في لقاء ثقافي متميز جمع العديد من الأدباء والإعلاميين البارزين وعدد من مسئولي شركة أرامكو السعودية، تناوب اثنان من رؤساء تحرير مجلة “القافلة” على عرض تجربتها ومسيرتها ودورها الثقافي والإعلامي على المستوى الوطني والعربي، في ندوة نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي تحت عنوان “مجلة القافلة والدور الثقافي” وذلك مساء الثلاثاء 22 جمادى الثانية 1443هـ الموافق 25 يناير 2022م، حيث تعد المجلة من أبرز المجلات التي قدمت الكثير من الكتاب السعوديين والعرب في مجالات علمية وفكرية وأدبية متعددة. وشارك في الندوة كل من الأستاذ عبد الله الخالد رئيس تحرير المجلة الأسبق والأستاذ بندر الحربي رئيس تحرير المجلة الحالي، وأدارت الندوة الإعلامية عرفات الماجد، كما حل الدكتور أحمد الخباز كضيف شرف فيها.
بدأت فعاليات الندوة بعرض فيلم قصير حول تجربة المبادرات التطوعية الفردية ودورها في معالجة قضايا المجتمع، ثم تحدثت الفنانة زينب آل محسن عن مسيرتها وتجربتها الفنية حيث عرضت بعض أعمالها في صالة المنتدى معتبرا ذلك أول معرض فني لها، كما شاركت الكاتبة غفران الحليلي باستعراض تجربتها الكتابية وبالتوقيع على روايتها “قص جناحاي” في نهاية الندوة. وكرم المنتدى رائد الأعمال أحمد آل عبد المحسن الذي حقق عدة جوائز كمؤسسة ناشئة على المستوى الوطني والدولي.
وطرح الأستاذ عبد الله الخالد، رئيس تحرير “القافلة” سابقا عرضا لوضع المجلة وقت ترؤسه لتحريرها والذي امتد لقرابة العشر سنوات، الأبعاد المختلفة التي ركزت عليها المجلة في التواصل مع قرائها من موظفي الشركة وغيرهم، حيث اتسعت دائرة قرائها وكتابها لتشمل لفيفاً كبيراً من رواد الثقافة والأدب في تلك الحقبة. وناقش في كلمته أبرز التحولات التي مرت بها المجلة من ناحية الإخراج والمحتوى، والتغير في مسماها من “قافلة الزيت” إلى “القافلة” لتكون أشمل من قضايا النفط التي كانت حاضرة في مواضيعها بقوة عند بداية صدورها. وأوضح الدور الثقافي الذي قامت به المجلة على الساحة الثقافية السعوديّة والعربية، فهي أول مجلة ثقافيّة – منتظمة الصدور – على الساحة الخليجية، إذ سبق صدورها صدور مجلة (العربي) الكويتية المعروفة بخمس سنوات.
وأضاف الخالد أن المجلة حظيت – منذ صدورها – بقبول واسع من أدباء وكتاب لهم صيت ذائع في تلك الفترة الزمنيّة، إذ حرص ممثلها في مصر، الأديب اللامع وديع فلسطين على استقطاب الأدباء الرواد أمثال عميد الأدب العربي المرحوم طه حسين والمرحوم الأستاذ عباس محمود العقاد والمرحوم القاص محمد عبد الحليم عبد الله والراحل أحمد مندور وغيرهم للكتابة فيها، كما ساهم في الكتابة فيها من الأدباء السعوديين الرواد علامة الجزيرة المرحوم حمد الجاسر والمرحوم الأستاذ أحمد الرفاعي والمرحوم الأستاذ عبدالله بن إدريس وكثير غيرهم. واستعرض رؤساء تحرير المجلة منذ صدورها وهم الأستاذ حافظ البارودي – يرحمه الله – تلاه الأستاذ سيف الدين عاشور ثم الأستاذ شكيب الأموي، الذي خلفه الأستاذ منصور مدني ثم الأستاذ عبدالله حسين الغامدي ثم آلت رئاسة التحرير للأستاذ عبد الله الخالد من عام 1989م حتى 1999م. كما سرد مقتطفات من أقوال أدباء وشخصيات ثقافية حول المجلة، وختم حديثه بالقول أنه تم خلال رئاسته لتحرير المجلة سعودة كل وظائف التحرير واستقطاب أقلام لامعة على الساحة السعودية والعربية، مؤكدا على أن “القافلة” مازالت تواصل مسيرتها الثقافيّة الظافرة في بحر أصبح يعجُّ بمثيلاتها من المجلّات الثقافيّة، وأنها – أي القافلة – رغم تغيّر سياستها التحريرية، ظلّت مخلصة في تقديم وجبة دسمة من الثقافة الراقية لقرائها.
ومن ناحية أخرى، استعرض رئيس تحرير “القافلة” الحالي الأستاذ بندر الحربي المراحل التي مرت بها المجلة، وأبرز التحولات في توجهات مواضيعها منذ تأسيسها، وكذلك عن علاقة هذه المجلة القافلة الوثيقة بقرائها وخاصة في المنطقة الشرقية علاقة وثيقة، فهي تتجاوز التوثيق إلى التعليم والتوعية والترفيه والتفاعل، وذلك يتضح في صورها وموضوعاتها الممتدة على مدى سبعة عقود. وقال أن “القافلة” مجلة تصدر كل شهرين عن شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) وتعنى بنشر الموضوعات الأدبية والعلمية والثقافية والصناعية الرامية إلى تثقيف القراء في هذه المجالات، وأن من نهج القافلة الابتعاد عن المواضيع السياسية وعن كل ما هو مثير لخلاف، وهي تُعد القافلة من أقدم المجلات في المملكة والخليج وأولها، ويطبع منها اليوم (25) ألف نسخة توزع بلا مقابل داخل المملكة وخارجها. وأوضح أن الهدف الأساس من إصدارها يأتي في إطار سعي الشركة الحثيث لتنمية المناطق المحيطة بأعمالها وتقوية العلاقات مع الموظفين وأسرهم وأفراد المجتمع بشكل عام، ونقل الرسائل التوعوية والتثقيفية لهم.
وأوضح أنه في العام 2003م مرت القافلة في مرحلة تحدي، حيث أخذ الإنترنت القطعة الأكبر من كعكعة القراء المعرفية، بالإضافة إلى التغييرات والاجتماعية الأخرى، فجرت مرحلة تطوير للقافلة وتم تحويلها مِن مجلة شهرية إلى مجلة تصدر كُل شهرين، بمحتوى وفصول وصفحات أكثر وتصميم واخراج عصري، وأصبحت تُقدم إلى قرائها من خلال منصات عدة، فبالإضافة إلى المطبوعة الورقية، صدرت نسخة إلكترونية على موقعها على الإنترنت، وتطبيق للهواتف المحمولة، وحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي. واستعرض في ختام حديثه لمحات عن الموضوعات العامة والأبواب التي تتناولها “القافلة”، ومن أبرزها (حياتنا اليوم)، (مع الأدباء والفنانين)، (العلوم والطاقة)، (استطلاعات البلدان والمدن)، (مع قرائنا في منتدى القافلة)، (الملفات وعلم الجماليات)، مشيرا إلى أن “بودكاست القافلة” يضيف وسيلة لتوفير تجربة معرفية مسموعة لقرائها وللمستمعين، والتوجه نحو الجيل المعاصر الأكثر اهتماماً بالوسائل التقنية، حيث تشير الإحصاءات إلى أن البودكاست نما بشكل كبير في العقد الماضي ويحظى بانتشار واسع خاصة لدى الشريحة العمرية الشابة، حيث يُقدّر أن 82٪ من المستخدمين هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و34 عامًا.
وطرح الحضور جوانب من ذكرياتهم الثرية مع مجلة “القافلة”، وطالبوا مسئوليها بالانفتاح بصورة أوسع على المجتمع وفتح أبواب اجتماعية فيها، وكذلك الاستفادة من ارشيفها المعلوماتي والصوري الثري بتسهيل عملية البحث عن المواضيع والصور فيها، بالإضافة لاحتضانها المبادرات الشبابية الرائدة بما يتماشى مع رؤية 2030. وبدأت المداخلات بكلمة شكر من الشاعر محمد الجلواح الذي بعث برسالة صوتية ضمنها جزء من قصيدة كتبها في مجلة “القافلة” بمناسبة مرور 50 عاما على صدورها.
كما تناول الأستاذ خليل الفزيع تجاربه في الكتابة في مجلة “القافلة” قائلا أن جميع مثقفي المنطقة ارتبطوا بالقافلة وكانت هناك زاوية للطلبة شارك فيها منذ ان كان عمره 14 عاما، وشرح كيف انتقلت المطبعة من بيروت للدمام لطباعة المجلة. كما استعرض أيضا الأستاذ علي الحرز ذكرياته مع مجلة “القافلة” وجمعه لأعدادها المتناثرة، متسائلا عن مدى توفر الارشيف الورقي والالكتروني لأعداد المجلة السابقة. وطرح الأستاذ محمد الخلفان سؤالا منقولا لأحد متابعي المجلة عن كونها مهتمة باستقطاب الحداثيين من الكتاب. أما الشاعر عدنان العوامي فسرد مجموعه من ذكرياته مع المجلة منذ عام 1956م عندما كان يجمع بعض أعدادها ويحضرها للقطيف حتى يقرؤها المهتمون.
وطرح الأستاذ صالح العمير عن سبب مسمى المجلة باسم “قافلة الزيت” ثم تغييره إلى “القافلة”، متسائلا عن مدى الحاجة لها في هذا الوقت الذي تغص فيه الساحة بإصدارات ثقافية متنوعة، وأكد الأستاذ أحمد الخرمدي عن أهمية المجلة في تواصلها مع موظفيها وكذلك مع المتقاعدين منهم حيث أنها تشكل رابطا مهما تجمعهم بالشركة. وأوضح الأستاذ عبد رب الرسول الغريافي على كون المجلة موسوعة مرجعية للكثيرين وأن هناك اهتمام كبير بجمع موادها، مطالبا بتوفير الأعداد السابقة للباحثين والمهتمين. وطالب الأستاذ عمر القحطاني بتوفير برامج مستقبلية لجيل الشباب والطلاب وتبني انجازاتهم واكتشاف المواهب لديهم من خلال البرامج الثقافية والإعلامية التي تقوم بها شركة أرامكو، وأكد الأستاذ فؤاد الدرمان على أن الشركة تقوم بتقييم مختلف الانشطة والاعمال الإعلامية لمعرفة جدواها، كما أنها تقوم كذلك بطرح العديد من المبادرات والبرامج ومن بينها المسابقات للكتابة ونشر الثقافة في المجتمع وبوسائل متعددة.
لمشاهدة المحاضرة على اليوتيوب:
كلمة الأستاذ أحمد آل عبد المحسن – “تكريم شخصيات”:
كلمة الكاتبة غفران الحليلي – “قُص جناحاي”:
كلمة الفنانة زينب آل محسن – الأسبوع الثاني:
كلمة ضيف شرف الأمسية | الدكتور أحمد الخباز: