الأستاذ عبد الله أحمد غريب
في الوقت الذي تراجعت بعض المؤسسات الثقافية والصالونات الأدبية الأهلية المعروفة يبقى منتدى الثلاثاء الثقافي في المنطقة الشرقية بمدينة ” الدمام ” يواصل عطاءه الثقافي من خلال النشاطات الأدبية والتاريخية والثقافية بوجه عام والمشاركة في المناسبات الوطنية والأيام العالمية التي تزيد عن ثمانين يوما عالميا في مختلف مجالات الحياة العامة والحقيقة من خلال نشرة المنتدى لهذه الأيام العالمية التي يشارك فيها أجزم بأنه الوحيد الذي استطاع جمع شتاتها خلال عام كامل دليل متابعته وخارطة طريقه الثقافية نحو الانطلاق بين المحلية والإقليمية والعربية والعالمية ونشر نتاجه من خلال وسائل الإعلام الورقية والإلكترونية وعبر الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي حيث يتصدر مؤسس والمشرف العام على المنتدى أ. جعفر بن محمد الشايب تلك المشاهد لإبراز جهود المنتدى بتواصله الدائم وطرحه إعلانات كل نشاط ونشر ما قيل ويقال من آراء إيجابية عن المنتدى من كبار الشخصيات المثقفين ضيوفه المدعوين والحاضرين أو ممن يتابع نشاط المنتدى من خارج أروقته الأدبية .
تلقيت من الأستاذ جعفر مجموعة من إصدارات المنتدى وبعض المطبوعات التي تعرف بأهدافه ورؤيته ورسالته ووسائل تنفيذ نشاطاته من خلال عقد الندوات بشكل أسبوعي واختيار ضيوفه من مختلف المناطق والمحافظات من الأدباء والمثقفين ونشر ما يلقى عبر جميع الوسائل الإعلامية المتاحة وفوق هذا التعاون مع المؤسسات الثقافية الأهلية والرسمية والانفتاح على جميع الآراء بما يحقق التوازن بين سلالم المعرفة ومحاضنها في الأوساط العلمية والأدبية والإيمان بالراي والرأي الاخر ودعم ذلك بمشاركة الشباب بالذات باعتبارهم الجيل الصاعد الذي يواكب رؤية المملكة 2030 م ويعمل على تحصين عقولهم من الانغلاق الذي قد يكون سببا في عدم قبولهم للرأي الآخر الذي هو مدماك الحوار البناء الذي تحرص عليه المملكة وتدعمه من خلال برامج حوارية تجمع كافة أطياف المجتمع من الجنسين ومن جميع الأعمار ومراحل التعليم ورموز الإعلام والثقافة والمسؤولين .
ومن خلال ما وصلني من إصدارات المنتدى لفت انتباهي وبه يباهي أن اطلعت على مجموعة من المطبوعات التي وإن كانت تخص تكريم أو تأبين بعض الأعلام في الشعر وبعض الأنساق الأدبية الأخرى إلا أنها كانت موسمة بعناوين ترتبط بالوطن وذاكرته ورمزيته في نفوس أبنائه كبوصلة تتجه نحو خارطته الطبيعية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وباعتبار هذا المنتدى نافذة ولبنة ثقافية في جبين الوطن الذي يحتضن هؤلاء المثقفين أحياء وأمواتا جاءت متون هذه الإصدارات مزدانة بالأشعار والكلمات والمقالات والآراء والتعابير الصادقة من المشاركين نحو هؤلاء الرموز الذين أثروا الحركة الثقافية وأعطوها خلاصة ما وصلوا إليه من فكر وشعر ونثر رصعوا به جبين صفحات هذه المطبوعات التي تم توزيعها على مرتادي المنتدى والمؤسسات الثقافية لتبقى ذكرى خالدة في ذاكرة الزمن وتزاحم مثيلاتها في أرفف المكتبات العربية للاستفادة منها من قبل الدارسين والباحثين وعموم القراء في أنحاء الوطن ودول الخليج والعالم العربي .
هذا المنتدى بحسب المعلومات منتدى غير ربحي تأسس قبل قرابة عقدين من الزمن قدم الكثير من الحوارات الثقافية والأدبية والاجتماعية من خلال التواصل مع نخب المثقفين من داخل المملكة وخارجها بإقامة محاضرة أو أمسية مدعمة بنشاط فني مصاحب وبعض النشاطات ومنها توقيع الكتب الجديدة وتوزيعها وتكريم بعض الشخصيات وتشجيع المبادرات الاجتماعية يسعى نحو نشر التسامح والتعايش المجتمعي والتجديد ونشر الوعي في أوساط المجتمع وغرس حب الوطن وقادته ومكوناته يقوم على إدارته مجموعة من المثقفين المتطوعين لديه هيئة استشارية مثقفين وإعلاميين بارزين لاختيار ما يستضيف وما يطرح ويقدم حصل على تكريم في ربيع عمره الزمني من وزير الثقافة والإعلام وعلى جائزة ” شيلوت ” من قبل بعثة الاتحاد الأوروبي في المملكة والخليج قبل خمس سنوات ومن خلال مسيرته الثقافية وتنوع برامجه وعلو مكانة القامات السامقة التي استضافها أو كرمها اعتبره من وجهة نظري الشخصية واسطة عقد المؤسسات الثقافية الأهلية التي تقف بجانب الرسمية ومنها الأندية الأدبية الستة عشر فتسد ثغرة وترقع ثقوبا وشقوقا في جدار العطاء الثقافي المتراخي بسبب كورونا ومخرجاتها السلبية على المشهد العام والثقافي على وجه التحديد الذي يجب أن يكون في هذا الوقت الذي يواكب رؤية المملكة للعقد القادم وذلك بما يطرح من موضوعات ومفردات وعناوين تحت قبته الشرقية السعودية .
انعطاف قلم :
أدعو الأخ جعفر الشايب وهو الذي تقبل مني فكرة جمع ما قالوا عن المنتدى في إصدار خاص بأن يستضيف بعض الشعراء الكبار من خارج المنطقة الشرقية ولعلي لا أكتم سرّا بأن من أبرزهم رئيس النادي الأدبي الثقافي بالباحة الشاعر حسن الزهراني مجرد عرض من غير فرض .