تكريم الاستاذ ذاكر الحبيل

3٬334

ياتي تكريم المثقف الاستاذ ذاكر الحبيل في منتدى الثلاثاء، بمنزل الاستاذ جعفر الشايب، في يوم الثلاثاء الماضي 18/3/2008م، كمؤشر يمكن تناوله من عدة زوايا، فمع استحقاق الاستاذ الحبيل لتكريم يليق به عطفا على الانشطة والبرامج التي شغلها ويشغلها، كما ذكرها الاستاذ جعفر الشايب في بداية الحفل، واكد العديد من الحاضرين على ذلك من خلال مداخلاتهم، الا انني اريد ان اتناول الحدث من جانب اخر. فالحدث بحد ذاته ايجابيا، الا اننا قد نستطيع ان تستشف منه امورا ايجابية اخرى. ومن تلك الامور: • اولا: اشير الى قدرة شاب في مقتبل العمر ان يكون رقما مؤثرا وفاعلا في العديد من المناشط الثقافية، بل ومؤسسا لانشطة اخرى مختلفة، او مشاركا في التأسيس، وهذا يبشر بخير كبير لهذا المجتمع، فلم يعد التاثير في المجتمع منوطا بطبقة او فئة معينة من ابنائه، او عائلة محددة من العوائل، وهذا يحعل الباب مشرعا لمن تردد او يتردد في المشاركة والابداع لوطنه ومجتمعه دون حواجز نفسية مصطنعة. واني ان ارى ان هذا الجيل بدأ يسحب اليساط شيئا فشيئا، من الانماط التقليدية الممسكة بزمام الامور، في مختلف جوانب الحياة. • ثانيا: ان اراء الاستاذ الحبيل كانت تشتمل على مواقف جريئة، وقد وصفه احد الحضور بالمتمرد، الا ان ذلك لم يؤد الى قطيعته عن وسطه المتدين، بل ربما ساهم في تواصله واقترابه من مختلف التيارات، وقد اتضح ذلك من خلال التنوع الفكري للحاضرين، وهذه معادلة لم يستطع استيعابها بعض المتدينين، او المحسوبين على الدين، فقد ظلت قاعدتهم الازلية – ان لم تكن معي مائة بالمائة فانت ضدي مائة بالمائة – حتى مع من بفترض ان يكونوا قريبين منه من المتدينين، ناهيك عن التيارات الاخرى من ابناء المجتمع. • ثالثا: وكما اشار الاستاذ المحفوظ في مداخلته المهمة , ان الاستاذ الحبيل قدم لنا نموذجا لشخصية مؤثرة لم تمنعها الوظيفة من ان تكون فاعلة وذات شأن، وهذه في الحقيقة قضية مهمة جدا، فقد كان مشجب العمل والوظيفة من ايرز العقبات التي يذكرها الكثيرون، كمبرر لقلة الادوار وضعف الفاعلية نحو المجتمع، الا ان تجربة الاستاذ الحبيل، تمثل افضل رد على تلك المقولات، ونعتبر حافزا ونموذجا يحتذى به للاجيال القادمة. • رابعا: ان مشاركات الاستاذ ذاكر لم تكن في مجملها مشاركات تقليدية متعددة، بل تعدى ذلك الى مشاركات فريدة من نوعها، فقد شارك في تأسيس اول منتدى ثقافي في المنطقة «منتدى الثلاثاء» واصبح مدربا في مجال حقوق الانسان، واسس مجلة الكترونية، تلك امور تعتبر في مجملها، سبق بها غيره من ابناء المجتمع، وهنا يبرز الابداع وتظهر الريادة، فتعدد الانشطة لا شك انه امر جيد ومطلوب، الا ان الابداع وتقديم الجديد، هو بالطبع امر افضل واهم. • خامسا: كنا لفترة نقتصر في تكريمنا للافراد بعد وفاتهم، في ذلك الوقت فقط كنا نتذكرهم، الا ان الامور اختلفت في السنوات الاخيرة واصبحنا نرى تكريما لكفآت وقدرات وهي على قيد الحياة، وها نحن نشهد اليوم تكريما لما نتعتبره شابا في مقتبل العمر، وهذا يعكس تطورا في المحتمع وفي الفئات الفاعلة فيه، ونعني هنا منتدى الثلاثاء الذي يسجل في هذه الحالة سابقة نادرة، او قل مثيلها، لتشكل هذه المبادرة حضورا واعيا لفئة من ابناء المجتمع.

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد