ألقى الفنان التشكيلي عبد العظيم الضامن بمنتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلاثاء 7 ذو القعدة 1427هـ الموافق 28 نوفمبر2006م محاضرة تحت عنوان”الفن التشكيلي والواقع الاجتماعي”، حضرها ثلة من المهتمين والمتابعين لهذا الفن من شخصيات فنية واجتماعية وثقافية. وأدار الندوة الأستاذ زكي الصدير التي بدأها بمقدمة عن جمالية الفن وتأثيره على الواقع وألحقها بقصيدة شعرية من قصائده كانت تحت عنوان “أجمل اللون لونا”.
وعرف المحاضر الفنان عبد العظيم الضامن الذي يعمل معلماً للتربية الفنية، وادار النشاط الثقافي بنادي النور بسنابس لأكثر من عشرة أعوام اشرف خلالها على خمس دورات في الفن التشكيلي، وله عدة إسهامات صحفية محلية وخليجية، كما أن له مؤلفات عديدة في الفن التشكيلي، وله إسهامات معروفة في الصحافة المحلية والخليجية، وأقام العديد من المعارض الشخصية في داخل وخارج المملكة، وفاز بجائزة أفضل ديكور للنشاط المسرحي بالجامعة عام 1997م، وويعتبر من الرواد الذين ساهموا في احتضان الكفاءات الفنية الواعدة في المنطقة.
بعد ذلك عرض الفنان عبد العظيم الضامن ورقته الخاصة التي تناول فيها المراحل التاريخية التي مر بها الفن في المملكة، بداية من تأسيس الرئاسة العامة لرعاية الشباب عام 1373هـ، ثم جمعية الثقافة والفنون وغيرها من المؤسسات الفنية التي رعت واحتضنت اعمال الفناني التشكيليين السعوديين. واستعرض المحاضر بعض الانشطة التي رعتها المؤسسات الرسمية في هذا المجال ومن بينها قيام معرض لنتاج الطلبة لعموم مناطق المملكة والتي اعتبرت فرصة لافتتاح العديد من المراكز الصيفية والتي كان نشاطها مزدهراً ومتوقد للغاية. ونوّه المحاضر بجهود التشكيليين من فنانين وفنانات مبدعين في شتى مناحي الفن التشكيلي واتجاهاته، حيث أكد أن المملكة تزخر بالعديد من المبدعين الذين هم بحاجة إلى تشجيع ودعم ورعاية.
كما أشار الأستاذ الضامن إلى الدور الريادي الذي قام به مركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف في إظهار أعمال الفنانين والفنانات باحتضان مواهبهم وإبرازها، وتحدث عن دور معرض إبداع للفنون في خدمة الواعدين والواعدات ممن يحملن موهبة الفن التشكيلي سواء كان في المنطقة أو خارجها وتقديم برامج تدريبية لهم منذ مايقارب العشر سنوات عبر إقامة العديد من المعارض الاجتماعية والشخصية. كما تحدث عن أهم المعارض الذي نظمها المرسم كمهرجان الإبداع لفنانين المنطقة، ومعرض إبداع الغدّ. كما تحدث المحاضر عن جهود الجهات المعنية والمهتمة بقضايا الفن في المنطقة سواء كانت رسمية او اهلية ذاكرا على سبيل المثال مركز إدراك للتنمية البشرية بالخبر حيث أقام هذا المركز معرضاً كبيرا شاركت فيه العديد من فنانات المنطقة التشكيليات، وكذلك الرئاسة العامة لرعاية الشباب من حيث نشاطها الفنّي منذ تكوين الإدارة التابعة للنشاطات الثقافية؛ وأشار كذلك إلى دور الأندية البارز في الحراك التشكيلي المحلي ودعمها القوي للفن التشكيلي. وتحدث المحاضر عن جمعية الثقافة والفنون ودورها المساهم في تفعيل الحركة التشكيلية في المنطقة رغم عدم وجود مبنى لأنشطتها إلى أن الدور الريادي الذي قامت به يعتبر كبيرا وناجحا.
