منتدى الثلاثاء يختتم موسمه الثقافي 21 ويكرم المشاركين

1٬035

كعادة المنتدى في نهاية كل موسم ثقافي بإقامة حفل ختامي يستضيف فيه شخصيات ثقافية تقدم قراءات نقدية ومراجعات لبرامجه وأنشطته، فقد نظم مساء الثلاثاء بتاريخ 24 شعبان 1442هـ الموافق 6 أبريل 2021م حفله السنوي الذي شارك فيه مجموعة من المثقفين والمهتمين والمتابعين لأنشطة المنتدى. وشملت فقراته كلمة للمنتدى، وفيلما مختصرا وعرضا مرئيا حول برنامج الموسم، وورقة نقدية للأستاذ وحيد الغامدي وفقرة حوارية مفتوحة.

وأدارت الحفل الختامي للموسم الأستاذة هدى الناصر رئيس مجلس إدارة المنتدى، وقالت في افتتاح كلمتها أن المنتدى عمل على تعزيز حالة التنوع بكل مصداقية خلال جميع مواسمه السابقة، وبتوسع وشمول أكبر خلال هذا الموسم 21، حيث فَتَحَ الْبَابَ عَلَى مِصْرَاعَيْهِ، مستغلاً تقنيات الواقع الافتراضي والانفتاح على أطياف المثقفين في الدول العربية، مشددة أن ذلك يأتي ضمن الأهداف التي وضعها المنتدى في تجسير العلاقة بسن النخل الثقافية داخل الوطن وخارجه. وقال مسؤول العلاقات العامة الأستاذ أمين الصفار في كلمة المنتدى التي ألقاها أن المنتدى حرص على التواصل مع مختلف الجهات الثقافية من أجل مد جسور التعاون، فقد تم عقد عدة اجتماعات مع مسئولين في وزارة الثقافة لبحث سبل العمل المشترك في الشأن الثقافي وكذلك مع فرعي جمعية الثقافة والفنون بالدمام والاحساء، شاكرا جميع من ساهم في إنجاح برنامج هذا الموسم.

وتم بعد ذلك عرض فيلم مختصر يحكي مقتطفات من فعاليات الموسم الواحد والعشرين باختيار كلمات قصيرة من أبرز المحاضرين والمشاركين، وآرائهم في نشاط المنتدى وفعالياته. بعدها استعرض الدكتور محمد الحماقي عضو مجلس الإدارة أبرز أعمال الموسم 21 حيث أقام المنتدى 30 ندوة شارك فيها 38 متحدثا، كما بلغت عدد المواد الخبرية 452 مادة نشرتها 56 جهة إعلامية أي بمعدل 17 مادة خبرية أسبوعيا. وأضاف أن عدد حضور الندوات بلغ 2012 شخصا أي بمعدل 70 شخصا لكل ندوة، وأن أعداد المشاهدين لندوات الموسم بلغ 6076 لحد تاريخه بمتوسط 210 مشاهدة لكل ندوة.

وأوضح أن مواضيع محاضرات المنتدى في هذا الموسم غلبت عليها القضايا الفكرية والثقافية 13 ندوة، 4 ندوات تاريخ، 4 ندوات إدارة واقتصاد، 3 ندوات اجتماع، 6 ندوات مواضيع متفرقة، كما أعد المنتدى ثلاث إصدارات خلال هذا الموسم هي “قالوا في المنتدى”، “علي المصطفى: فنان ووطن”، “منتدى الثلاثاء الثقافي في عيون المثقفين العرب”.

وتحدث الأستاذ وحيد الغامدي في كلمته الوافية عن الصالونات الثقافية باعتبارها إحدى التمظهرات المدنيّة التي تُعطي للحياة اليوم معناها المتكامل، الذي يوازن بين الأبعاد المعيشية التي طغى عليها مفهوم الاستهلاك؛ لتأتي فعاليات الثقافة والفنون لتعيد ذلك التوازن الروحي المطلوب للإنسان فرداً ومجتمعاً. وقال أن منتدى الثلاثاء الثقافي يأتي هذا العام، وللعام الثاني على التوالي، لتكون فعالياته (عن بعد) ليتزامن حفل ختامه مع إعلان تقرير وزارة الثقافة المعنون بعنوان (رقمنة الثقافة)، وكما قال سمو وزير الثقافة في مستهل التقرير: (إن القطاع الثقافي قادر على جعل التباعد مساحة للاقتراب). فإن منتدى الثلاثاء هو أيضاً جعل التباعد فرصة للوصول لأبعد مدى من خلال الرقمية والتقنية، وهذه إجمالاً تتيح الوصول لشرائح أوسع، وأبعد مكاناً. وهذا ما نتمناه أن يستمر حتى مع عودة الحياة الطبيعية لكل أشكال النشاطات والفعاليات.

وأضاف أن التنوع في منتدى الثلاثاء الثقافي جميل جداً، فمع التنقل بين موضوعات الشعر والاقتصاد والفكر والفلسفة والتاريخ وموضوعات التنمية، تأتي هذه الوجبة المتنوعة لتضيف إلى المشهد الثقافي السعودي المزيد من الثراء في كافة المجالات الفكرية لخدمة الثقافة ونشاطها الحيوي في البلد، مشيرا إلى أن هذا التنوع هو أحد أسرار نجاح هذا المنتدى باعتباره رافداً للمشهد الثقافي السعودي، ليس محلياً فحسب، بل عربياً وإقليمياً؛ حيث التنوع الملحوظ في استضافة ضيوف من كافة أٌقطار الوطن العربي، ليكون المنتدى بذلك إضافة عربية أيضاً، وليس فقط سعودية محصورة في الحالة المحلية. وقال إن منتدى الثلاثاء الثقافي تميّز بشيء مهم خلال تاريخه الممتد لأكثر من واحد وعشرين عاماً من العطاء الثقافي والفكري والأدبي، وكصالون ثقافي خاص تجاوز في مستوى عطائه ونوعيته عطاء الكثير من المؤسسات الثقافية الرسمية كبعض الأندية الأدبية التي لا تسمع لها طوال العام أي حس.

وأوضح أن تميّز منتدى الثلاثاء بدايةً بالتسمية، فبرغم كونه صالوناً ثقافياً خاصاً، وعادةً ترتبط أسماء الصالونات الثقافية بأسماء أصحابها، فنسمع عادةً بأحدية فلان وإثنينية فلان وثلوثية فلان، من أولئك الأساتذة والفضلاء الذين قدموا مشكورين للحالة الثقافية المحلية خلال العقود الماضية. هنا يأتي اختلاف منتدى الثلاثاء الثقافي، ومع أنه صالون خاص كما نعلم، إلا أنه ارتبط بالثلاثاء كتسمية مطلقة؛ خروجاً من الارتباط بشخص المهندس جعفر الشايب صاحب امتياز المنتدى والداعم الرئيسي له، فكأنه أراد أن يرتبط المنتدى بالثلاثاء دون أن يفرض حضوره الشخصي كتسمية ارتباطية، برغم أن هذا ما درجت عليه تقاليد أغلب الصالونات الثقافية الأهلية. وهذا ما يعطي لهذا المنتدى الصبغة المؤسسية الأكثر رسوخاً واستدامة.

وحول تقييمه لبرامج المنتدى، قال الأستاذ وحيد الغامدي أنه يبدي إعجاباً بتجربة ثرية يمكن أن تكون أنموذجاً رائداً في تنظيم الصالونات، سواء الأهلية أو الرسمية، وكيف يجري العمل بصيغته المؤسسية أنموذجاً إبداعياً تجاوز الحالة المحلية ليكون عنواناً منتشراً في عموم الوطن العربي الكبير. وهذه إحدى أمثلة وجوه القوة الناعمة في أي بلد؛ حيث النموذج الثقافي الذي يصلح أن يُروج خارج الحدود القُطْرية بما يعود معنوياً لكامل البلد. وأشار إلى ما يمكن أن يكون تقييماً عاماً للمحتوى لهذا الموسم، فقد يكون من الأجمل لو كان هناك بعض التفاعل مع حديث الساعة على مواقع التواصل، مثلا: قضايا التجاذب المجتمعي كالنسوية والذكورية، والكثير من القضايا الساخنة على الساحة؛ وذلك ليتحرر المنتدى قليلاً من السياق النخبوي ليصل إلى الهموم الشعبوية الساخنة على الساحة. وأنهى حديثه قائلا أنه ممتنّ لمنتدى الثلاثاء الثقافي دائماً؛ كونه علامة ثقافية بارزة في المشهد المحلي، وكونه أيضاً يؤسس لمفهوم الصالونات الثقافية وإدارتها، بل واستدامتها كذلك، بصيغة أكثر ثباتاً وجودة واستمرارية.

وعلق الأستاذ نادر الابراهيم بقوله أنه من المهم الالتفات إلى قضايا الشباب وموقعية المرأة في التحولات القائمة على صعيد الوطن وكذلك ترسيخ المفاهيم الحقوقية، وطرح قضايا السياحة الثقافية المحلية، واستحضار المواضيع المطروحة في المجتمع السعودي. وأكد الدكتور سعيد الجارودي أن المنتدى بلغ مراتب متقدمة في الطرح والموقعية محليا ووطنيا وإقليميا، ومن المهم جمع المادة العلمية لندواته على شكل إصدار سنوي يمكن أن يكون مرجعا لما يطرح فيه من محاضرات وقضايا.

وعقب الدكتور سعد الناجم عضو الهيئة الاستشارية للمنتدى أنه من أجل أن يواصل المنتدى ريادته الثقافية، فإنه ينبغي الاهتمام بمواضيع التعددية الثقافية وتشكلات النسيج الاجتماعي الثقافي كأطروحات يمكن أن تكون مفاتيح ومداخل لدراسات وأبحاث معمقة تعزز الوحدة الوطنية. وأنهى اللقاء المشرف على المنتدى الأستاذ جعفر الشايب بتقديم الشكر والتقدير للمحاضرين في هذا الموسم وكذلك الجهات الإعلامية والمتعاونين من المتطوعين الذين أسهموا في دعم أنشطة المنتدى، معلقا على بعض المداخلات والاسئلة التي طرحت خلال الحفل.

 

التغطية الإعلامية

 

لمشاهدة الحفل كاملا:

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد