حقوق الإنسان..الاتفاقات الدولية والالتزامات المحلية

3٬685

بمناسبة مرور ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان، استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلاثاء 1/ذي الحجة /1428هـ الموافق 11/ديسمبر/2007م، الناشط الحقوقي الأستاذ صادق الرمضان في ندوة حقوقية تحت عنوان (حقوق الإنسان..الاتفاقيات الدولية والالتزامات المحلية)، وأدار الندوة الأستاذ محمد الجبران الذي بدأها بالتعريف بالمحاضر الحاصل على بكالوريوس إدارة صناعية وماجستير اقتصاد زراعي، ويعمل في الوقت الحاضر مديراً تنفيذياً بشركة الياسين الزراعية، وشارك في العديد من الدورات في مجال حقوق الإنسان وهو عضو بجمعية الإدارة السعودية وجمعية المهندسين الزراعيين، ولديه اهتمامات اجتماعية متعددة.

بدأ المحاضر حديثه بالتأكيد على أهمية احترام الإنسان وكرامته وحريته كمبدأ أساسي في تقدم المجتمعات وتطورها، مشيرا إلى أن هدف محاضراته هو رسم إطار مبسط لمفاهيم حقوق الإنسان والتعريف بالاتفاقيات الدولية في هذا المجال، وتناول الرمضان قضايا متصلة بطبيعة حقوق الإنسان مثل صيانة كرامة الإنسان وشموليتها لكل البشر وكونها قيمة أصيلة للإنسان وأن ذلك من مسؤوليات الحكومات والمؤسسات والأفراد مجتمعين.

تطرق الأستاذ الرمضان إلى تطور مبادئ حقوق الإنسان تاريخيا، فذكر أن حقوق الإنسان بشكلها الحالي هي نتاج التفاعل الإنساني عبر آلاف السنين التي مرت على المجتمعات البشرية، مستعرضاً شريعة حمورابي وتعاليم العهد القديم وأخلاقيات البوذية والكونفيشوسية، ومبادئ المسيحية، ومفاهيم التسامح والحقوق التي طرحها الدين الإسلامي مستشهداً بالعديد من الآيات الكريمة وأحاديث الرسول (ص) وسير الخلفاء الراشدين في هذا المجال.

بعدها انتقل المحاضر إلى المرحلة المعاصرة، واستعرض أبرز التطورات في اتفاقيات حقوق الإنسان وخاصة في الدول الأوروبية وأمريكا نتيجة لتوجهات ما بعد الحروب الكونية وحروب الاستقلال، وما نتج عن ذلك من اعتماد اتفاقيات وصكوك دولية ذات أبعاد قانونية، واستطرد في الحديث حول مفاهيم محددة في هذا السياق من بينها الاستحقاق العام لكل البشر، وعدم تعارضها الحقوق العامة مع الحقوق الخاصة لبعض الجماعات والأفراد، وتحول هذه الحقوق إلى أعراف وأنظمة دولية ملزمة، وتحديد مسؤولية الحكومات منذ إعلان فينا عام 1993م وعلاقة كل ذلك بالسيادة الوطنية.

وفي حديثه عن صكوك حقوق الإنسان أشار إلى الدور المحوري الذي لعبته الصكوك الدولية في تطور مفهوم حقوق الإنسان، وذكر الأسس التي تقسم على أساسها صكوك حقوق الإنسان، كما استعرض في سرد موجز أبرز الصكوك والمواثيق الصادرة عن هيئات الأمم المتحدة المختلفة والمنظمات الدولية وأشار إلى الجهات التي تتفاعل مع صكوك حقوق الإنسان لتحقيق أهداف حماية وتعزيز حقوق الإنسان.

بعدها تطرق المحاضر إلى الاتفاقيات التي صادقت عليها السعودية والصكوك التي ما زالت تدرسها، مشيرا إلى أن هنالك توجه وإرادة لتفعيل هذه الاتفاقيات وتطبيقها على ارض الواقع، كما تطرق إلى المواد المتعلقة بحقوق الإنسان في نظام الحكم في المملكة. وختم الأستاذ الرمضان محاضرته بالدعوة لتفعيل قضايا حقوق الإنسان من خلال دراسة ومتابعة هذه الاتفاقيات وتوفير مناخ ثقافي يهتم بالتوعية العامة ونشر ثقافة حقوق الإنسان، والتفاعل مع القضايا الإنسانية القائمة للحد من أي انتهاكات حاضرة أو مستقبلية.

وفي بداية المداخلات، طرح الدكتور عادل الغانم أفكارا حول أهم المعوقات بالنسبة لتطبيق حقوق الإنسان في المملكة وعن آليات ضمان تطبيق اتفاقيات حقوق الإنسان بالصورة السليمة، وانتقد بعض الحضور ومن بينهم الأستاذ محمد الدهان أداء المؤسسات الحقوقية القائمة في المملكة كالجمعية الوطنية لحقوق الإنسان وهيئة حقوق الإنسان وخاصة في مجال التواصل مع المواطنين واطلاعهم على أنشطتهم وأعمالهم في هذا المجال، وأكد الأستاذ علي الحطاب على أهمية استقلالية المؤسسات الحقوقية كشرط أساسي لنجاح العمل الحقوقي مشيرا أيضا إلى ضرورة الشفافية في العمل الحقوقي.

وأشار الأستاذ علي آل طالب إلى الدور الذي تقوم به المؤسسات الحقوقية حاليا والذي يقتصر على استقبال الشكاوي دون وجود خطط توعوية سواء للمهتمين بالشأن الحقوقي أو لعموم المواطنين، مطالبا بإيجاد خطة لحلحلة الأمور العالقة والمهمة وأبرزها سن قوانين وأنظمة واضحة تساهم في تفعيل عمل المؤسسات الحقوقية الأهلية، وذكر الأستاذ جعفر الشايب راعي المنتدى أن وضع حقوق الإنسان بدأ يتحسن في السنوات الأخيرة، وأن المؤسسات التي نشأت مؤخراً هي إحدى السبل التي تساهم في هذا المجال، ولكنها لن تتمكن من معالجة مختلف الأبعاد والقضايا لحقوق الإنسان والإنتهاكات القائمة أو بناء ثقافة جديدة لحقوق الإنسان في المستقبل إلا من خلال التعدد والتنوع والتخصص في هذه المؤسسات، كما ذكر أن هناك توجه عالمي لقضايا حقوق الإنسان ينبغي استثماره والتفاعل معه عبر أنشطة أهلية للمساهمة في خلق قناعة لدى القيادات والمجتمع بضرورة تفعيل هذا العمل من اجل الحد من الانتهاكات الحقوقية.

وشارك الأستاذ محمد الجبران في التعريف بعمل الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ودورها في البرامج التوعوية في مجال حقوق الإنسان وإصدار العديد من النشرات في هذا المجال، موضحا بأن ذلك يحتاج إلى جهود كبيرة جداً، مستعرضا نماذج من الأعمال التي تقوم بها الجمعية في هذا الصدد. ورد أيضا الأستاذ صادق الرمضان على أسئلة ومداخلات الحضور مؤملا في مزيد من الاهتمام بهذا الموضوع في المستقبل من قبل جميع الفعاليات الثقافية والاجتماعية الأهلية والرسمية.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد