استضاف متدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف الدكتور عبد الله الحليمي مساء الثلاثاء 22 ذو القعدة 1430هـ الموافق 10 نوفمبر 2009م في محاضرة بعنوان “الاعلام المرئي واقعه ومستقبله” بحضور نخبة من المثقفين واعلاميين في مؤسسات رسمية واهلية. وادار اللقاء عضو اللجنة التنظيمية للمنتدى الاستاذ زكي البحارنة الذي عرف بالمحاضر بانه من مواليد الاحساء بالمنطقة الشرقية من السعودية وانهى دراساته الاكاديمية العليا بمصر حيث حصل على شهادة الدكتوراة في علم الاجتماع من جامعة الازهر، كما انه عضو منتخب في المجلس البلدي بالاحساء وعضو مؤسس في العديد من الجمعيات الاهلية وله عضوية في عدة هيئات تخصصية، ويدير حاليا مؤسسة انتاج اعلامية تعد برامج متنوعة للقنوات المحلية والفضائية المختلفة.
بدأ المحاضر حديثه باستعراض تطور الاعلام المرئي في العالم العربي ودخوله مرحلة الاعلام الفضائي متأخرا مقارنة بالدول الغربية معرفا بوسائل البث الفضائي عبر الاقمار الصناعية، مشيرا الى ان القمرين الرئيسيين العاملين في المنطقة العربية هما نايل سات وعربسات ويبث الاول 450 قناة عربية بينما يبث عربسات حوالي 350 قناة كما يقدمان ايضا خدمات البث الاذاعي والاتصالات ونقل المعلومات وتطبيقات تقنية اخرى.
واشار المحاضر الى ان هنالك ايضا اقمار صناعية غير عربية عديدة في المنطقة مثل اتلانتك بيرد وهوت بيرد واسياسات تبث مئات القنوات الفضائية وكثير منها باللغة العربية وفي مجالات واختصاصات متعددة. وتحدث المحاضر عن الجهات المنظمة للاعلام المرئي والتي من بينها الاتحاد العربي للاذاعة والتلفزيون الذي انشأ عام 1969م بهدف تقوية الروابط وتوثيق التعاون بين اذاعات الدول العربية الصوتية والمرئية وتنظيم استخدام موجات الاذاعة اللاسلكية.
وهنالك ايضا اتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية ويهدف الى التعاون والتنسيق بين الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية في مختلف الابعاد واقام مهرجان انتاجات الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية وسوق الفيلم الاسلامي. ثم انتقل الدكتور الحليمي بعد ذلك للحديث عن القنوات الاسلامية والتي حددها بانها تلك الملتزمة بالضوابط الشرعية والتي تركز على قضايا الدعوة معددا اياها بحوالي 170 قناة فضائية، مشيرا الى ان اغلب برامجها تدور في اطاري الوعظ والافتاء وكذلك في مجالات التعليم والتربية والترفيه. وقال المحاضر ان جميع هذه القنوات تعيش عصر الهواية من الناحية الفنية والتقنية، كما ينقصها التخطيط لعمليات التمويل ودراسة الجدوى وافتقادها لبرامج ترفيهية جاذبة للمشاهدين.
وواصل المحاضر مناقشته لوضع القنوات الفضائية الاسلامية من النواحي الادارية والمالية والتقنية والقانونية، مشيرا الى ابرز سماتها من ان التوسع الكمي فيها يفوق التفوق النوعي، وتحكم الاذواق والاجتهادات الشخصية، والاهتمام بالخرافات والاوهام، والتركيز على شخصيات معينة، وطرح القضايا الخلافية في المجتمعات العربية والاسلامية، والابتعاد عن القضايا الحياتية.
انتقل بعد ذلك الاستاذ الحليمي للحديث حول التشريعات والاجراءات القائمة في السعودية والمتعلقة بالاعلام المرئي، حيث قال بان التنظيمات لاتزال مقيدة كثيرا على الرغم من سعي وزارة الثقافة والاعلام مؤخرا لمعالجة ذلك وهو ما يجعل تسرب الاعمال الفنية السعودية كبيرا للخارج كدول الخليج وغيرها. اما من ناحية اجراءات الفسح والتراخيص الاعلامية فهي صعبة ومعقدة جدا وتستغرق الكثير من الوقت وتتطلب جهودا كبيرة ايضا. وابرز المحاضر توجهات وزارة الثقافة والاعلام في الحديث عن اطلاق قنوات فضائية وارضية مناطقية محلية بحيث تعكس الواقع المعاش لكل منطقة وهوية قاطنيها.
وانهى المحاضر حديثه باستعرلض مجموعة من نماذج الاعمال الابداعية في مجال الاعلام المرئي وابرز منها شبكة تلفزيون الديوانية الالكترونية، وهي اول قناة سعودية تبث عبر الانترنت بتقنية البث المباشر تأسست هذا العام في جدة وتحوي على قنوات عديدة في مجال المنوعات والدراما والشعر والافلام وغيرها.
وتناول الحضور موضوع الاعلام المرئي من جوانب مختلفة حيث تحدث الشاعر جاسم المشرف حول واقع القنوات الفضائية الاسلامية نعتبرا اياها عاكسة لحال المجتمع وتناقضاته العشائرية والمذهبية وانها تستخدم لغة الشارع. واشار الكاتب حسن آل حمادة الى ضعف الدور الفاعل للمشاهدين وكونهم متلقين سلبيين ليس لهم أي تاثير ايجابي فاعل في تحديد نوعية البرامج ومستواها، كما اعرب الاعلامي باقر الهاشم عن البون الشاسع بين الاعلام الرسمي والتجاري من ناحية الفاعلية والدور.
المحاضرة الكاملة: