بـ «18» إصداراً ثقافياً وثّق منتدى الثلاثاء الثقافي في القطيف مسيرة مبدعين وطنيين ما بين كتّاب وفنانين ومفكّرين على امتداد الوطن، اختير لهذا التوثيق «من أعلام الوطن» عنواناً دالاً عليه، كان حصيلة 20 عاماً من عمر هذا المنتدى الثقافي الأهلي الذي وصف بأنه غير ربحي، وأنه تأسس عام 2000م في محافظة القطيف على يد مؤسسه والمشرف العام على المنتدى الكاتب والحقوقي جعفر الشايب، إضافة إلى 7 أعضاء حاليين يعملون في مجلس إدارته وتتم الاستعانة في الوقت الحالي بـ6 أعضاء في هيئته الاستشارية ما بين خبرات إعلامية وثقافية بارزة تساهم في وضع برامج المنتدى وخططه العملية.
أكمل المنتدى في هذا العام 20 سنة من عمره، كان من أبرز ما أنتجه هذا المنتدى هذه الكتب المطبوعة عن أعلام وطنية بارزة لها حضورها في مجالات الحياة الثقافية والأدبية والفكرية المختلفة والمتعددة، استضافها المنتدى في سنوات سابقة، إضافة إلى اهتمام المنتدى بالحوار حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية والتواصل مع النخب المثقفة داخل المملكة وخارجها.
كان الإصدار الأول في المنتدى من نصيب الدكتور فؤاد السني الأستاذ السابق في هندسة النظم في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الذي احتفل به المنتدى في 2004 وقدمت عنه أوراق علمية مختلفة ومتعددة، كما كان نصيب الأديب والشاعر عدنان العوامي من هذا التوثيق أن طبع عنه الكتاب الثاني الذي هدف إلى توثيق الفعالية التي أقيمت في المنتدى احتفاء بصدور أول عمل له في تحقيق ديوان الشاعر أبي البحر الخطي والمقرونة بمقدمة تستقصي أوضاع المرحلة التاريخية التي عاشها، لما لها من أهمية اجتماعية وسياسية بسبب الصراع البرتغالي العثماني والقوى الإقليمية الأخرى التي كانت تسيطر على جزيرة البحرين وإقليمي الأحساء والقطيف آنذاك، وصدر هذا التحقيق في مجلدين.
أما الإصدارات الثلاثة الأخرى فقد كانت تأبينية عن الشيخ علي المرهون وشاعر الخليج خالد الفرج، وبوصلة الوطن الكاتب الراحل الدكتور عبدالرحمن الوابلي الذي وصف بأنه لم يكن فرداً عاش بمعزل عما يجري حوله، بل إنه مثقف كبير وحقيقي، تفاعل مع محيطه، وتمكّن من التعبير عن قضايا مجتمعه بكل وضوح وقوة، كما تمكن من القيام بدوره كمثقف تنويري ملتزم في إظهار ما يراه من تناقضات وإشكالات في المجتمع، وإبرازها بشكل جريء وواضح.
فيما كانت الإصدارات الأخرى تكريمية، ولعلّ من أبرز الأسماء التي كرمت في هذا المنتدى حسن العوامي الذي وصف بأنه جزء مهم من تاريخ وذاكرة القطيف، وصاحب دور طليعي بوصفه مثقفاً وناشطاً وشخصية وطنية، إضافة إلى تأثيره الكبير في نشأة وتشكيل حركة الوعي العام في القطيف التي أطلّ من خلالها في عامه الخامس والتسعين على أجيال ساهم في صياغة فكرها كما ساهم في تعزيز صلتها بالأرض وانتمائها للوطن.
أما الكتاب الأخير في هذه الإصدارات التوثيقية فقد كان من نصيب المفكّر إبراهيم البليهي وشارك فيه مثقفون متخصصون بقراءات نقدية لتجربة البليهي الفكرية ومراحل تطورها، ووصف هذا اللقاء بأنه كان مختلفاً عن غيره من اللقاءات، نظراً للحضور الكثيف الذي شهده هذا اللقاء، والذي تحوّل في وقته إلى لقاء وطني جمع كتاباً ومثقفين وإعلاميين وممثلي جهات رسميّة من مختلف مناطق المملكة.
لم يخلُ هذا اللقاء من الحوار الجاد والنقاش الفكري الذي برز بشكل كبير في المداخلات والنقاشات التي تم توثيقها في هذا الإصدار.