دعا وزير العمل والشئون الاجتماعية السابق الدكتور علي النملة الى تشكيل مجالس استشارية غير ملزمة للمؤسسات الأهلية، مؤكدا، أن نظام الجمعيات والمؤسسات الأهلية في صورته الأخيرة متطور كثيرا عما كان عليه الوضع في السابق.
وطالب بضرورة وجود عنصري الاقتناع والإرادة لتحقيق أي مشروع وتجاوز إشكاليات البيروقراطية السائدة.
ودعا إلى تفعيل برامج التطوع والاستفادة المثلى من المتقاعدين عبر التخطيط المبكر قبل التقاعد، موضحا أن مفهوم المجتمع المدني لا يزال فضفاضا وضبابيا في المجتمع.
وقال خلال تحت عنوان ”المؤسسات الأهلية وتحديات العمل الاجتماعي“ بمنتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف، ان العلاقة بين دوائر القطاعات الثلاثة، وهي القطاع الحكومي أو العام، والقطاع الخاص، والقطاع الأهلي أو المدني.
وأشار إلى تكاملية العلاقة بين هذه القطاعات، وأن لكل قطاع منها أدواره الرئيسية المحددة مع أن هناك تداخل بينها أحيانا، وكلها تعمل ضمن منظومة الدولة الممثلة في الحكومة والمواطن والكيان.
وأوضح أن مهمة الحكومة ترتكز على تنظيم حياة الناس وشئونهم والمحافظة على الامن وتأمين العيش الرغيد والرفاه الاجتماعي للمواطنين.
وبين، أن دور القطاع الخاص في هذا المجال يتركز في التيسير والمساندة للعمل الأهلي والخيري عبر المشاركة في دعمه والابداع في طرق مساندته.
ولفت الى ان ذلك يعود بشكل إيجابي على مصلحة القطاع الخاص ذاته لمساهمته في تدوير مكاسبه ونفع المجتمع بها مما يعني المزيد من الاستقرار والمردود الإيجابي في المجتمع.
واضاف، ان القطاع الأهلي يتميز بقدرته على القرب من حاجات وقضايا الناس والوصول إلى مختلف الشرائح الاجتماعية بفعالية ومرونة، مما يعطيه قدرة على القيام بأدوار ومهام لا يؤديها غيره، ولهذا فإن عمل مؤسسات القطاع الأهلي مهم للغاية وأصبحت في تطور وتوسع بصورة مستمرة.
وأوضح، أن هناك حذرا دائما لدى الحكومات من تداخل دور المؤسسات الأهلية مع عمل الحكومات.
ودعا لمعالجة ذلك بوضع أنظمة وقوانين تحمي سيادة الدولة وتتيح المجال أمام المؤسسات الأهلية للحركة والعمل بمرونة كافية في المجالات الاجتماعية المختلفة.
وتحدث الدكتور النملة مفصلا حول الجوانب المختلفة للعمل الأهلي مركزا على الجانب الخيري منه.
وأشار إلى أن من أهدافه انتزاع الفقير من فقره باعتبار أن مشكلة الفقر من أبرز قضايا العمل الخيري، مشيرا الى أن اتساع الطبقة الوسطى في المجتمعات يعد مؤشرا إيجابيا في استقرارها ونموها.
وحول التحديات التي تواجهها المؤسسات الأهلية، اوضح ان ابرز تلك التحديات تتمثل في ضعف التخطيط الاستراتيجي في عمل المؤسسات؛ فكثيرون لا يتوقعون ان العمل الخيري قد يواجه أية تهديدات وهو خطأ كبير، حيث أنه مثل أي عمل مؤسسي آخر لا بد من أن يأخذ بدراسة كل المخاطر والتحديات.
وأكد، أن غياب التخطيط ينتج عنه الارتجالية في العمل. واضاف، ان قائمة التحديات الداخلية في عمل المؤسسات الأهلية تتضمن كذلك، ضعف الموارد البشرية، وضبابية مفهوم التطوع والتعامل مع المتطوعين، وتنامي الضغط على المؤسسات الخدمية بسبب ازدياد أعداد المستفيدين، وغياب معايير الإنتاجية في العمل لأسباب إدارية، وعدم الاهتمام بالاستثمار المالي للمؤسسات الأهلية.
ولفت الى ان ابرز التحديات الخارجية الدولية منها والمحلية والتي تهدف إلى التضييق على حركة العمل الخيري ونشاطه، وخاصة في هذه المرحلة.
أشار الدكتور النملة إلى معرفته الطويلة بالحاج عبد الله المطرود كرائد من رواد العمل الاجتماعي المؤسسي.
وطالب بأن يخصص شارع رئيسي باسمه في المنطقة، كما ذكر بعض النماذج العالمية والوطنية الداعمة للعمل الخيري والإنساني مثل بيل قيتس وسليمان الراجحي وغيرهم.
من جانبه كرم المنتدى المرحوم عبد الله المطرود بتقديم درع لابنه محمد المطرود الذي أشاد بهذه الالتفاتة من القائمين على المنتدى وعدد الاهتمامات والأنشطة الخيرية المتعددة التي بادر بها والده والتي تعدت حدود المنطقة، مثمنا مشاركة الدكتور النملة في هذا الاحتفاء.