فخرو يحـاضر عن الإصـلاح التعليمي بالقطيـف

3٬193

استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف الدكتور علي محمد فخرو، وزير التربية الأسبق في مملكة البحرين الذي تحدث عن الإصلاح التعليمي: ضرورته وآفاقه، وأدار الندوة زكي أبو السعود مقدما لها بكلمة أشار فيها لكون التعليم مؤشرا حقيقيا لمدى التقدم الاجتماعي لكل أمة، كونه أداة فاعلة في نهضة الوطن، وتقع مسؤولية تفعيلها وتقييم أدائها على جميع أفراده في مساحة من الحرية المتاحة للتعبير، والتي يؤثر انعدامها على مخرجات التعليم كتأثير العجز الحاصل فيه عن تلبية سوق العمل في المؤسسات التعليمية، فإذا بها مناهج سلبية مستسلمة لعوائق نهضة الأمة وتطورها، وذلك مما لا يمكن تجاوزه بغير تحمّل مسؤولية تغيير نمط التفكير بخطط إصلاحية من قبل متخصصين متابعين لمجريات ما يتم في داخل هذه المؤسسات التعليمية.
بدأ الدكتور فخرو حديثه بحقيقة عدم وجود إصلاح حقيقي جذري في حقل فرعي دون غيره، وعليه فإنه لا يمكن إحداث هذا الإصلاح في حقل التعليم دون غيره من الحقول الأخرى كالحقل الثقافي والسياسي والاقتصادي ولئن حدث فسيكون حتما إصلاحا ناقصا قد يتعرض لانتكاسات بين الحين والآخر؛ مؤكدا على ضرورة الإصلاح الشامل والمستمر في شؤون الحياة. وفي محاولة لرسم خطة هذا الإصلاح، سلط المحاضر الضوء على بعض القضايا المفصلية التي لابد من تحقيقها، فأكد على الدور الرئيس للمعلم في العملية التربوية بغض النظر عن مستوى المناهج نفسها، فهو الذي يحيل فيها بطريقته وذكائه، الأمر الذي يستلزم عملية (تمهين المدرس) بدءا باختياره على أسس وقواعد سليمة، وانتهاءً بإعداده وتدريبه من قبل متخصصين بشروط وضوابط، كي لا تكون عملية التوظيف في هذا الحقل عملية سائبة تنعكس فيها أهداف التعليم؛ فتحول المؤسسة التربوية من أداة تغيير لأداة تمرير المعلومات من جيل إلى جيل. وأشار فخرو إلى أن المفصل الآخر هو المدرسة، التي رأى الدكتور أنها، حتى تؤدي دورها المطلوب منها، فإنه لا بد لها من الخروج عن سيطرة الوزارة باستقلالها ماليا وإداريا، وأن تتم إدارتها من قبل مجلس كامل وليس مجرد مدير، على أن يمثل المعلمون في المجلس ما نسبته 50 بالمائة يتم انتخابهم من قبل المعلمين أنفسهم، لتحقيق الديمقراطية المطلوبة في المؤسسة التعليمية والتي لا يمكن أن تتوافر فيها بيئة صحية بدونها لممارسة التعليم. وأشار فخرو إلى الدور الذي يمكن للمعلم تحقيقه مع طلبة يلم بدواخلهم ويستوعب متطلباتهم واحتياجاتهم النفسية، على أن يتخصص معلم واحد لكل مجموعة مواد في المراحل التالية كالمواد العلمية، والاجتماعية، ليعتمد نظام الساعات في المرحلة الثانوية كما هو الأمر في الجامعات، لما في هذا المنهج من تحميل الطالب مسؤولية تحمل الثقل الذي يحدده بنفسه في المرحلة الثانوية باعتماد نظام المعدل التراكمي للثلاث السنوات الدراسية بدلا من السنة الأخيرة فقط. وأوضح فخرو أن التعليم المعني هو ذاك الذي يغير روح ووجدان ومشاعر الطالب ويزوده بأساسيات النجاح في الحياة.. ثم انتقل بعد ذلك للحديث عن خصخصة التعليم متمنيا أن ينتهي نظام الخصخصة الحالي الذي يتيح تعليما ممتازا للطبقات المرفهة في المجتمع لتجبر الطبقات المتوسطة والمعدمة على نظام تعليم عام يهدف لسد الذرائع، معللا رفضه بانقسام المجتمع في التربية والتعليم كانقسامه اقتصاديا، وأشار إلى أن الفائض المالي الكبير في دول المنطقة ينبغي أن يوجه لإيجاد بيئة تعليمية متقدمة تنافس أبرز المراكز والمؤسسات التعليمية في العالم.

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد