قراءة في تجربة انتخابات البحرين

3٬568

استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلاثاء 28 ذو القعدة 1427هـ الموافق 19 ديسمبر 2006م الكاتب والإعلامي البحريني الأستاذ عباس بو صفوان في حديث تحت عنوان “قراءة في تجربة انتخابات البحرين” حضرها لفيف من المثقفين المهتمين بالموضوع. وقد أدار الندوة راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب الذي تحدث بصورة مختصره عن أهمية التطورات السياسية والاجتماعية التي تجري حالياً في البحرين وخاصة بعد قرار قوى المعارضة المشاركة في الانتخابات النيابية والبلدية وما أفرزته من نتائج ستكون لها أثارا مستقبلية مهمة. بعدها عرف بالمحاضر وهو كاتب مختص بالشئون السياسية والبرلمانية وعمل في أقسام عديدة في ابرز الصحف البحرينية كالأيام والوقت والوسط ويحمل درجة الماجستير في التربية من جامعة القديس يوسف في بيروت، كما أنه من مؤسسي جمعية الوفاق الوطني الإسلامية وعضو سابق في هيئتها الاستشارية وعضو منتخب في مجلس شورى الجمعية، وله العديد من الأنشطة الاجتماعية والسياسية ومشاركات إعلامية وبحثية في مؤتمرات وندوات مختلفة.

بدأ الأستاذ عباس بو صفوان حديثه بنعي الرمز الديني والوطني الشيخ عبد الأمير الجمري الذي وافته المنية يوم الاثنين 27 ذو القعدة 1427هـ مشيرا إلى انه ممن جاهد وعمل لفترة طويلة للمطالبة بالانتخابات واعادة العمل بالدستور. واستعرض ضيف المنتدى مسيرة العمل السياسي في البحرين منذ حل البرلمان عام 1975م والمطالبات الشعبية المستمرة لإعادته والتي تبلورت بشكل أكثر وضوحاً كحركة مطلبيه شعبية عام 1994م حيث تم التوقيع على عريضة شعبية عامة من قبل عشرات الآلاف من المواطنين لتدعيم المطالب السياسية.

وانتقل بعد ذلك للحديث عن مشروع الإصلاح الذي قاده ملك البحرين مشيرا إلى الانعكاس الايجابي لمبادرة ميثاق العمل الوطني عام 2001م الذي أغلق الملف الأمني وفتح مجالات واسعة للعمل السياسي، حيث عاشت البحرين توافقا جيدا بين المجتمع والحكومة ونشأت على اثر ذلك العديد من الجمعيات السياسية الفعالة, وصدر بعد ذلك قانون2002 الذي نظم السلطة التشريعية بإيجاد برلمان يتشكل من مجلسين احدهما منتخب والأخر معين وكذلك نظاما لانتخاب أعضاء في المجالس البلدية وشرح المحاضر الأسباب التي جعلت ابرز قوى المعارضة الإسلامية والوطنية تقاطع الانتخابات النيابية عام2002م ومن أبرزها ان مجلس الشورى المعين سيكون في نهاية المطاف حاكما على مجلس النواب المنتخب بحيث يحد ذلك من صلاحياته وقوته وكذلك فان توزيع الدوائر الانتخابية لا يحقق مساواة بين جميع فئات المجتمع.

وشرع الأستاذ بو صفوان في الحديث عن النتائج التي ترتبت على غياب المعارضة في الجهاز التشريعي طوال الدورة الفائتة مشيرا إلى شعورها بأنها اضطرت إلى الرضوخ لمجموعة قوانين وتشريعات اتخذت في غيابها، وهذا ما دفعها إلى مراجعة حساباتها من المشاركة وخفض سقف مطالبها بما يتناسب مع خطوات الدولة ومطالب مؤيديها، وخاصة وأنها شاركت بفعالية في المجالس البلدية وتولدت لديها بعض القناعات الايجابية تجاه المشاركة ولو بالحدود الدنيا. وبين ان اكبر الحركات الشيعية وهي جمعية الوفاق الوطني الإسلامية أعادت دراسة موقفها واتخذت قرارا بالمشاركة على الرغم من وجود عناصر محدودة من أعضائها اتخذت موقفا معارضا في المشاركة وانسحبت من الجمعية.

وأوضح المحاضر صيغة التحالفات التي نشأت بين القوى السياسية المختلفة حيث اعتبرها حالة ايجابية معبرة عن نضج سياسي بين هذه القوى حيث تجاوزت هذه التحالفات الأطر المذهبية والاتجاهات الفكرية المعروفة. كما أشار إلى ان الانتخابات جرت بصورة نزيهة إلى حد ما في الممارسة من ناحية سلامة التصويت والفرز، إلا انه أشار إلى وجود مشاكل رئيسية فيها بسبب سوء توزيع الدوائر الانتخابية وعدم وجود لجنة مستقلة للانتخابات. ووضح بأن عدد المرشحين كانوا 206 مرشحا نيابياً و175 مرشحا بلدياً مبينا إلى ان النتائج أبرزت فوزا كبيراً للأسلامين ولم تفلح جهود القوى الوطنية في إيصال مرشحيها المعروفين من الرجال والنساء مرجحا ان تكون الأصوات المفروزة في المراكز العامة (خارج الدوائر الانتخابية) سببا في ذلك.

وأشار في نهاية حديثه إلى التحديات المحتملة في المرحلة المستقبلية حيث شهدت جلسات المجلس النيابي الأولى تأثرا بسبب مقاطعة أعضاء جمعية الوفاق هذه الجلسات التي خصصت لانتخاب رئيس المجلس ونائبيه موضحا بأن المعارضة ستواجه صعوبة على صعيدي التشريعات والخدمات.

وأثار الحضور في فقرة المداخلات عدة قضايا ترتبط بالموقف من مشاركة المرأة وعدم دعمها بصورة واضحة في القوائم المطروحة، حيث رد المحاضر بان موضوع المرأة يأتي ضمن سياق اجتماعي لازال يحرم المرأة من مواقعها الطبيعية مع ان جمعية الوفاق لديها رؤية متقدمة فقهيا وسياسيا حول مشاركة المرأة ودورها. وفي رد عن موضوع التجنيس السياسي اعتبرها بأنها مشكلة ديمغرافية حقيقية لعلها تكون من أكثر القضايا خطورة وأهمها مطالب بمعالجتها بصورة جادة وشفافة.

وحول التوتر المذهبي والاصطفاف الطائفي رد المحاضر على انه هنالك نضجا وتفهما متنامياً بظروف الواقع القائم مؤملا ان يسهم المعتدلون من الطائفتين في تعزيز الوحدة الوطنية وتجاوز الخلافات بينهم مع ان التوتر والتشنج المذهبي والطائفي لا يزال قائما وتفرضه الظروف والتطورات الإقليمية. وشارك في الحوار أيضا الأستاذ جاسم حسين عضو جمعية الوفاق الوطني الإسلامية ومنظم حملاتها الانتخابية حيث بين رداً على احدى المداخلات آلية اتخاذ القرارات داخل الجمعية وتفاعله مع هموم الشارع وقضايا الناخبين.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

المحاضرة الكاملة:   

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد