العمل التطوعي آفاقه وعوائقه

4٬017

يحتفل العالم بمؤسساته الحكومية والأهلية والدولية في الخامس من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للتطوع وذلك تكريماً للعمل التطوعي والمتطوعين ودعماً لدورهم الفعالّ في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. واحتفاءً بهذه المناسبة أقام منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف ندوة تحت عنوان “العمل التطوعي آفاقه وعوائقه” ألقاها المهندس منير العوامي في مساء الثلاثاء 14 ذي القعدة 1427هـ الموافق 5 ديسمبر 2006م. وأدار الندوة الكاتب عبد الباري الدخيل الذي قام بالتعريف بالعمل التطوعي وبالمحاضر حيث انه يشغل حاليا منصب مهندس أعلى للخدمات الفنية بشركة الكهرباء السعودية، وشارك في العديد من فرق الجودة الشاملة واللجان الفنية المتخصصة في مجال التخطيط واستراتيجيات التطوير، كما قدم العديد من أوراق وورش العمل في مجال تنمية الإبداع والتقنية وساهم في تأسيس بيئات علماء المستقبل وحضر عددا من المؤتمرات والندوات الإقليمية والدولية.

بدأ المحاضر كلمته بالتعريف باليوم العالمي للتطوع منذ تاريخ اعتماده عام 1985م شارحاً أبعاده الهادفة إلى تحفيز سياسات الأعمال التطوعية وتسهيل أعمالها وتوسيع شبكاتها ونشاطاتها والاعتراف بها واحترامها لدعم مساهمات المتطوعين للوصول إلى الأهداف التنموية. وشرح المحاضر مفهوم التطوع باعتباره ظاهرة اجتماعية تختلف في أشكالها ومجالاتها وطريقة أدائها وفق توجهات وثقافات كل مجتمع، مؤكدا على ان المفهوم العام للتطوع هو بذل الجهد أو الوقت أو الخبرة بدافع ذاتي دون مقابل مادي. كما أشار إلى أشكال العمل التطوعي الفردي والمؤسسي معتبرا ان العمل التطوعي الريادي والشبكي يعتبر من ابرز التوجهات القائمة في العمل التطوعي، شارحا أشكال ومجالات وطرق العمل التطوعي محلياً ودولياً.

وأكد المحاضر على أهمية الدور التربوي للإنسان من خلال مشاركته في العمل التطوعي الذي يمكن اعتباره كأحد العوامل المساهمة في تعزيز الحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمع من خلال استعراضه لتجارب مختلفة في هذا المجال مشيرا إلى ان العمل التطوعي يساهم أيضا في نشر ثقافة الديمقراطية من خلال الممارسة العملية. وبين المهندس العوامي أهمية العمل التطوعي في مجال تشكيل حالة النقد كظاهرة صحية وانه يساهم أيضا في وحدة المجتمع وتماسكه.

بعد ذلك انتقل المهندس العوامي للحديث حول برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين مشيراً إلى أبعاده الإنسانية المختلفة والى أمكانية التواصل والاستفادة من برامجه الشاملة. وتحدث عن الفعاليات المتعلقة بالعمل التطوعي في المملكة ومن بينها تنظيم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية “الملتقى الأول للجمعيات الخيرية” عام 1423هـ مستعرضاً عدة توصيات متعلقة بتشجيع ودعم العمل التطوعي في الجمعيات الخيرية وأجراء بحوث مكثفة ودراسات علمية من قبل الجامعات والمراكز العلمية وإقامة دورات تدريبية تخصصية للعاملين في الجمعيات الخيرية. كما استعرض نتائج “اللقاء السنوي الرابع للجهات الخيرية” الذي عقد عام 1424هـ وركز على موضوع استقطاب المتطوعين وما نتج عنه من توصيات مهمة في هذا المجال.

تحدث المحاضر عن وسائل استقطاب المتطوعين في الأعمال التطوعية ذاكراً عناصر ينبغي توافرها في المتطوع من دافع ذاتي مصحوب بإيمان عميق بأهمية العمل التطوعي والاستعداد للمشاركة مع الآخرين والرغبة في الإبداع وتجاوز البيروقراطية. وحول آليات العمل التطوعي التي تساهم في نجاحه، أكد العوامي على أهمية التواصل بالإعلان حول التطوع ورفع درجة كفاءة الخطاب للدعوة إليه، وايجاد البرنامج المناسب، واختيار الأشخاص المناسبين وتدريب وتأهيل المتطوعين.

كما أشار إلى مشروع أصدقاء العمل وهي مبادرة الكترونية تهدف إلى تأهيل ونشر ثقافة العمل الخيري التطوعي وإيجاد برامج لاستطاب المتطوعين وبناء جسور التواصل بينهم وبين الجهات المحتاجة للمتطوعين وابتكار برامج تطوعية في العديد من المجالات.

وحول عوائق العمل التطوعي، تحدث المحاضر عن بعدين هما الجهات المحتاجة للتطوع وكذلك الافراد المتطوعين انفسهم. فمن ناحية المؤسسات أشار الى بعض العوائق التي في مقدمتها ضعف الإعلام وضيق وقت المتطوعين وعدم الرغبة في المشاركة وعدم مناسبة المواعيد والطريقة التنظيمية للعمل التطوعي. في حين جاءت نتيجة دراسة ميدانية أن نسبة 10 % أو أقل اسباب منها ضيق أفق المنظمين وعدم مناسبة المكان، حسب اراء المشاركين في الاستطلاع. اما العوائق المتعلقة بالافراد فهي الاهتمام بالوضع الذاتي المادي والأسري، وقلة انتشار الوعي باهمية العمل التطوعي، والافتقار الى روحية الفريق.

كما تحدث المحاضر بالتفصيل عن نتائج استبيان قام به عام 1423هـ حول العمل التطوعي شارك فيه 136 شخصا، نتج عنه ان 70% من المشاركين يقومون بتقديم الدعم المالي باعتباره عملا تطوعيا، وأن 70% ايضا يعتقدون بأن لرجال الدين الدور الابرز في نشر ثقافة العمل التطوعي واقلها تاثيرا جاء التعليم المدرسي، وأن ضعف الاعلام يعتبر العامل الاكبر في عدم المشاركة في العمل التطوعياضافة الى ضيق الوقت وعدم الرغبة. واعتبر المشاركون في الاستبيان ان القيم والاخلاق تاتي في المرتبة الاولى لمجالات التطوع التي يرغبون المشاركة بها ثم التربية والتعليم والثقافة واخيرا مجالات التوظيف.

وانهى الاستاذ منير العوامي محاضرته بالتعريف ايضا بمشروع نوادي علماء المستقبل كنموذج لعمل تطوعي يبدأ من الاسرة وينفتح شبكيا على مختلف المتطوعين في العالم باتجاه قضايا وبرامج علمية محددة، تنتهي باجراء مسابقات دولية للناشئة حول مشاريع بيئية وعلمية مختلفة. وتناول الحضور الذين ابدوا اهتماما بالموضوع مناقشة هذه المواضيع عبر طرح تصوراتهم ومداخلاتهم حوله حيث تم التاكيد على اهمية الدور التربوي في موضوع مجتمع المعرفة وضرورة الاهتمام بالجيل الناشئ، واعتبر ذلك ايضا مدخلا للاصلاح في مختلف القضايا في العالم. وتم التاكيد ايضا على ضرورة التعاون بين المؤسسات الاجتماعية في مشاريع التطوع وخاصة في مجال رعاية الموهوبين وتحفيز العمل التطوعي بكل صوره بشكل عام.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد