منتدى الثلاثاء يقرأ مهرجان الدوخلة أنموذجا لإحياء التراث

3٬780

احتفاء بالنجاح الذي حققه مهرجان الدوخلة التراثي في بلدة سنابس بجزيرة تاروت للموسم الرابع على التوالي استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلاثاء 18/12/1429هـ الموافق 16/12/2008م اثنين من القائمين على المهرجان في ندوة اكتظت بالحضور من مختلف الفئات والمناطق، وهما رئيس لجنة التنمية الأهلية في سنابس الأستاذ علي عيسى آل حسن، ورئيس اللجنة المنظمة للمهرجان الأستاذ حسن حبيب آل طلاق، كما استضاف المدير التنفيذي لجهاز التنمية والآثار في الأحساء الأستاذ علي آل حاجي متحدثا عن دور السياحة في المملكة كونه المتابع لحركتها على صعيد محافظة الأحساء؛ فيما أدار الندوة الأستاذ جعفر العيد الذي رحب بضيوف الندوة وعرف بهم بإيجاز.

بدأ الأستاذ علي آل حاجي بالحديث عن دور الهيئة العامة للسياحة والآثار في صناعة السياحة في المملكة، وأثر ذلك في تفعيل جانب مهم من جوانب الثقافة الداعمة للفعاليات السياحية باعتبارها صناعة لها عوائدها المادية والمعنوية على الوطن. وقد أشار لأهم تلك العوائد في عرض مرئي مختصر تطرق فيه لتقسيم الفعاليات السياحية وممثلا لكل منها من واقع المملكة.
وانتقل الضيف لتسليط الضوء على مهرجان هجر السياحي الذي تعد له مجموعة من لجان التنمية في محافظة الأحساء، ويُتوقع افتتاحه عام 1430هـ بهدف زيادة الجذب السياحي للمحافظة، وتنمية ثقافة التراث فيها، وتحقيق الفائدة الاقتصادية الداعمة، وذلك من خلال تفعيل مشاركة المجتمع المحلي.

وقد استعرض أهم الفعاليات التي يسعى البرنامج لتنفيذها، وتتضمن عروضا في الفنون الشعبية والتراثية والمسرحية، وإحياء الأمسيات الأدبية والثقافية، فضلا عن المعارض الفنية والرحلات السياحية، ثم عرج لاستعراض الهيكل التنظيمي للمهرجان، والتكاليف المتوقعة لتنفيذه، والبالغة 1,000,000 ريال كحد أدنى.

بعد ذلك تحدث رئيس لجنة التنمية في سنابس الأستاذ علي عيسى آل حسن عن لجان التنمية ودورها في المجتمع؛ فأشار إلى القرب النفسي الذي تخلقه طبيعة عمل اللجان مع الناس انطلاقا من واقع عملها الذي يركز على معالجة أساسات المشاكل الاجتماعية بعيدا عن تقديم الحلول الآنية، كمساعدة العاطلين عن العمل في إيجاد فرص وظيفية لهم دون إعانتهم ماديا، الأمر الذي فعل نشاط خمسا وستين أسرة منتجة في مهرجان هذا العام.

ثم أشاد آل حسن بجميع العاملين في لجان التنمية على ما قدموا من عمل جبار أسهم في منع الحوادث بمختلف أشكالها في الأعوام الأربعة الماضية رغم ضخامة المشروع والازدياد المضطرد في أعداد زواره؛ ليتيح المجال بعد ذلك لرئيس اللجنة المنظمة الأستاذ حسن حبيب آل طلاق ليتحدث عن تاريخ مهرجان الدوخلة من حيث الفكرة وتداعيات تنفيذها.

وقد أشار الأستاذ حسن لتواضع فكرة المهرجان في بدايتها واستهدافها بضع مئات من الزائرين، ثم مفاجأة التفاعل الجماهيريالتي أثقلت حمل المسؤولية وعززت الرغبة في تطوير الفكرة وبلورة أهدافها ورسالتها، ثم العمل على وضع خطة تحقق أهم المرئيات التي يتطلع لها القائمون على هذا المهرجان، وهي جعله أحد أهم البرامج التراثية والسياحية في المنطقة خاصة والمملكة عموما. وتحدث عن أهم أهداف المهرجان، ويتمثل أهمها في الاحتفال بالعيد جماعيا، ثم إحياء الموروث التراثي والشعبي، وتنويع المنافذ الترفيهية لأبناء المنطقة في ظل تركزها في الخبر والدمام، كذلك اكتشاف المهارات الفردية وتطويرها، وإبراز المواهب في مختلف المجالات، ثم تشجيع الإنتاج المحلي للمنطقة، وتحفيز الشباب للعمل التطوعي؛ مشيرا إلى 600 متطوع بذلوا أقصى جهودهم في إنجاح المهرجان.

وعن الأرقام الموضحة لميزانية المهرجان وعدد زواره والتي تضاعفت بشكل خيالي خلال المواسم الأربعة الماضية، ذكر آل طلاق عدم مجاوزة 6700 ريال كميزانية للعام الأول، و1000 زائر، لترتفع الميزانية في العام الثاني إلى 120,000 ريال، ويصل عدد الزوار إلى 10,000 زائر، ثم بلغت ميزانية العام الثالث إلى 650,000 ريال، و30,000 زائر، لتقفز ميزانية هذا العام إلى 1,400,000ريال مع 80,000 زائر.

وقد أكد أن الجهود الجبارة التي قدمها كل من ساهم في تنفيذ هذا المهرجان لهذا العام والأعوام الماضية والصدى الذي حققه المهرجان شجع دعم بعض الجهات الرسمية له، مؤكدا على أهمية المحافظة على هذه الثقة التي اكتسبها هذا المشروع الواعد بمشارك جميع أبناء المنطقة والمهتمين.

مشاركة المرأة في المهرجان كانت ملفتة لهذا العام، وقد قرأ مدير الندوة ورقة باسم اللجنة النسائية كتبتها كادر اللجنة الإعلامية في المهرجان الأستاذة فاطمة المتوزي؛ تضمنت شكرا للقائمين على المهرجان الذي فتح للمرأة منافذ واسعة أطلت منها على المجتمع، ووسع مدى المشاركة الجماعية الكفيلة بخلق التوازن المطلوب بين فئات المجتمع.

وتحدث مسؤول القسم الفني في المهرجان الأستاذ عبد العظيم الضامن عن المشاركة الفنية في المهرجان مشيرا إلى خطة المهرجان في استضافة فنانين من خارج المنطقة لاعتبارات كثيرة أهمها إذابة الفوارق وتوسعة مجال التبادل الثقافي الخلاق، مشيرا إلى انبثاق مشروع أطول لوحة في العالم تحت عنوان (السلام) تحت سقف المهرجان، كما أشار إلى فكرة النحت على الرمال التي بُدئت في العام السابق وتم تعزيزها هذا العام، وكشفت عن وجود مبدعين قدمت لهم الدعوى للمشاركة في أحد مهرجانات الرياض للفترة القادمة.

وتنقل الضامن بين فعاليات القسم الفني متحدثا عن أبرز أثارها التي اتضحت في المرسم الحر؛ مشيرا لمفاجأة عدد من الأطفال الموهوبين له رغم تناولهم الألوان للمرة الأولى. وكان الضامن قد نظم معرضا في موقع المنتدى ملفتا الانتباه إلى كونه نواة لمعرض معرّف بالمهرجان سيطوف به العديد من مناطق المملكة. هذا وعرض المنتدى أنشودة الدوخلة التي صدح بها موقع المهرجان بصوت المنشد صالح المؤمن قبيل فتح باب المداخلات، ويمكن الاستماع لها على الرابط التالي: http://www.mediafire.com/download.php?nlnzm0rjvty

تنوع الحضور الكثيف أفرز تنوعا وشمولية في المداخلات تناولت تفاصيل مختلفة حول المساهمة التي قدمتها الهيئة العليا للسياحة، وعدم إزالة القرية التراثية من الموقع حتى بعد انتهاء المهرجان، وقد أشار الأستاذ حسن آل طلاق إلى خطة تسجيل فيديو كليب في موقع القرية التراثية؛ الأمر الذي أجل إزالتها، وأشاد بالدعم المعنوي للهيئة العامة للسياحة بالمهرجان وعملها على إعلان هيئة رسمية من الدولة لدعم المهرجان ماديا، مفصحا عن بعض وعود الهيئة التي يتمنى عليها تحقيقها ومنها تخصيص موقع دائم له، وقد وضح الأستاذ جعفر الشايب ما يقوم به المجلس البلدي في سبيل تحقيق ذلك.

الأستاذ سعيد الخباز أشاد بنجاح المهرجان معاتبا القطاع الخاص الذي يرى أنه خذل المهرجان محملا نفسه جزء من هذا العتب، ومؤكدا أن التعاون بين مطلوب بين الجميع للارتقاء بالوطن الذي هو ملك للجميع. ودعا الأستاذ عبد الرسول الغريافي إلى إحياء العمل الحرفي بتخصيص موقع له، ثم بتنظيم دورات تأهيلية فيه للراغبين من الشباب. كذلك دعا الأستاذ شاكر آل نوح لإيجاد معايير علمية لقياس نجاح المهرجان لضمان تطويره.

واستعرض الأستاذ علي آل حاجي بعض ملاحظاته التي وقف عليها في زيارته للمهرجان في عرض مرئي مبديا مرئياته وتصوراته عليها، وكانت موقع اهتمام من قبل ممثلي المهرجان. كذلك لاقت المقترحات التي قدمها بقية الحضور قبولا وتشجيعا، يذكر منها إيجاد مساحة للألعاب الشعبية، عمل لقاءات عامة مع بعض كبار السن، إيجاد خيمة للأنشطة الرجالية موازية لخيمة النساء، عمل نشرات تفصيلية لأركان المهرجان، عمل كتيب للمهرجان يحتوي على قسم إعلاني للجهات الداعمة تشجيعا لعملية الدعم المادي.

وقدم أحد الحضور بعض الملاحظات مؤملا من إدارة المهرجان الانتباه لها ومعالجتها في العام القادم؛ كالاختلاط المزعج بين العوائل والشباب، وتكرار بعض البرامج، ثم التجول العشوائي في ساحة المهرجان، والذي تسبب في إغفال بعض الفعاليات، وأخيرا، عدم وجود لوحات إرشادية وتعريفية بالأركان والقرية التراثية. وكان الأستاذ جعفر الشايب قد ألقى كلمة شكر لجميع من ساهم في إنجاح مهرجان الدوخلة مؤكدا على الأثر الذي خلقه المهرجان من تلاحم فكري وروحي استطاع الجميع به تذليل العقبات والصعوبات التي واجهها المشروع بطبيعة الحال، الأمر الذي أنتج عملا رائعا شهد له كل من وفق لزيارة المهرجان.

يذكر أن إذاعة BBC العربية قد أذاعت تقريرا عن مهرجان الدوخلة، الأمر الذي طبع تصورا لدى كثير من أبناء القطيف أن المهرجان قد تجاوز حدود المكان في طريقه للعالمية.

 

لمشاهدة الصور إضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد