العمل الفني وقضايا المجتمع.. تكريم فريق فيلم بقايا طعام
بلفتة اجتماعية، احتفى منتدى الثلاثاء بفريق (القطيف فريندز) مساء الثلاثاء8 أبريل 2008م، الموافق 2/ ربيع الأخر/ 1429هـ في أمسية اكتظت بالحضور، وذلك إثر فوز عملهم الأخير (بقايا طعام) الذي فاز بالجائزة في مهرجان الإمارات للأفلام القصيرة.
وقد أدار الأستاذ عبد الباري الدخيل الأمسية التي افتتحت بعرض لمقاطع من فلم رب ارجعون، أعقبها حوار طرحتش فيه أسئلة حول بداية عمل الفريق على كل من المشرف العام على المجموعة، فاضل الشعلة، والمخرج بشير المحيشي والممثل أحمد الجارودي حيث تحدث الأخير أولا عن ولادة فكرة إنشاء الفريق بنشوء علاقة صداقة بينه والأستاذ بشير المحيشي خلال فترة دراستهما في الرياض، وتوافق طموحهما في إنتاج الأفلام التي يهويان مشاهدتها تأثرا بمشاهدة الأعمال السينمائية العالمية، فأنتجا فيلما مدته خمس دقائق؛ ليتطور بهما العمل بعد ذلك لإنتاج فيلم (اليوم المشؤوم) عام 1424هـ، حيث حقق نسبة بيع جيدة لم يكن قد خطط لها لضعف الإمكانيات التي أخرج بها، الأمر الذي حفزهم لإنتاج الجزء الثاني باهتمام أكبر بالأمور التقنية كالصوت والإضاءة.
وذكر الجارودي أن الهدفية من العمل باتت شاغلا لفريق ناشئ كانت التسلية وتوظيف إمكانياته الفنية محفزان له في السابق، فاستعان على ذلك بالسيد فاضل الشعلة في التحضير لفيلم يحمل رسالة، فكان فيلم (رب ارجعون) ترجمة قرأتها مختلف فئات المجتمع القطيفي.
وعن هذا العمل، عرض الفريق تقريرا تضمن متابعات عرضه في مختلف مناطق القطيف وآراء المشاهدين التي سجلت عليه، ثم بدأ الحضور بطرح آرائهم وأسئلتهم حول بعض الأمور الفنية، كمنطلقات اختيار الممثل المناسب للدور المناسب وعن تقنيات العمل المعتمدة من قبل المخرج وبعض الأمور الرسمية، وقد أشار الأستاذ بشير المحيشي لما تفرضه محدودية الممثلين على المخرج من ظروف قد لا تكون من صالح العمل، كما أن تذبذب قدرة الممثل على تقمص الدور المطلوب منه لقلة التجربة والممارسة من شأنه التأثير على النتيجة النهائية للعمل، بيد أن ذلك لم يؤثر على الأدوار الرئيسية في عمل (رب ارجعون) لتمكن البطل (حسن) من دوره فيه، الأمر الذي تجاوز به الصعوبات التي خلقتها طبيعة الدور كالنوم على دكة المغتسل والاستسلام لمغسل موتى حقيقي مارس معه طقوسه المعتادة في تغسيل الموتى.
بعد ذلك، تحدث المحيشي عن القانون المسكوت عنه من قبل وزارة الإعلام على الأفلام القصيرة وإمكانية مشاركتها في المهرجانات الخارجية مشيرا لتجاوز (رب ارجعون) لحدوده المحلية حيث تمت ترجمته للغة الفارسية، ودبلجته للغة الآذرية محققا بذلك انتشارا طيبا، فتمت مشاهدته من قبل سبعمائة ألف مشاهد في مائتي عرض خاص قبل بيعه على أقراص مدمجة، وكان قد حظي بقراءات انطباعية وأخرى تحليلية فنية في العديد من الصحف السعودية مثل الرياض واليوم والمدينة وعكاظ، وكذلك صحيفة الحياة والشرق الأوسط وبعض المجلات المحلية والخليجية.
“رب ارجعون عمل ظاهره العذاب وباطنه الرحمة، تشهد بذلك نهايته السعيدة رغم أن الحدث لم يتجاوز الحلم في كله، وبذلك أعطى الأمل لمن يحتاجه، ويبقى الفلم قصيرا لا يحتمل أن يحشى بمشاهد سريعة في خاتمته”؛ هكذا أجاب السيد فاضل الشعلة على تساؤل – صرح بكونه تلقاه من قبل مجموعة كبيرة ممن شاهد العمل- حول دوران نهاية العمل حول محور العبادة التي شغل بها البطل حياته في ظل غياب إعمار الأرض بالأعمال الاجتماعية، مشيرا لجزء ثان ٍ طويل يتم العمل على كتابة السيناريو الخاص به في هذه الفترة تحت عنوان (بين عالمين).
وعن مشاركة المرأة في أفلام (القطيف فريندز)، تحدث الشعلة عن عدم استشكال الفريق على مشاركتها ضمن الضوابط الشرعية، مشيرا لبداية حضورها في فيلم (شكوى الأرض) الذي أنتج بعد سنتين من عمر (رب ارجعون) وفيه شاركت المرأة في دور يتيم بصوت الممثلة (أمينة القفاص) من البحرين، تلتها ممثلة قطيفية – حضورا – في فلم بقايا طعام، وذكر أن فلم (بين عالمين) القادم سيفتح للمرأة مشاركة أوسع حيث سيتضمن العديد من الشخصيات النسائية.
وعن فلم (شكوى الأرض)، عرض تقرير استعرض مسيرة عروضات الفلم بدءا بمهرجان ترانيم للإبداع والإنشاد، ومهرجان الإمارات للأفلام القصيرة، فضلا عن مشاركته المستقبلية في مسابقة النادي الأدبي بالدمام وجمعية الثقافة والفنون، كما تم عرض تقرير قصير عن مشاريع قادمة للفريق، كفلم (حلم بريء) ومقاطع من فلم (بين عالمين).
بعد ذلك، وفي الجزء الثاني من الأمسية، عرض فلم بقايا طعام الذي استغرق عشر دقائق تطرق فيها لموضوع الفقر وأثره في قتل الأحلام الطفولية البريئة، ثم تحدث مخرجه الأستاذ موسى آل ثنيان عن تجربته في كتابته وإخراجه، ثم مشاركته به في مسابقة الأفلام القصيرة في الإمارات حيث فاز بالمركز الأول؛ كما أشار للفرصة التي التقى فيها بمخرجين عالميين قيموا له العمل وأثروه بملاحظاتهم التي سيسخرها في أعماله القادمة.
السيد حسين الشعلة، تحدث عن تجربته في هندسة العمل الصوتية التي عمل على تعزيزها بالدراسة في معهد ترانيم حتى استطاع الوصول لمرحلة التأليف الموسيقي، فكان (بقايا) طعام التجربة الأولى الحقيقية له بعد بساطة محاولته في فلم شكوى الأرض؛ وكان أول عمل للفريق تعتمد فيه موسيقى خاصة به بعد اعتماده أصواتا موسيقية مقتبسة في أعمالهم السابقة.
بعد ذلك، ألقى الأستاذ ياسر الغريب ورقة نقدية تحدث فيها عن عدسة الواقعية التي أنتج بها العمل بإطار فلسفي واتجاه معرفي يتجرد فيه وعي الإنسان بذاته ليصبح بعدها قادرا على اكتشاف الآخرين، كما تحدث عن سمو فكرة العمل التي استطاعت أن توظف شخصيات محلية لا عهد لها بالفن مسبقا لتنجز عملا مقنعا بعفويته وبساطته، مؤكدا على أن (بقايا طعام) لم يكن عملا استثار العاطفة ودر الدموع بقدر ما فتح ملفات يشترك في معطياتها كافة أفراد المجتمع بمختلف شرائحهم وطبقاتهم.
الأستاذ زهير الصويمل شكر في مداخلته القائمين على إنتاج الأفلام في المنطقة وحثهم على المزيد من العطاء والاستفادة من التجارب العالمية الناضجة مشيرا لما خلقوه من تحفيز للمهتمين بهذا الفن لينافسوا على تقديم الأفضل.
أما الأستاذ ماهر الغانم فقد أشار إلى أهمية التكريم للفنانين والأعمال الإبداعية في المنطقة وتشجيعهم ماديا ومعنويا شاكرا أسرة منتدى الثلاثاء الثقافي للقيام بهذه الخطوة التي وصفها بالجبارة.
في ختام الأمسية، قدم المنتدى درعي تكريم لمجموعة (القطيف فريندز) وفريق فلم (بقايا طعام) راجيا لهم دوام التقدم والإبداع.
المحاضرة الكاملة: