ناقش المشاركون في ندوة “حقوق كبار السن بين الأنظمة والخدمات”، التي نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي مساء الثلاثاء 24 جمادى الثاني 1444هـ الموافق 17 يناير 2023م مختلف الجوانب المتعلقة بقضايا كبار السن في المملكة والتحديات التي يواجهونها في حياتهم المعيشية، مطالبين بتطوير التشريعات المتعلقة بهم وبتفعيل الأنظمة لتحسين الخدمات المقدمة لهم. جاء ذلك في الندوة التي تحدث فيها وكيل وزارة الشئون الاجتماعية السابق الأستاذ عبد العزيز الهدلق، وأدارها الأستاذ فوزي الدهان، وحضرها جمع من الشخصيات الاجتماعية والحقوقية.
بدأت فعاليات الندوة بكلمة ترحيبية من عضو المنتدى الأستاذة هدى الناصر التي قدمت الفعاليات المصاحبة، حيث تم عرض فيلم قصير حول فنون العمارة في القطيف، تلته كلمة للفنانة بيان المرهون تحدثت فيها عن مسيرتها الفنية وتجربتها في مزج المفردات والمقاطع الشعرية بالفن الحديث لإبراز مرتكزاتها الأساسية. وقدم بعدها فريق “واكب عصرك” عرضا لمبادرتهم التي تعنى بتثقيف وتوعية كبار السن حول استخدم التقنية والاستفادة من مختلف التطبيقات الخدمية، كما تناول الكاتب علي الصباخ في كلمته تعريفا بتجربته في الكتابة وعرضا لإصداره “يوم في الوزارة” الذي وقع عليه في ختام الندوة.
وفي بداية المحاضرة قدم مدير الندوة الأستاذ فوزي الدهان تعريفا مختصرا حول حقوق كبار السن وأبرز التطورات التشريعية والخدمية في هذا المجال، وعرف بضيف الندوة الأستاذ عبد العزيز الهدلق الحاصل على ماجستير تنمية المجتمع من جامعة ميزوري بالولايات المتحدة الأمريكية، وتقلد عدة مناصب قيادية بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية منذ عام ١٩٨٣م، اخرها وكيل الوزارة للتنمية الاجتماعية، عين عضوا بمجلس الشورى في المملكة العربية السعودية، ومثل المملكة في العديد من المجالس والمؤتمرات واللقاءات الدولية والعربية والخليجية، كما أنه عضو لجنة كبار السن في مجلس شؤون الأسرة، ومجلس إدارة برنامج الأمان الأسر، ومجلس ادارة الجمعية السعودية للزهايمر، ونائب رئيس مجلس ادارة الجمعية السعودية لمساندة كبار السن “وقار” سابقاً.
استهل الأستاذ الهدلق حديثه بالتأكيد على أن هناك تطور ملحوظ في مجال حقوق كبار السن في المملكة مقارنة مع الدول الأخرى، حيث ألقى الضوء على تطور الأنظمة والخدمات المقدمة، مستعرضا أبرز ما ورد في نظام حقوق كبير السن الذي أقر مؤخرا. وأضاف أن النظام الجديد ينص على منح كبير السن امتيازات خاصة ويحفظ حقوقه الاجتماعية والمالية والقانونية، وكذلك ينص على عقوبات صارمة بغرامات مالية أو السجن تجاه من يسيئ لكبير السن ويستغل أمواله سواء كان من الأفراد أو الجهات الاعتبارية. وأوضح أن فئة كبار السن في المملكة تلقى اهتماما بالغا في المجتمع السعودي، بسبب ما يمتلكه من قيم وعادات وتقاليد تجعل من كبار السن في موقع التقدير والاهتمام والرعاية، موضحا أن المملكة تعد من إحدى الدول التي تسجل نسبة منخفضة لفئة كبار السن حيث تبلغ نسبة المسنين ذوي 65 عاما وأكثر 2.4% من إجمالي عدد السكان وذلك في عام 2019م.
واستعرض في حديثه اهم نتائج الدراسة الاستطلاعية المعنونة “واقع الرعاية المقدمة لكبار السن” والتي أصدرتها جمعية وقار عام 2017م ومن بينها وجود تشريعات وقوانين تقدم لكبار السن الحماية الصحية، والنفسية والاجتماعية، والاقتصادية.، وأن هناك قلة في الإحصاءات والبيانات الحديثة التي تحدد نسب كبار السن المقيمين في المؤسسات الإيوائية، مقارنة بكبار السن المقيمين في المنازل، كما أن هناك في التوعية بأهمية الرعاية الوقائية والعلاجية لكبار السن. وأشار المحاضر إلى بعض الدروس المستفادة من الدراسة ومن بينها: فتح الباب أمام المبادرات والبرامج الهادفة لتحسين أوضاع كبار السن، والعمل على سد الاحتياجات الصحية والاجتماعية لهم، ورفع مستوى الدعم النفسي لهم، و دعوة الجهات ذات الاختصاص إلى وضع دليل تفصيلي بالمؤسسات المختصة لتقديم الخدمات لهم، وعقد الندوات والمؤتمرات حول موضوع كبار السن، والاستفادة من التجارب الدولية في هذا المجال؛ للوصول إل استراتيجية مستقبلية لتطوير أو ضاع كبار السن ومتابعة تنفيذها، وكذلك بناء قاعدة بيانات لكبار السن لتحديد مشاكلهم واحتياجاتهم.
وبين الأستاذ الهدلق أبرز معالم التطور في مجال التشريعات القانونية المتعلقة لكبار السن في المملكة بالقول أن مجلس الوزراء وافق على نظام حقوق كبير السن ورعايته، وهو بالتالي يسهم في رفع جودة حياتهم، موضحا أن النظام الجديد ينص على منح كبير السن امتيازات خاصة لحفظ حقوقه الاجتماعية والمالية والقانونية. وأشار إلى أن النظام ينص أيضا على اتخاذ عقوبات صارمة بغرامات مالية أو السجن تجاه من يسيئ لكبار السن من الأفراد أو الجهات الاعتبارية، مضيفا أن النظام يهدف إلى ضمان إجراء الدراسات والبحوث وتوفير البيانات اللازمة لتطوير الخدمات الخاصة بكبار السن، ودعم الأنشطة التطوعية، وتأهيل المرافق العامة والتجارية والأحياء السكنية والبيئة المحيطة والمساجد لتكون مناسبة لكبار السن.
وعرج الأستاذ الهدلق في حديثه على أبرز التحديات التي تواجه كبار السن، ومن بينها محدودية الاستفادة من خبرات ومهارات كبار السن، وعدم تضمين الرؤية برنامجا أو مبادرة خاصة بكبار السن، وتدني نسبة المشاركة المجتمعية لكبار السن واتساع الفجوة بين الأجيال، ومحدودية البرامج التدريبية المتعلقة باستخدام التقنية لتيسير حياة كبار السن، وكذلك ضعف خدمات الرعاية المنزلية لكبار السن، وعدم وجود مبادرات مطروحة في برنامج جودة الحياة لرعاية كبار السن.
وأنهى محاضرته بالتأكيد على أهمية دور المجتمع في رعاية فئة كبار السن من خلال عرض تجربة جمعية وقار المختصة بكبار السن. وختم حديثه بالتعريف بتجربة الجمعية السعودية لمساندة كبار السن “وقار” ومبررات تأسيسها وأهدافها وانجازاتها البحثية والخدمية منذ تأسيسها، مستعرضا أبرز التوصيات التي تم تقديمها في مؤتمر وقار لمساندة كبار السن الذي نزته الجمعية تحت عنوان (أفضل الممارسات لمساندة كبار السن) في عام 2019م.
بدأت مداخلات الحضور بطرح الدكتور عبد العزيز الحميدي لفكرة تأهيل طلبة الطب الجامعيين من خلال التركيز على التدريب السليم في مجال الخدمة الاجتماعية بما يحقق الأهداف الحقيقية لدراستهم، مؤكدا على ضرورة تهيئة أماكن مناسبة لإقامة كبار السن وإعادة تأهيل المكان الذي يعيش فيه كبير السن بالقرب من أسرته. وتساءل الأستاذ علوي الخباز عن سبل فتح فروع لجمعية وقار في مختلف مناطق المملكة من أجل تبادل التجارب والاستفادة من الخبرات المتوفرة لديها، مشيرا إلى أن من المشاكل التي يواجهها كبار السن صعوبة الحصول على قروض بنكية أو تأمين صحي مناسب، كما طرح الأستاذ سعيد الخباز عن أنشطة جمعية وقار الأخيرة، وحول رؤيتها وطريقة صياغتها بما تحقق التطلعات المستقبلية.
وطالب الأستاذ عبد الرسول الغريافي في مداخلته بالحاجة لإيجاد قواعد معلومات من خبرات كبار السن من اجل الاستفادة منها ورعاية تجاربهم، وطرحت الدكتورة نزيهة المزين المعانة الجسدية والصحية لكبار السن كالاجتهاد الجسدي وضرورة التنبه لمعالجتها، مشيرة إلى توفر عيادة المسنين التي برزت مؤخرا في المراكز الصحية. وتحدث الأستاذ مبارك الميلاد عن أشكال عديدة من أوجه التقصير في التوعية بحقوق كبار السن بحيث أنهم لا يتمكنون من الحصول عليها بشكل مناسب. وأكد الأستاذ محمد السنان على محدودية حقوق كبار السن فهم يحتاجون الرعاية الصحية وتحسين أوضاعهم المعيشية.
وتساءلت الطالبة ماريا المؤمن أيضا عن سبل التواصل والتعاون مع جمعية وقار، كما طرح الشيخ حسين القريش موضوع التعاون بين جمعية وقار ورجال الدين ودورهم في المشاركة في دفع أبناء المجتمع لمساندة كبار السن، وطالب الأستاذ خالد الخالدي تعديل مفردة كبار السن لمفردة أخرى.
لمشاهدة المحاضرة كاملة على اليوتيوب:
كلمة الفنانة بيان المرهون:
كلمة الكاتب الأستاذ علي الصباخ:
كلمة أعضاء مبادرة (واكب عصرك):