تحت عنوان “تجربة العلاج التخصصي في المملكة: مستشفى الملك فهد التخصصي انموذجا” استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلاثاء 18 ذو القعدة 1431هـ الموافق 26 اكتوبر 2010م الدكتور خالد بن محمد الشيباني المدير العام التنفيذي لمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، وأدار اللقاء الدكتور حسن الفرج المدير الطبي بمستشفى القطيف المركزي.
بدأت الندوة بكلمة للطالب موسى السادة حول “الشباب ومشكلة الحوار” وذلك ضمن برنامج المنتدى لاستضافة الشباب المتميزين ومشاركتهم في ابداء آرائهم وتصوراتهم، حيث تناول الشاب موسى السادة في كلمته التعريف بالحوار الهادف وهو التفاعل الذي يحصل بين آراء طرفين لانتاج واستخلاص رأي موحد او تنقيح واثراء لآراء الطرفين وتحصيل الفائدة، موضحا العوامل التي تعيق عملية الحوار المنتج كوجود الحواجز البينية، والتوجه لطرح الافكار دون الاستماع للاخرين، وعدم المرونة التفاعلية، وبين بعض المقترحات لانتاج حوار فعال وهادف.
الكلمة الثانية كانت للفنانة التشكيلية عواطف الصفوان التي اقامت معرضها الفني في المنتدى وتميز بفن المنمنمات الاسيوي الاصل والذي يعتبر من اعمق اشكال الفنون التشكيلية واعقدها نظرا لما يتضمنه من مفاهيم عميقة واساليب فنية صعبة، وتحدثت التشكيلية الصفوان عن تجربتها في هذا المجال حيث اقامت العديد من المعارض الفنية داخل المملكة وخارجها.
مدير الندوة الدكتور الفرج عرف العلاج التخصصي بأنه الرعاية الصحية المتقدمة والمدعومة بتقينة عالية وكوادر بشرية مؤهلة وبنظام فعال للتعامل من الناحية التشخيصية والعلاجية مع الامراض الصعبة او المستعصية بالشكل العلمي المناسب والسليم حسب المعايير العالمية، ذاكرا رسالة مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام وهي التركيز على تقديم خدمة طبية تخصصية وأكاديمية وبحثية على مستوى عالمي. وعرف المحاضر بأنه من مواليد مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية وتخصص في زراعة الاعضاء وجراحة الاوعية الدموية في المملكة المتحدة بعد اجتيازه الدراسة الجامعية وفترة التدريب والتخصص في السعودية، وهو عضو في العديد من الجمعيات المتخصصة وتقلد عدة مناصب قيادية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بالرياض الى ان انتقل كمدير عام تنفيذي بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام.
بدأ الدكتور الشيباني حديثه باستعراض المستويات الثلاث للخدمات الصحية في المملكة: الرعاية الصحية الاولية وتهدف الى الحفاظ على صحة المواطن والوقاية من الامراض البسيطة، الرعاية العامة من خلال المستشفيات وتتوفر فيها معظم الخدمات والتخصصات الطبية، والعلاج التخصصي والذي يركز على الامراض المزمنة والمستعصية وتلك التي تتطلب علاجا تخصصيا دقيقا. وحول متطلبات النجاح في تقديم الخدمة الصحية المتكاملة من خلال هذه المستويات الثلاث، اشار المحاضر الى ضرورة تحقيق عملين رئيسين هما ايجاد الملف الطبي الالكتروني الموحد للمريض في المستويات الثلاثة بحيث يتم التعامل الكترونيا بينها، وتنسيق عملية نقل المريض بين مراكز العلاج المختلفة بصورة سريعة.
واوضح المحاضر ان هنالك ثلاثة مستشفيات تخصصية في المملكة تابعة لوزارة الصحة تقدم خدماتها لجميع المواطنين والمقيمين بالاضافة الى مجموعة مستشفيات تخصصية خاصة، مبينا ان تكاليف جميع المستشفيات العامة في المملكة تعادل نصف تكاليف المستشفيات التخصصية، وأن هنالك مشاريع حاليا لبناء 200 مستشفى جديد في مختلف انحاء المملكة بطاقة استيعابية تعادل 30 الف سرير. وبين ان مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام هو احدث هذه المراكز الثلاثة وأنه توقف العمل فيه لاسباب مالية الى ان تم تشغيله بسعة 450 سرير، وركز على امراض السرطان بتوفير مختلف اجهزة ومعدات العلاج الاشعاعي والكيميائي، مؤملا في ان يحتوي المستشفى ايضا على مركز متخصص في ابحاث السرطان واسباب انتشاره في المنطقة الشرقية بصورة علمية. كما اشار الى ان المستشفى لديه مركز لزراعة الاعضاء واجرى اكثر من 100 عملية زراعة كبد وكلى وبنكرياس بنجاح كبير.
وتحدث الدكتور خالد الشيباني حول جراحة المخ والاعصاب بالمستشفى ومن بينها الامراض العصبية المستعصية التي يصعب تشخيصها ووجود اجهزة فحص اورام الدماغ وغرف عمليات متخصصة ومجهزة بالاضافة الى مركز علاج امراض الصرع الذي يعتبر الاول على مستوى المنطقة. وتناول في حديثه برامج التعليم والتأهيل والتثقيف التي يتبناها المستشفى لغرض تطوير الكوادر الوطنية.
واوضح المدير الطبي للمستشفى الدكتور خالد صبر التطور الذي يشهده المستشفى حاليا من خلال تركيزه على امراض السرطان وزراعة الاعضاء، مؤكدا على الاهمية البالغة لمعالجة مشكلة التحويل بين المستشفيات. كما نوه الدكتور زكي الزاهر استشاري العناية المركزة والتخدير بالمستشفى على ما حققه المستشفى من انجاز في حصوله على شهادة الجمعية المشتركة للمعايير الطبية القياسية والقيام بتطوير البنية التحتية للمستشفى في مختلف الجوانب.
تساءل بعض الحضور حول الابعاد الطبية المختلفة، فطرح الاستاذ شرف العلويات مشكلة الاخطاء الطبية واهمية التعامل معها، كما اورد الاستاذ وليد سليس موضوع استراتيجية الوقاية من الامراض التي يقوم بها المستشفى، وأكد الاستاذ محمد المصلي على فكرة الملف الطبي الموحد والاهتمام بالابحاث العلمية والطبية. كما تساءلت الاستاذة نسيمة السادة حول معايير اختيار مواقع المستشفيات التخصصية في المملكة، وعن آليات ضمان وصول المريض للمستشفى في الوقت المناسب.
اما الاستاذ عبد الله البريكي فقد نوه بتكثيف غرف العلميات متسائلا عن جدوائية التوجه للطبيب التنفيذي ومدى نجاح التجربة في المملكة، واشار الاستاذ على الخباز الى اهمية التعاون مع الجمعيات الاهلية المتخصصة كجمعية رعاية مرضى السرطان وغيرها. وطرح الاستاذ ياسر القطان العلاقة بين التلوث البيئي الناتج من المخلفات الصناعية وبين الامراض المنتشرة في المنطقة.
ورد المحاضر على العديد من هذه الاسئلة والتعقيبات موضحا ضرورة رفع نسبة المخصصات للقطاع الصحي في المملكة الذي يعادل 3% فقط من ميزانية الدولة الى نسبة اعلى. وشكر راعي المنتدى الاستاذ جعفر الشايب ضيف اللقاء والحضور متسائلا عن اسباب ازمة الثقة لدى المواطنين حول مستوى الخدمات الصحية المقدمة داخل المملكة مع كل التطور الحاصل فيها.