وجاء الحديث عن الفن التشكيلي وأهمية دور المجتمع في تطوير الفن والنهوض بالثقافة مجملا مطالباً بدعم أكبر من قبل الجهات المختصة للنهوض بهذا الفن معززاً إن لدى أصحاب هذا الفن العديد من الطموحات والأحلام التي تنتظر الدعم والتشجيع والتقدير. وذكر الضامن امثلة على اهتمام المجتمعات الاخرى بالفن مستعرضا بعض الامثلة من مشاهداته الخاصة ، فذكر أنه في العاصمة الامريكية (واشنطن) تبرع أحد رجال الأعمال بـ 20 متحفاً وطلب من الحكومة بأن يكون الدخول لها مجانا، كما أشار الضامن إلى أن 15 لوحة من لوحاته الفنية أهديت إلى أحدى الشركات الكبرى لصناعة السيارات اليابانية. ولم يغف غي حديثه الاشادة بدور بعض رجال الأعمال في الدعم المستمر والمتواصل للفنانين، مضيفا ان هذا الدعم لايزال محدودا ولا يمكنه ان يؤسس لتحقيق تطور حقيقي لهذا الجانب المهم من الانشطة الانسانية.
وتحدث الفنان الضامن ايضا عن سلسلة (لونّ معنا) الخاصة بالأطفال والتي تعتبر أول سلسلة تعني بثقافة الطفل فنياً في المملكة، مشيراً إلى أن هدفها الرئيس هو الحفاظ على الموروث والتراث الشعبي والتعريف بالأماكن التاريخية في المنطقة للحفاظ عليها من الاندثار والنسيان؛ وتعريف الأطفال بما اندثر وانتهى استخدامه في حياتنا من آلات واجهزة كان يستخدمها الأجداد. وعرض الضامن للحضور صورا للوحاته الفنية ولوحات بض فناني المنطقة وصور لبعض نشاطاته، وذكر أثناء عرض صورة لأطفال وهم يلونون بعض الرسومات في أحدى قاعات التلوين بأحد المجمعات التجارية أن الأمهات كُنَّ مشغوفات بالتلوين أكثر من أبنائهن وطلبن بأن تقام لهن قاعات تلوين خاصة بهن. كما تم عرض فلم قصير من انتاج الفنان احمد الزوري، وكان موضوعه “الصندوق الأسود ” المعرض الشخصي للفنان الضامن.
بعد ذلك أعطي الحضور مجالاً للمداخلات والأسئلة، وتساءل احد الحضور عن عدم وجود جمعية أو نقابة تجمع الفنانين، وأجاب عليه الضامن بأنه توجد بعضها، وأنه شخصياً كانت له مبادرة لطلب فتح فرع لجمعية الثقافة والفنون في القطيف نظرا لكثرة الفنانين في القطيف ولكن هذه المبادرة لم تر النور لحد الآن. وفي رده عن امكانية إنشاء مركز ثقافي في جزيرة تاروت باعتبارها تضم الكثير من التراث، أجاب الضامن بأنه يعتبر القطيف الأم هي المركز وأنه ينبغي ان نحتضن الانشطة الفنية والتراثية وندعمها بصورة تكاملية في اي مكان كانت. وردا على احدى الماحلات حول النشاط الفني لبعض التشكيليين قال الضامن أن هناك من الفنانين من يمتلك طاقة كبيرة جداً تلاحظها في بعض تجاربهم المتقاربة من الناحية الزمنية والمختلفة تماماً من ناحية الفكرة والأداء.
وأشار الضامن انه ومجموعة من الفنانين يبدون استعدادهم للتعاون مع المجلس البلدي في وضع تصاميم ومجسمات جمالية في مختلف مناطق المحافظة، كما بدأت التجربة في الاحساء مشيرا الى ان جهات عديدة يمكنها ان تتعاون في هذاالمجال من اجل تجميل المحافظة والارتقاء بالجانب الجمالي والفني فيها. وفي ختام الندوة شكر مديرها الفنان عبد العظيم الضامن على استجابته للدعوة وتقديم المحاضرة، كما شكره على الجهود التي يبذلها في خدمة المجتمع وبالأخص الأطفال من خلال سلسلته ” لون معنا”، كما شكر الحاضرين على الحضور والتفاعل مع الندوة.