منتدى الثلاثاء يناقش تطورات الرياضة النسائية

638

مواكبة للتحولات الاجتماعية في المملكة في أبعادها المختلفة، وفي سعيه لرصد ومتابعة هذا البعد من التحولات في وضع المرأة السعودية خلال الفترة الراهنة نظم منتدى الثلاثاء الثقافي مساء الثلاثاء 12 جمادى ألأول 1444هـ الموافق 6 ديسمبر 2022م ندوة اجتماعية ترصد تحولات الرياضة النسائية في المملكة وآفاقها المستقبلية تحت عنوان “تحولات الرياضة النسائية في المملكة”. وشاركت في الندوة كل من المدربتين الرياضيتين الأستاذة مريم المعلم والأستاذة خديجة المؤمن، وأدارت الندوة عضو المنتدى الأستاذة جنان العبد الجبار، كما شارك رئيس نادي الصفا السابق الأستاذ سمير الناصر كضيف شرف في الندوة.

في بداية اللقاء رحبت عضو المنتدى الأستاذة هدى الناصر بالحضور، وقدمت الفعاليات المصاحبة التي كان أولها عرض فيلم توعوي قصير حول التطوع بمناسبة اليوم العالمي للتطوع، تلى ذلك كلمة للفنانة التشكيلية لطفية الجديبي تناولت فيها عرضا لمسيرتها الفنية والمراحل التي مرت بها، وحديثا عن أعمالها الفنية التي كانت معروضة في المعرض الذي أقامته في المنتدى. وبعد ذلك تحدثت كل من الطالبتين الجامعيتين شهد آل هاني وفاطمة آل زاهر عن تجربتهما العلمية ومشاركاتهما في ملتقيات علمية داخل المملكة وفي كوريا لعرض اختراعاتهما وفوزهما بجوائز متقدمة في هذه المسابقات. وتحدثت أخير الأستاذة علا حماد عن تجربتها الكتابية ومسيرتها التي ركزت فيها على كتابة قصص للأطفال، مستعرضة قصتين هما “اصنع قمرا” و “الروكا” ووقعت عليهما في نهاية الندوة.

وقدمت عضو المنتدى الأستاذة جنان العبد الجبار موضوع الندوة بالحديث حول تطور الرياضة النسائية في المملكة وخاصة في المرحلة الحالية، والتحديات التي تواجهها من الناحية الإدارية والاجتماعية، مؤكدة على أهمية رصد هذه التحولات المتسارعة في المجتمع السعودي ودراستها. وعرفت مديرة الندوة المتحدثة المدربة خديجة المؤمن لاعبة المنتخب السعودي لرفع الاثقال، والحاصلة على المركز الاول في بطولة البحرين في رفع الاثقال، والمركز الاول في رفع الاثقال عام ٢٠٢٠- ٢٠٢١، وعلى المركز الثاني في بطولة الكروس فت العالمية، والمركز الثاني في بطولة العرب لرفع الاثقال في اربيل العراق. كما عرفت المتحدثة المدربة مريم المعلم الحاصلة على ماجستير بإدارة الأعمال من جامعة هول البريطانية، وهي مدربة غوص معتمدة من منظمة بادي العالمية، ومدربة سباحة معتمدة من الاتحاد الرياضي، درست التكوندو والملاكمة والفنون القتالية المختلطة، كما درست أساسيات التسلق الجبلي والانزال، وهي مديرة سعودي هايكنج النسائي.

تحدثت الأستاذة خديجة المؤمن حول المصاعب التي كانت تواجه المرأة السعودية في مختلف المجالات ومن بينها الرياضة حيث ترى أنه كانت هناك معاناة امام المرأة في السابق لممارسة أي شكل من أشكال الرياضة، وقد بادرت على الرغم من تلك التحديات لفتح صالة للتدريب الرياضي للنساء مستوفية جميع الاشتراطات والمتطلبات، وكان همها تشجيع البنات لممارسة مختلف أنواع الرياضات ومن بينها رياضة جديدة “كروس بيك” وهي تجمع عدة رياضات، من ضمنها رفع الاثقال وتتطلب قوة جسدية وعصبية، وكذلك عملت على إعداد البنات للدخول في مسابقات رياضية.

وأضافت أن المجتمع كان قبوله ضعيفا جدا لممارسة المرأة للرياضة، ولكن الدعم الحكومي والبرامج العديدة المستجدة في هذا المجال غير من نظرة المجتمع للرياضة متزامنا مع الإنجازات التي حققتها المرأة في المسابقات الوطنية والدولية، حيث أدى ذلك إلى تغير موقف المجتمع من مشاركة المرأة في الرياضة. وأوضحت أن هناك رياضات متعددة ومتنوعة، ويمكن اختيار الرياضة المناسبة لكل شخص، مشيرة إلى أن اغلب الاندية في هذه الفترة تقبل تسجيل اللاعبات بصورة رسمية ومفتوحة، وأنها تطلب لاعبين ومدربين للقيام بالتدريب الرياضي، كما أن الفرص المتاحة في هذا المجال كبيرة. وأشارت إلى أن البنات بشكل عام لديهن مخاوف في البداية عند ممارسة الرياضة، وأن أبرز مسببات ذلك يعود للحذر من نظرة المجتمع لهن.

وتحدثت المدربة المؤمن حول رياضة رفع الأثقال معتبرة إياها رياضة شيقة ومناسبة، مشيرة إلى أنه يوجد في المنطقة الشرقية توجه للرياضة أكثر من بقية المناطق. وطرحت رأيها حول المشاركة في البطولات بأن ذلك يتطلب أمور عدة من أبرزها الطموح والشغف والاستمرارية، متمنية وجود كوادر تدريب سعودية للاحتراف ويمكن الاستفادة من الخبرات الأجنبية. وأكدت في حديثها أن تدريب الرجال او النساء خاضع للأنظمة والقوانين، وأن الاتحادات الرياضية تعمل على تنشيط مختلف الرياضات وتقوم الأكاديميات الرياضية بتدريب المدربين وهو أمر متاح للجميع. ونصحت في نهاية حديثها بضرورة المحافظة على الراحة النفسية للرياضيين المحترفين، والاهتمام بالنظام الغذائي ومواصلة ممارسة الرياضة باستمرار، مشيرة إلى أن الجيل القادم سيكون أكثر استعدادا وتهيئا للدخول في المسابقات الرياضية.

وبدأت المدربة مريم المعلم حديثها حول تاريخ الرياضات النسائية في المملكة منذ الستينات الميلادية حيث كانت تمارس بصورة فردية وأسرية محدودة، والاعلام هو من سلط الضوء وابرز بعض الرياضيات لاحقا مع أنهن لم يكن الأوائل. وانتقلت للحديث عن البدايات العامة للرياضة النسائية في المملكة بعد السماح للمرأة بالرياضة المدرسية، ثم فتح الاندية امام النساء، مشيرة إلى أنها بدأت تعليم الرياضة في المدارس، حيث طورت تجربتها واهتمت تحديدا بالرياضات المائية كالسباحة والغوص، وأصبحت من أوائل مدربات الغوص في المنطقة على الرغم من وجود اختلاط مع الرجال، وهو ما كان عائقا في البداية بسبب عدم الوعي وعدم التقبل.

وأوضحت أنها من خلال تجربتها في التدريب سواء في الرياضات المائية أو تسلق الجبال وجدت أن النساء قادرات على ممارسة مختلف الرياضات، مشيرة إلى أبرز التحديات تكمن في تحفظ المجتمع وعدم وعيه وقبوله بمشاركة المرأة في الرياضة، ولكن ذلك يتضاءل أمام دعم الأسرة والدولة لمشاركة النساء في الرياضة. وأضافت أن من متطلبات الاحتراف الرياضي هو التأهيل أولا ومواصلة التدريب، موضحة أن دور الاتحادات الرياضية هو خلق التنافس في مختلف المجالات الرياضية، أما الأكاديميات الرياضية فتهتم بالتدريب، وتقوم الاندية الرياضية باكتشاف المواهب وتبنيها.

وبينت المدربة مريم المعلم في حديثها، أن هناك تطورات كبيرة في مجال تقنين الرياضات وتحديد المسارات عبر أنظمة وقوانين مشددة، من بينها ضرورة تجديد تراخيص مدربي الغوص بصورة منتظمة والالتزام بالاشتراطات واللياقة المناسبة. وأشارت إلى أن بعض الرياضات قد تتطلب الاستعانة بخبرات خارجية، مؤكدة على أن توجه الدولة سَعوَدَة مختلف الرياضات. وختمت حديثها بنقل جانب آخر من تجربتها حول قيادة الدراجة النارية، حيث حصلت على رخصة القيادة من البحرين ثم تمكنت لاحقا من معادلة رخصتها في المملكة، ووجدت صعوبة كبيرة من المجتمع في عدم تقبل قيادة المرأة للدراجة النارية. وأكدت على ضرورة اشراك أفراد الأسرة في النشاط الرياضي كي يسهم ذلك في تسهيل المصاعب، مشيرة إلى أن هناك مجالات رياضية متعددة في المملكة في مجال التسلق والنزهات الجبلية في مختلف المناطق.

بدأت الأستاذة سجى ال ناصر بتأكيدها على أهمية ممارسة الرياضة للجنسية لكونها تخفف من الاضطرابات النفسية بنسبة ٥٠٪‏ عند ممارستها، وتساءل الأستاذ محمد السنان حول مدى نجاح وتقدم تجربة رياضة الدراجات النارية بالنسبة للمرأة في السعودية. كما طرح الأستاذ محمد المرزوق تساؤلات تتعلق بالمواقف الصعبة والحرجة اجتماعيا التي تمر على المرأة عند ممارستها للرياضة، وكذلك حول دور وأهمية البرنامج الغذائي للرياضيين.

وناقش الأستاذ علي الصادق مدى تعارض المسئولية الاجتماعية والاسرية للمرأة عند ممارستها للرياضة وخاصة عندما تكون مدربة متفرغة ومحترفة في المشاركة في المسابقات الرياضية، وطرح الأستاذ عبد المنعم العلي نقاشا حول سبل الوصول لمستوى الاحترافية وطرق التأهيل المناسبة وخاصة للمربين المسئولين عن حياة أشخاص آخرين. وعلق الأستاذ رسمي المؤمن حول ضعف جاهزية الأندية الرياضية لاستقبال النساء كلاعبات ومشاركات في الرياضة، وبينت الأستاذة كلثوم حنتو تجربتها في الملاكمة حيث كانت هناك معارضة عائلية في البداية، ولكنها ضعفت عندما حققت مراكز متقدمة على مستوى المملكة.

وتحدث في ختام اللقاء ضيف الشرف الاستاذ سمير ال ناصر الذي شكر المنتدى على جهوده المتواصلة، وطرح عدة مقترحات لتطوير الرياضة النسائية من بينها وضع خطة من قبل الاندية لاستيعاب الفئات النسوية، والعمل على اضافة الألعاب غير المسجلة، وعمل دورات رياضية متخصصة مختلفة، والاستفادة من المدارس التي بنتها ارامكو لكونها مجهزة، وعقد للاتفاقيات مع الصالات الرياضية وأخصائيات تدريب، وانشاء مجمع رياضي في جزيرة تاروت.

 

لمشاهدة كافة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

لمشاهدة المحاضرة كاملة على اليوتيوب:

 

كلمة الفنانة لطيفة الجديبي:

 

كلمة الكاتبة علا حماد:

 

كلمة المكرمة الأستاذة شهد آل هاني:

 

كلمة المكرمة الأستاذة فاطمة آل زاهر:

 

كلمة ضيف الشرف الأستاذ سمير الناصر:

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد