فخرو لـ “الرياض”: تجربة الابتعاث السعودية ستسهم في تغيير نمط التعليم في المملكة
أكد الوزير الأسبق للتربية والتعليم في مملكة البحرين الدكتور علي فخرو أن تجربة الابتعاث التي شهدتها منطقة الخليج عموماً، والسعودية خصوصاً ستسهم في تطوير التعليم ونقله من مرحلته الحالية لمراحل أكثر تقدماً في المستقبل، وأضاف لـ “الرياض” “إن تجربة الابتعاث ضرورية لأنها توفر تجربة الاختلاط بالشعوب الأخرى، ما يعكس تطوراً ذهنيا لدى الطالب الذي سيعود لبلده ويعمل فيها”.
وزاد “شخصياً ذهبت للجامعات الغربية إبان تولي مهام وزارة التربية والتعليم وأعلم أن مجرد الاختلاط بثقافات أخرى تنتج طورا معرفيا”، مشيدا بتجربة المملكة التي سمحت لمئات الأشخاص بالتواصل مع المجتمعات الأخرى في بلدان غربية متقدمة.وفخرو الذي تناول “الإصلاح التعليمي.. ضرورته وآفاقه” في محاضرة أقيمت في منتدى الثلاثاء الثقافي في جزيرة تاروت (محافظة القطيف) تطرق لنقاط أساسية من الممكن أن تصلح التعليم حسب وجهة نظره.
وعن شخصية المعلم النموذجي قال: “إن المدخل الأساس لإصلاح وضع التعليم في الوطن العربي يكمن في المعلم، وليس في مناهج التعليم كما يركز الكثير من الباحثين”، مضيفاً ” عندما يغلق المعلم باب الفصل بإمكانه أن يصنع الحياة لطلابه، أو أن يلقنهم ثقافة الموت والانغلاق”. وزاد “حتى لو حصلنا على مناهج تحارب تلك الثقافات المتشددة، فإن المعلم إن كان غير مؤهل لن يحقق أي فائدة”، مشددا على أن تمهن مهنة المعلم كالطب، وقال: “لابد من وضع سنوات اختبار إن اجتازها المعلم يسمح له بالعمل كالطب والهندسة وغيرها”، ولم يقتصر حديث فخرو على ضرورة أن تفرغ المعلم ورفع أجره ومحاربة التعليم الخاص الذي جعل التعليم العام يتخلف عن الركب، بل أشار لغياب إستراتيجية التعليم في الوطن العربي، إذ يعاني من إشكالية تتعلق بعدم وجود فلسفة لبناء الفرد.
وأضاف “إن قضية التعليم تحتاج لنضال ليس في مجتمعاتنا العربية، بل على المستوى العالمي”، مشيراً لبكاء إحدى الطالبات اليابانيات التي سئمت من الدراسة المستمرة على مدى سبعة أيام في الأسبوع، وقال: “لا نريد تعليما ينشئ الإنسان على أساس أنه آله اقتصادية كما يعيش المجتمع الياباني، بل نريد أن نبني إنسانا يشعر بإنسانيته”، مشيرا إلى أن الدراسات أثبتت أن أصحاب الثقافة العامة أكثر قدرة على إدارة الشركات من خريجي الإدارة الذين يتثقفون في مجال عملهم فقط.
واختتم فخرو حديثه بتأييد الخطوات التعليمية التي جعلت معلما واحدا في السنوات الثلاث الأولى لطالب الابتدائية، إذ رأى أن ذلك يجعل الطفل يتعود على معلمه كما أن المعلم يفهم الطفل، ما يحقق نتائج إيجابية للطرفين.