في إطار النشاط الثقافي الذي يقيمه «منتدى الثلاثاء بمحافظة القطيف» برعاية الأستاذ جعفر الشايب، تم إستضافة فضيلة الشيخ صالح بن عبدالله الدرويش «قاضي المحكمة الكبرى بالقطيف» مساء هذه الليلة الثلاثاء 13 يناير 2004م الموافق 21 ذو القعدة 1424هـ في تمام الساعة التاسعة مساءاً.
حيث أحتشد المئات من مدن مختلفة من المملكة «سنة وشيعة» ساد بينهم أجواء المحبة والأخوة الصادقة في حوار صريح وشفاف حول مجمل قضايا الوطن وهمومه.
وتطرق الشيخ الضيف في حديثه عن جوانب عدة عن حياة الرسول ومحبته، واشار بأن ما يجمع شمل الأمة الإسلامية ويوحد صفها هو ألتفاتنا جميعاً نحو رسولنا الأعظم والدفاع عنه ضد ما يثار حوله من شبهات من أعداء الدين. وذلك بالأقتداء بأخلاقه وسلوكه فيما بيننا والتحلي بصفاته التي أوصانا بها في شتى أمور الحياة. فأن محبته ومحبة أصحابه وأهل بيته والحرص على محبتهم هو تعظيم لرسول الله وهو الأساس للأمة وهو السبيل للألتقاء والوحدة.
ثم تفضل فضيلة الشيخ عبد الرقيب اليماني القحطاني «إمام الجامع الكبير بمنطقة صفوى» ودعى إلى ضرورة أن يكون هنالك لقاء دوري يجمع علماء ودعاة المذاهب الأسلامية وذلك لتنمية القواسم المشترك وضبط الأختلافات، وتطرق إلى فضل الألتقاء حيث كان يدعو منذ سنوات طويلة لهكذا إجتماعات، وتمنى بأن تستمر وتتواصل من أجل مصالحنا المشتركة خدمة للدين والوطن.
ثم تحدث سماحة الشيخ فيصل العوامي أمام وخطيب مسجد الأمام الحسن بالقطيف قائلاً: منذ زمن طويل يمتد إلى مئات السنين ونحن في أجتماعاتنا نتحاور حول ما نختلف، وفي ظني أن ذلك كاف، فقد كوّن تراثاً كبيراً لا داعي لزيادته، ولذلك ينبغي أن ننطلق معاً إلى الأمام، وذلك بالتأسيس لخطوات عملية تجمع سائر العلماء والمثقفين من كل الأطراف ليتحاورو في ما يتفقون، وليقدموا إجابات على سائر الأثارات المعاصرة التي ترتبط بالمسلم بصفته مسلماً لا بصفته شيعياً أو سنياً.
أدار الندوة الأستاذ محمد المحفوظ والذي نظم المداخلات الكثيرة التي تدل على التفاعل بشكل رائع لكي يحظى أغلب الأخوة المشاركين بالمشاركة وتوجيه الأسئلة والأستفسارات، لفضيلة الشيخ صالح الدرويش، الذي أجاب بكل شفافية وهدوء، وبأسلوب راقي يدل على سعة صدره و الذي نال أعجاب الحضور بإجاباته التي تسعى لزرع الألفة والوئام مابين أبناء الوطن الواحد.
وفي نهاية الندوة صافح الحضور الحاشد فضيلته ومرافقيه والضيوف من المناطق المختلفة، شاكرين حسن ضيافتهم متمنين أن تتكرر هذه المشاركات، وأن يسعى المخلصين من الرموز والعلماء من كل المذاهب الأسلامية لإنجاح مثل هذه القاءات.