة للأمام بشحذ إرادتهم وبث تجاربهم ومعاناتهم – التي كانت تتجاوز ماهي عليه الآن- فيهم، ليساعدوهم على البدء من حيث انتهوا هم ويكونوا قدوة لهم على مواصلة الدرب وتحقيق النجاحات. وأشار إلى أهمية تظافر الجهود الجماعية للارتقاء بمستوى رياضة السباحة وتعليمه الناشئة عليها من خلال مراكز التدريب المتخصصة.
المحاضرة الكاملة: