حوار حول تسجيل القطيف في شبكة المدن المبدعة

412

مواصلة لجهوده الهادفة للتوعية بأهمية تسجيل القطيف ضمن شبكة المدن الإبداعية لدى اليونسكو في مجال الأدب، يعمل منتدى الثلاثاء الثقافي لبذل جهود توعوية في أوساط المثقفين والمهتمين بالأدب في تنظيم لقاءات تعريفية حول إجراءات التسجيل ومتطلباته. ونظم المنتدى ضمن هذه الجهود ندوة تعريفية تحت عنوان “تسجيل القطيف في شبكة المدن الإبداعية لدى اليونسكو” وذلك مساء الثلاثاء 28 ربيع الثاني 1444هـ الموافق 22 نوفمبر 2022م حاضر فيها مدير إدارة التراث بالجمعية السعودية للمحافظة على التراث الدكتور سلطان الصالح كون الجمعية هي الجهة المعنية بعملية التسجيل في اليونسكو، وأدار الندوة عضو المنتدى الأستاذ أمين الصفار، كما حل الأستاذ حسن السنان صاحب أحد متاحف المقتنيات الأثرية في القطيف كضيف شرف حيث شارك بكلمة وقدم دروع التقدير للمكرمين.

وافتتحت الندوة التي حضرها حشد كبير من المهتمين بالأدب بكلمة لعضو المنتدى الأستاذة هدى الناصر التي بينت أن هذه الندوة تأتي امتدادا لندوات عديدة سابقة أقامها المنتدى تأتي في طور التهيئة لمهرجان القطيف الدولي للأدب وتوعية المجتمع حوله، وتشجيع مختلف المؤسسات الأهلية والشرائح الاجتماعية المعنية لتحقيق مشاركة اجتماعية فاعلة على هذا الصعيد، مشيرة إلى أن اللقاءات السابقة أسهمت في الإجابة على بعض الاستفسارات وشجعت الكثيرين لتقديم مقترحاتهم وافكارهم بصور مختلفة. وبدأت الفعاليات المصاحبة للندوة بعرض فيلم محلي قصير حول الأمثال الشعبية، تلى ذلك كلمة للفنانة منتهى أل إسماعيل التي استعرضت فيها تجربتها الفنية والتحولات التي مرت بها خلال مسيرتها، والتطور الذي حصل فيها، حيث اقامت معرضا فنيا لأبرز أعمالها في المنتدى. وتم تكريم الطالبة المتفوقة آمنة المرهون التي تحدثت عن إنجازاتها في مجال التصميم وفوزها بجوائز دولية ومشاركاتها في مسابقات علمية عديدة، وتحدثت الكاتبة نعيمة آل حسين حول تجربتها في الكتابة الاجتماعية وتحديدا حول كتابها “للخطوبة أسرارها” الذي وقعته في نهاية الندوة.

افتتح مدير الندوة اللقاء معرفا بأبرز محاورها وهي التعريف بشبكة المدن الإبداعية لدى اليونسكو، ومبررات اختيار القطيف للتسجيل كمدينة إبداعية في مجال الأدب، والفوائد المرجوة من جراء هذا التسجيل، وكذلك إجراءات وخطوات عملية التسجيل. وعرف بعد ذلك المحاضر وهو الدكتور سلطان الصالح الحاصل على دكتوراه في مجال السياحة التراثية وإدارة التراث الثقافي من جامعة بروكسل الحرة، والمحاضر في قسم إدارة موارد التراث والإرشاد السياحي بجامعة الملك سعود، كما أنه عضو في مجلس إدارة اللجنة الوطنية للمعالم والمواقع، ومجلس إدارة اللجنة الوطنية للمتاحف، والجمعية السعودية للدراسات الأثرية، وترأس فرق عمل ترشيح وتسجيل العديد من ملفات التراث الثقافي غير المادي على قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو.

في بداية محاضرته، أعرب الدكتور سلطان الصالح مدير إدارة التراث بالجمعية الوطنية للمحافظة على التراث المعنية بالتسجيل في شبكة المدن المبدعة لدى اليونسكو، بأن القطيف تتمتع بقوة وفاعلية في النشاط الثقافي والأدبي وكثرة المبادرات الأهلية المتنوعة ومن بينها انتشار العديد من المكتبات والمتاحف الخاصة وانها تزخر بتراث حضاري هائل يعود تاريخه لعصور قديمة. وتحدث المحاضر الدكتور السلطان أن ترشيح القطيف للتسجيل في شبكة المدن المبدعة في اليونسكو كمدينة مبدعة في مجال الأدب يواكب رؤية المملكة 2030 يأتي تثمينا لجهود المجتمعات المحلية وابداعاتها وتحفيزا للتنوع الاقتصادي وتحقيق الاستدامة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وتعزيزا لإبراز مكانتها في المجتمع الدولي، ولتحقيق ذلك تساهم وزارة الثقافة ممثلة بهيئة الأدب والنشر والترجمة بالتعاون مع الجمعية السعودية للمحافظة على التراث في استكمال المتطلبات اللازمة من منظمة اليونسكو لتسجيل القطيف كثالث مدينة مبدعة مسجلة في السعودية. وأكد أن عملية تسجيل المدينة بنجاح يعتمد على مساهمة الشركاء وأصحاب المصلحة والمجتمع المحلي المعني في المدينة كونهم أصحاب الخبرات والمبادرات في مجال الأدب بمحافظة القطيف.

وبين في حديثه أهداف شبكة المدن المبدعة في اليونسكو، والعوائد المرجوة من التسجيل فيها، حيث تلتزم المدن بمشاركة أفضل ممارساتها وتطوير الشراكات التي تشمل القطاعين العام والخاص، وكذلك المجتمع المحلي وذلك من أجل تعزيز إيجاد وإنتاجً وتوزيع ونشر الأنشطة والسلع والخدمات الثقافية. وأضاف أن من العوائد أيضا تطوير مراكز الإبداع والابتكار وتوسيع الفرص للمبدعين والمهنيين في القطاع الثقافي، وتحسين الوصول إلى الحياة الثقافية والمشاركة فيها، ولا سيما المجموعات والأفراد المهمشين، وكذلك دمج الثقافة والإبداع بشكل كامل في خطط التنمية ًالمستدامة. وأوضح أن الشبكة تغطي سبع مجالات إبداعية هي الحرف والفنون الشعبية، فنون الإعلام، الأفلام، التصاميم، فنون الطهي، الأدب، والموسيقى. وبين أن من بين معايير تسجيل المدن المبدعة في مجال الأدب تتطلب تحقيق جودة وتنوع في المبادرات التحريرية ودور النشر، وجودة البرامج التعليمية في المدارس والجامعات التي تركة على الأدب، ومدى مكانة الأدب والشعر في البيئة المحلية، والقدرة على استضافة الفعاليات والمهرجانات الأدبية.

وشرح الدكتور السلطان مبررات اختيار الأدب كمجال ابداعي موضحا أن ذلك يأتي امتدادا لطرق تعبير الشعوب عن مشاعرها وعواطفها من خلال النثر والشعر الذي يعتبر أحد أهم طرق الإنسان للتواصل والتعبير عما يلج في صدورهم، وأن الأدب بجميع أشكاله لا يزال يعتبر وسيلة لفهم ودراسة تاريخ وثقافة الشعوب اين ما كانوا، كما أنه يعكس فنها وإبداعها. وانتقل بعد ذلك للحديث حول مبررات اختيار القطيف للترشح للانضمام ضمن شبكة المدن المبدعة في اليونسكو في مجال الأدب، والتي من بينها. موقعها الاستراتيجي بالقرب من دول الخليج العربي المجاورة، وتمتعها بقوة النشاط الثقافي والأدبي من قبل المجتمع المحلي، ووجود العديد من المتاحف الأهلية فيها، وكونها تزخر بتنوع ثقافي وحضاري هائل يعود تاريخه الى عصور قديمة، واحتوائها على أكثر من 40 مكتبة شخصية، بالإضافة لترجمة العديد من أعمال المؤلفين المحليين إلى العديد من اللغات. واستعرض في نهاية محاضرته الفوائد المرجوة من تسجيل القطيف كمدينة مبدعة في مجال الأدب ومن بينها تعزيز السياحة المستدامة، والتشجيع على ممارسة مجالات الأدب بجميع أشكالهن بناء الهوية الإقليمية والفخر بالمجتمعات المحلية وثقافتهم الأدبية المحلية، وإبراز جهود المجتمع، وتحفيز حركة التنمية في المنطقة المحلية والممارسين، وخلق فرص اقتصادية للصالونات الأدبية.

تحدث في بداية المداخلات الأستاذ عبد الرسول الغريافي حول وجود ضبابية وعدم وضوح لحد الآن حول النشاط الثقافي والمبادرات الأدبية ومشروع المهرجان وتسجيل القطيف، وتناول الأستاذ محمد حميدي مشكلة ضعف دور النشر في المنطقة وضرورة العمل على تطويره، وكذلك عدم وجود كلية او جامعة تهتم بالأدب في القطيف. ونوهت الأستاذة غدير جواد إلى كون الطبيعة في محافظة القطيف اثرت على الادب والفن بشكل عام وانعكست على النتاج، وطرحت الدكتورة أريج بو حليقة تساؤلا حول دور موقعية الشباب في هذه المبادرة، وكذلك من هم من خارج محافظة القطيف.

وتساءل الأستاذ نادر البراهيم عن مدى فاعلية وجدية هذه المبادرة، وهل أنها ستؤثر فعلا على جودة مستوى المنتج الأدبي والثقافي أم ستقتصر على العملية الإحصائية فقط، وأكد الأستاذ علي أبو سرير على أهمية التركيز على تطوير البنية التحتية بالقطيف والتطوير العمراني المستدام بما يخدم مشاريع الأدب والثقافة. وأشار الأستاذ ناجي الناصر إلى أهمية دور اللجان الأهلية والجمعيات التنموية وضرورة اشراكها بصورة فاعلة في مشروع المبادرة بكل أبعادها، كما أوضح الأستاذ محمد المصلي إلى كون الادب جزء من التراث وضرورة الاهتمام به وتوظيفه بصورة فعالة في المشروع. واقترح الأستاذ حسن اليوسف فكرة التنسيق مع مركز اثراء والمؤسسات الثقافية العاملة في المنطقة، وكذلك ضرورة انشاء أندية أدبية فاعلة في المحافظة.

وأكدت الأستاذة عالية آل فريد على دور وموقعية في الحضارة والاهتمام بالمبادرات الأهلية في هذا المجال حيث ان هناك عدم تجاوب من جهات عدة، وتساءل الأستاذ خالد الخالدي عن دور ومسئولية الجمعية السعودية للمحافظة على التراث تجاه مختلف الجوانب والمجالات التراثية. وطرح الأستاذ علي الحرز فكرة ضرورة التواصل مع أصحاب المتاحف الخاصة واشراكهم ضمن المشروع، كما تساءل الأستاذ عبد الله شهاب حول مراحل تسجيل المدن المبدعة والتصويت الالكتروني العام. وناقشت الأستاذة مريم الماء فكرة التوجه لإقامة صرح ثقافي رئيسي في القطيف، كما تحدث الأستاذ فتحي البنعلي حول كون مشاريع التراث في القطيف لم تتطور مطلقا ولم يعتن بها من قبل اي جهة.

 

التغطية الإعلامية

 

لمشاهدة كافة الصور اضغط هنا

 

لمشاهدة المحاضرة كاملة على اليوتيوب:

 

كلمة الكاتبة نعيمة آل حسين:

 

كلمة المكرمة الأستاذة آمنة المرهون:

 

كلمة ضيف الشرف الأستاذ حسن السنان:

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد