جدل حول الدور النهضوي لمنتديات الإنترنت في ندوة بالقطيف

اختلف مشاركون في ندوة أقامها منتدى الثلاثاء بالقطيف مساء الثلاثاء المنصرم حول الدور الذي تقوم به مواقع الإنترنت المحلية في خدمة المجتمع وما يواجه المواقع من تحدّيات، ففي حين أكّد المشاركون الأساسيون على دورها الإيجابي رغم ما تواجهه من صعوبات مالية وعوائق اجتماعية, رأى عدد من الحضور أن دور المنتديات اقتصر على عكس صورة المجتمع بإيجابياته وسلبياته دون أن يسهم في تطويره.
وابتدأت الندوة بورقة قدمها يوسف السيهاتي مدير منتدى الساحل الشرقي أكّد فيها على أن المنتديات قامت بالدور الحقيقي للسلطة الرابعة في حين كان الإعلام المقروء والمرئي مقيداً بسلطة من خارجه وقال “بإمكان جماعة صغيرة أن تقوم بدور وزارة إعلام كاملة لما تتوفر عليه من إمكانيات وحرية، ثم أخذ في تفصيل أنواع المواقع الإلكترونية أنواعها، الشخصية والعامة والحوارية والإخبارية موضحاً مميزات كل منها.
واستعرض السيهاتي بعض الأمور التي قد تؤخذ على المواقع المحلية متبعاً ذلك بالرد عليها وذكر في هذا الصدد: هيمنة الجوانب الشخصية وطغيان الصراعات الفئوية على الجوانب الحوارية والاختفاء خلف الأسماء المستعارة للدخول في مهاترات لا طائل من ورائها علماً بأن المجتمع مرتبط مع المنتديات بشروط وقوانين تنظم هذه الأمور إلا أن هذه القوانين غالباً ما يساء استخدامها كالاسم المستعار الذي وجد ليناسب طبيعة المجتمع المحافظ و ليحمي الأعضاء من ضغوطات المجتمع.
وقدّم نضال المسيري، الضيف الثاني في الندوة، ورقة شرح فيها أهم المراحل والصعوبات التي مرّ بها موقع (بوابة تاروت ) الذي يشرف عليه منذ إنشائه عام 1998 حيث تم إنجاز الموقع قبل إطلاق الإنترنت في المملكة، واستعرض التغيرات التي حدثت في الموقع عاماً بعد عام إلى أن وصل إلى المرحلة الحالية التي وصفها بالأحدث من حيث البرامج وإدارة المحتوى وتوفر أكبر معلومات تاريخية وتراثية عن جزيرة تاروت مزودة بالصور والمعلومات عن أعلام الجزيرة.
وتناول المسيري الصعوبات والمعوقات التي عاناها موقعه وعلى رأسها تواضع الإعلانات التي تشكل مصدراً مهماً لتمويل الموقع مما حدا بالموقع إلى إطلاق مشروع (تاروت تك) الذي يختص بتقديم خدمات الدعم والتصميم للمواقع الأخرى وتحدّث عن حاجة الموقع إلى الدعم المعنوي من المثقفين ليتمكن من الصمود في صراعه من أجل البقاء.
وجاء ضمن المداخلات ما قاله الدكتور محمد مهدي الخنيزي عضو المجلس التنفيذي لهيئة حقوق الإنسان إن السبب في قلة الإقبال على بعض المنتديات هو التركيز على القضايا الطائفية والمحلية داعياً إلى التوسع في الاهتمامات الوطنية لافتاً إلى أن المنتديات بحاجة إلى أفكار ذكية ضارباً المثل بموقع (يوتيوب) واختتم بالقول بأنه لا يشجع المنتديات العائلية لأنها قد تسبب التحزبات. وقال محمد الشافعي إن تجربة المنتديات يجب ألا تتناول من جهة النجاح والفشل لأنها لا تزال في بدايتها ويجب أن تقيّم على نطاق زمني أوسع لكنها يجب أن تقيّم من جهة مساهمتها في رفع المستوى الثقافي أو عدمه مضيفاً بأنها لم تقم سوى بعكس مستوى المجتمع الثقافي مرجعاً السبب في ذلك إلى غياب ما أسماه (الوسائط الثقافية) التي تتوسط بين النخبة المثقفة وبين أبناء المجتمع لرفع مستواهم.