المجالس البلدية والانتخابات القادمة في منتدى الثلاثاء

3٬733

في مساء الثلاثاء 21 صفر 1432هـ الموافق 25 يناير 2011، استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف عضو المجلس البلدي لمحافظة القطيف المهندس نبيه البراهيم، في حلقة حوارية حول “المجالس البلدية والانتخابات القادمة”. وأدار الندوة الأستاذ عادل المتروك الذي عرف بالمهندس نبيه عبد المحسن منصور البراهيم، وهو من مواليد العوامية التابعة لمحافظة القطيف، حاصل على بكالوريوس في الهندسة المدنية و يعمل مهندس مشاريع في شركة ارامكو السعودية، وهو عضو في المجلس البلدي في محافظة القطيف، وعضو في العديد من الهيئات والجمعيات. كما رافق الندوة معرض للفنانتين التشكيليتين الأستاذة أمل ابو جعيد والأستاذة أنوار الفارس.

بدأ المهندس نبيه البراهيم حديثه بعرض نبذة تاريخية عن المجالس البلدية التي كانت بدايتها بأمر من الملك عبد العزيز عام 1343هـ فور دخوله مكة المكرمة، حيث أمر بتكوين أول مجلس بلدي أهلي يتكون من 12عضو، يختارهم المواطنون لمساعدته في إدارة شؤون العاصمة. وذكر أنه في عام 1397هـ صدر نظام البلديات والقرى الذي نص على أن السلطات في البلدية تتولاها جهتان: المجلس البلدي الذي يمارس سلطة التقرير والمراقبة، ورئيس البلدية الذي يمارس سلطة التنفيذ بمعاونة أجهزة البلدية، حيث جاء في هذا النظام أن وزير الشؤون البلدية والقروية يحدد بقرار منه عدد أعضاء المجلس البلدي في كل بلدية، وأن يتم اختيار نصف الأعضاء بالانتخاب، ويختار الوزير النصف الآخر من ذوي الكفاءة والأهلية، كما يختار المجلس البلدي رئيسه ونائبه بصفة دورية لمدة سنتين.

واوضح ان العملية الانتخابية تعكس زيادة الوعي لدى المواطن بمسؤولياته اتجاه وطنه، والشعور الحقيقي بالانتماء للوطن، إضافة إلى دور المشاركة الشعبية في إدارة الخدمات البلدية، حيث تعتبر عاملاً مهماً في ترشيد القرار الحكومي فيما يحقق المصلحة الكبرى للمواطن. وأشار الى أن أعضاء المجلس البلدي لم يباشروت عملهم إلا بعد ما يقارب عاما مضى على انتخابهم وتعيينهم وذلك لأسباب لوجستية وإدارية، كما أن قرار تمديد عمل هذه المجالس لمدة سنتين الصادر عام 1429هـ، كان بهدف إتاحة الفرصة لصياغة نظام جديد يتم بموجبه إجراء انتخابات جديدة.

وذكر أنه في بداية عام 1427هـ باشر المجلس البلدي بالقطيف مهامه وتم عقد خمسة وثمانين اجتماعا رسميا حتى الآن، إضافة إلى الاجتماعات الأخرى التي يصعب حصرها. وأشار أنه نتج عن هذه الاجتماعات عدد من القرارات ناهز 144 قرارا، 94 قرارا منها يخص البلدية. وبين أن ما نسبته 71% منها قد تم تنفيذه، وبقي 25 قرارا تحت التنفيذ وقراران فقط لم تباشر البلدية في تنفيذهما حتى الآن.

استعرض المهندس البراهيم بعد ذلك انجازات المجلس البلدي التي كان من أبرزها فصل ميزانية بلدية القطيف بعدما كانت تابعة لأمانة الدمام، وإنشاء بلدية في محافظة القطيف وعنك وتاروت، تعديل وسفلتة الطرقات، تطوير كورنيش السنابس، العمل على استعادة وتنظيم استراحات الاوجام، تطوير مداخل بلدة العوامية وأم الساهك، وتفعيل إعادة تأهيل المناطق القديمة في مدن وقرى المحافظة مثل التوبي، إحداث تغييرات في أنظمة البناء كاعتماد القبو بكامل مساحة الدور الأول، معالجة سلبيات سوق واقف، تفعيل ومتابعة مشاريع البني التحتية كتمديدات المياه والصرف الصحي والهاتف والكهرباء في مختلف المناطق بالمحافظة. كما أشار إلى بعض العوائق التي تواجه المجلس البلدي كقدم اللائحة التنفيذية للمجالس المعتمدة في 1397هـ، عدم القدرة على تفعيل الدور الرقابي بالشكل المطلوب، وعدم تفرغ أعضاء المجلس البلدي. لذلك أوصى بضرورة مراجعة النظام وتطويره ليواكب التطور الحاصل، وإخضاع أعضاء المجلس البلدي والمسؤولين في الجهاز التنفيذي لدورات مكثفة، كما أكد على الحاجة الماسة لتفرغ أعضاء المجلس البلدي.

وعرف مدير الندوة الفنانتين أمل سلمان ابو جعيد وأنوار فارس الفارس، وهما من مواليد القطيف، حصلتا على البكالوريوس في اللغة العربية، والعديد من الدورات في الرسم التشكيلي والنحت وعلم “الجرافولجي”، شاركتا في العديد من المعارض داخل المنطقة وخارجها. كانتا مدربتان في مركز الخدمة الاجتماعية وجمعية القطيف الخيرية، وحالياً تقدمان دورات رسم في معرضهما الخاص “علبة ألوان”. وقد حصلتا على العديد من شهادات الشكر والتقدير.

ثم بدأت المداخلات باستفسار الأستاذ موسى الدغام حول تقييم المرحلة القامة من الانتخابات، فأشار المهندس نبيه البراهيم إلى أن المجلس البلدي في مرحلته القادمة سيكون أكثر نضجاً لاستفادته من خبرات وتجارب المرحلة السابقة، موضحا سبب مركزية تنفيذ المشاريع بمحدودية عدد مهندسي المشاريع في بلدية القطيف. أما حول ما ذكره الأستاذ عبد الله الزريع من كثرة المطبات وعدم وجود معايير لها، أشار إلى سعي الوزارة إلى إزالة المطبات المخالفة في كل مناطق المملكة واستبدالها بأخرى وفق المعايير المطروحة.

وأعرب الدكتور عبد الله الحليمي عضو المجلس البلدي بمحافظة الأحساء، عن سروره بفصل ميزانية محافظة القطيف عن أمانة الدمام، وتساءل حول عوائد ذلك على المحافظة، فذكر المهندس نبيه البراهيم أثره في زيادة صلاحيات البلدية، والاعتمادات المالية، وتغيير الهيكل الإداري للبلدية. وحول استفسار الصحفي الأستاذ جعفر الصفار عن مواصفات عضو المجلس البلدي ذكر أنه لابد أن يمتلك ثقافة تنموية، ويكون مهتماً بالشأن العام، والأهم أن يكون متفرغاً كي يقوم بالدور المنوط به على أكمل وجه.

واستفسر مدير الندوة الأستاذ عادل المتروك حول دور المجلس البلدي في تطوير اللائحة التنفيذية، فذكر المهندس نبيه البراهيم أنه تم إعطاء ملف لكل عضو لوضع المقترحات الجديدة حيث رفعت ونوقشت، ولكنه أشار إلى أن هذه المقترحات ليست ملزمة وإنما تعتبر استطلاعا لأراء أعضاء المجلس من خلال خبرتهم. وتساءلت الأستاذة معصومة الدبيسي حول مدى حماس المواطن لتكرار توجهه لصناديق الاقتراع واختيار أعضاء المجلس البلدي الحالي، كتقييم للنتائج الايجابية للعملية الانتخابية الآنية، وحول مرئياته لحملة “بلدي” التي تهدف لمششاركة المرأة في الانتخابات البلدية المقبلة، فأعرب عن أمله في إقبال الموطن على الصناديق الانتخابية وأن العملية الانتخابية في حينها ستثبت وستنقل نبض الشارع، وأفصح عن تأييده لحملة “بلدي” وليس دخول المرأة كناخبة فقط بل كعضوة أيضاً.

وأشار المهندس نبيه ابراهيم إلى أن عدم وجود لجنة لترسية المشاريع في بلدية القطيف سبب لتأخر ترسية المشاريع، وهذا ما يطالب المجلس به الآن. كما بارك الأستاذ جمال العلي من مدينة الخبر، فصل ميزانية بلدية القطيف عن أمانة الدمام وتساءل عن دور المجلس في تحديد مسار الفائض من الميزانية، فأوضح المهندس نبيه البراهيم أنه يتم طرح مقترحات من قبل الأعضاء حول أولويات صرف هذه الميزانية ويتم الاتفاق على المشاريع الأكثر أهمية.

وأوضح الأستاذ محمد الشيوخ ضرورة انسجام أعضاء المجلس البلدي من أجل إنجاح تجربة المجلس البلدي، وضرورة فهم المواطن إلى عدم امتلاك الأعضاء للعصا السحرية لحل كل مشاكل المحافظة، كما أكد على حاجة المجلس البلدي للتوعية الإعلامية وبيان فلسفة المجلس البلدي.

واختتم المهندس نبيه البراهيم حواره بالتأكيد على أن عضوية المجلس تضع جميع الأعضاء تحت مسؤولية كبرى اتجاه الوطن والمجتمع للارتقاء بالتنمية، وكذلك الحفاظ على المال العام ومحاربة الفساد بجميع أشكاله. كما دعا إلى أن لا تكون بعض ما ظهر من ممارسات سلبية من بعض الأعضاء التي كان فيها تجاوزات على النظام أو خلق المناكفات، مدعاة لصاحب القرار أن يعيد النظر في استمرار هذه التجربة، بدعوى عدم قدرة المواطن على مواكبة الحدث وتحمل المسؤولية المناطة به.

وفي ختام الندوة قدم مدير الندوة شكره الجزيل للمهندس نبيه البراهيم على المشاركة الفعالة، كما شكر الحضور والفنانتين المشاركتين في المعرض الفني.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد