علاقة الافكار اللاعقلانية بالاضطرابات النفسية في منتدى الثلاثاء

4٬519

استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلاثاء 4 ذو القعدة 1431هـ الموافق 12 اكتوبر 2010م الاخصائي النفسانس الاستاذ فيصل بن ابراهيم ال عجيان متحدثا حول “الافكار اللاعقلانية واثرها على الاضطرابات النفسية”. وادار الندوة عضو اللجنة المنظمة للمنتدى الاستاذ موسى الهاشم الذي تحدث عن اهمية تناول هذا الموضوع من النواحي السيكولوجية والسوسيولوجية في ظل تنامي ظواهر خطيرة في المجتمع فيما يتعلق بالامراض النفسية وآثارها نتيجة لضغوط الحياة وتعقيداتها.

وقام مدير الندوة بالتعريف بالمحاضر المولود في محافظة القطيف بالسعودية وحاصل على شهادة اخصائي نفسي في البكالوريوس وتطبيق ميداني في الارشاد النفسي بدرجة امتياز، وماجستير في القياس النفسي والتربوي من الجامعة الاردنية، ويعمل على تحضير درجة الدكتوراة في سيكولوجيا “هوية الانا”. وعمل كمعالج نفسي لمرضى الادمان وكذلك في مجال الارشاد الطلابي، اعد ونفذ مجموعة من الحقائب التدريبية وقدم العديد من المحاضرات والبرامج التلفزيونية.

بدأ الاستاذ آل عجيان حديثه عن الصحة النفسية التي عرفها بانها التفكير المنطقي العقلاني وعكسها الاضطراب النفسي الناتج من تاثير الافكار اللاعقلانية، مشيرا الى الدراسات الواسعة والشاملة التي قام بها عالم النفس البرت اليس الذي يرى ان الاضطرابات الانفعالية الشديدة تنشأ من الافكار اللاعقلانية والتفكير غير المنطقي ولا تنشأ من الخبرات او الاحداث المنشطة. واوضح ان التفكير اللاعقلاني ينشأ من خلال التعليم المبكر غير المنطقي حيث ان الفرد يكون مستعدا لاكتساب كل من الافكار المنطقية واللامنطقية على حد سواء من الاسرة والبيئة او الثقافة.

واستعرض في حديثه الاعمال التي قام بها اليس واهميتها في التوصل الى وسائل علاجية جديدة اطلق عليها لاحقا “العلاج المعرفي”، موضحا ان البرت اليس الحاصل على شهادة الدكتوراة في علم النفس الاكلينيكي من جامعة كولومبيا عام 1947م اعتمد في علاجاته النفسية على الفلسفة الرواقية وكتابات أبيقطيتس وفلسفة بوذا وسميت نظريته “العلاج العقلاني-RT” في منتصف الخمسينيات، ثم عدل اسم النظرية الى “العلاج العقلاني العاطفي-RET” في العام 1961م، واخيراً في العام 1993م عدل اسم النظرية الى “العلاج السلوكي العقلاني العاطفي-REBT”، حيث اعترف اليس في مقالته حول الموضوع انه كان مخطئاً منذ البداية في استعمال اسم اخر للنظرية.

واستطرد الاخصائي النفسي آل عجيان موضحا ان زيادة الاضطراب الانفعالي يحدث عن طريق التفكير الزائد في الافكار غير العقلانية، وان محور العلاج المعرفي “العقلاني” يتركز في قدرة المعالج على تغيير الافكار اللاعقلانية لدى المراجع، حيث ينعكس ذلك على الجانب العاطفي والسلوكي لديه. واوضح ان هذا النوع من العلاج يتناسب مع الحالات السائدة في مجتمعنا بسبب زيادة انتشار الافكار اللاعقلانية والخرافية وسرعة تاثيرها في الافراد، ولان هذا النوع من العلاج يستخدم فنيات مبسطة كالاقناع بما يناسب منطق وثقافة المريض بما يؤثر على تغيير فكرة المريض عن نفسه.

كما بين وجود احدى عشر نموذجا لافكار غير عقلانية او غير منطقية او خرافية تكمن وراء السلوك المضطرب منها ان الاضطرابات والمشكلات تسببها عوامل خارجية لا يتحكم فيها الفرد، وانه من الافضل والاسهل تجنب المصاعب والمسئوليات الشخصية بدلا من مواجهتها، وانه يجب ان يعتمد الفرد على الاخرين وان يكون هناك شخص اقوى منه يعتمد عليه.

ثم استعرض المحاضر وسائل العلاج المعرفي عبر فنيات انفعالية وسلوكية ومعرفية من خلال حث المريض على الشك والاعتراض على افكاره غير العقلانية، محاربة الافكار غير العقلانية والخاطئة لدى المريض، مساعدة المريض في التعرف على افكاره غير العقلانية التي تسبب سوء توافقه الاجتماعي، التخلص من الافكار والمعتقدات غير العقلانية بالاقناع العقلي المنطقي واعادة تنظيم نظام المعتقدات لدى المريض، ازالة وتقليل النتائج الانفعالية غير العقلانية لدى المريض وبصفة خاصة تقليل القلق والعدوان او الغضب، تحقيق المرونة والانفتاح الفكري وتقبل التغيير واعادة المريض الى التفكير العلمي والتحكم في انفعالاته وسلوكه عقلانيا.

وفي نهاية حديثه اوضح المحاضر بعض العيوب التي ترافق العلاج المعرفي من بينها انه لا يروق لبعض المرضى مهاجمة افكارهم والتي قد تؤدي الى المقاومة، كما انه يعتبر نوعا من غسيل المخ ويخفق في الوصول الى الافكار اللاشعورية العميقة اضافة الى انه قد يؤدي الى اعتماد المريض على المعالج.

وتناولت مداخلات الحضور مواضيع مختلفة ذات علاقة بمادة المحاضرة، فتساءل الاستاذ جعفر العيد عن مشاكل الطلبة وتفاقمها على الرغم من وجود مرشدين تربويين، وطالب الاستاذ انيس العون بالرجوع الى العلوم العربية والاسلامية في مثل هذه القضايا وعدم الاستناد فقط على النظريات الغربية. وجاءت مداخلة الاستاذة زكية العبد الجبار حول الاهتمام بتصحيح الافكار الخطأ لدى الناشئة بسبل ووسائل مناسبة، اما التربوي جاسم المشرف فتساءل عن طرق الاكتشاف المبكر للاضطراب النفسي الناشئ عن الفكر السلبي، كما اكد الاستاذ هاني ال عجيان على ضعف المناهج التربوية وضرورة تأهيل المعلمين.

وشكر راعي المنتدى الحضور والمحاضر على المشاركة الفعالة حول موضوع يعتبر من الاهمية بمكان في وقتنا الحاضر، كما شكر الفنانة ايمان الجشي التي اقامت معرضها الفني في المنتدى وعرضت مجموعة من اللوحات الفنية وتحدثت مختصرا عن تجربتها ورحلتها الفنية الطويلة حيث شاركت في معارض فنية عديدة داخل وخارج المملكة.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد