الدراما الخليجية على طاولة منتدى الثلاثاء الثقافي

567

نظم منتدى الثلاثاء الثقافي ندوته الثالثة للموسم الثامن عشر والتي كانت تحت عنوان “مساجلات وحوار حول الدراما الخليجية” حيث استعرض الفنان عبد المحسن النمر تجربته في العمل الدرامي، بحضور نخبة من الفنانين والمسرحيين والكتاب، وذلك في مساء الثلاثاء 3 ربيع الأول 1439هـ الموافق 21 نوفمبر 2017م.

وقبل الندوة وضمن الفعاليات المصاحبة لها، تحدثت الفنانة زينب البوسعيد التي أقامت معرضا فنيا بالمنتدى عن تجربتها الفنية التي طورتها أثناء دراستها الجامعية في أمريكا وشاركت في العديد من المعارض الفنية وحصدت مجموعة جوائز. كما كرم المنتدى المخرج المسرحي ياسر الحسن على انجازاته وأعماله الفنية والتي كان آخرها مسرحية “الشرقي الذي فقد” والتي فازت بأفضل نص مسرحي في مهرجان “عشيات طقوس” بالأردن.

أدار الأمسية الكاتب المسرحي عباس الحايك الذي عرف بالفنان عبد المحسن النمر واصفا إياه بأنه أيقونة الدراما الخليجية حيث بدأ مبكرا مع الفن من مسلسل “الشاطر حسن” وواصل متألقا في العديد من المسلسلات التلفزيونية الخليجية والعربية، وحاوره حول العديد من القضايا الفنية.

حيا المحاضر النمر الجمهور المشارك في الندوة واصفا إياهم بأنهم هم أهل الفن المتجذر فيهم حتى النخاع باشكاله الاجتماعية والتراثية، مستذكرا مشاهداته للتمثيل في المناسبات الدينية والاجتماعية المختلفة بالقطيف، وأن أول تجربة له في التمثيل كان تجسيدا لقصيدة للشاعر القطيفي علي المصطفى. واستعرض نبذة عن حياته الفنية حيث كانت ألعابه وهو طفل تقترب من حركات التمثيل وتعبر عنها، وتدرج مع المسرح في أشكاله المختلفة وشارك في المؤسسات الفنية والثقافية كجمعية الثقافة والفنون. وقال أن الدراما في المنطقة الشرقية لها طعمها وفنها المميز لوجود الكثير من الفنانين الرواد الذين كانوا يمارسون الأعمال الفنية على الرغم من قلة الامكانيات وبساطتها.

واضاف أنه على الرغم من ذلك إلا أن جغرافية المنطقة لم يجعلها تحظى بنيل حظ وافر من الاهتمام بفنونها والبرامج التلفزيونية مثل المناطق الأخرى، مستعرضا بعض الأعمال الدرامية المحلية التي شارك فيها مثل “مجاديف الأمل” الذي اعتبره معبرا عن الحالة المحلية بامتياز مع أنه لم ينل حظه في التوزيع والانتشار. وقال أن مسلسل “طاش ما طاش” عمل فني ناجح بكل المقاييس وتحول إلى كونه أنموذج ومقياس لبقية الأعمال، وحول مسلسل “درب الزلق”، فأوضح أنه احتوى على العديد من الأخطاء الفنية إلا أن ميزته أنه كان يعبر عن حالة عفوية وليدة اللحظة مما جعله تلقائيا أمام المشاهد.

وأوضح الفنان عبد المحسن النمر أن العمل الدرامي ليس مجهودا فرديا، وأن على المخرج لأي عمل فني أن يكون واعيا وقادرا على أخذ أقصى ما يمكن من حقيقة الممثل، من هنا جاء اهتمامه باختياره للمخرجين بعناية في كل عمل يقوم به. وأوضح أن تقييم العمل الفني يأتي من أشخاص متخصصين وليس تعبيرا انفعاليا، وأن الدراما لا تطرح حلولا كما أنها لا توجه المشاهد إلى ما ينبغي القيام به، بل أنها تخلق حالة من الصدمة الداخلية أحيانا، من هنا فإن على الممثل أن يكون صادقا مع الدور الذي يقوم به.

وأضاف أن العمل الدرامي التلفزيوني عمل متقطع وليس متواصلا كالعمل المسرحي، وأنه مارس الانتاج الفني في بعض المراحل، مشيرا إلى أن الممثل يلجأ ليكون منتجا للبحث عن فرصة فنية أو لسبب تجاري. كما تناول تجربته في الحياة العملية وقراره بترك الوظيفة والتفرغ للعمل الفني لأنه وجد صعوبة في الجمع بين العملين في ذات الوقت. وتناول الفنان النمر مشاكل العمل الفني والتي منها قلة الفنانين الجيدين بشكل عام، وغياب المؤسسات الراعية لهم كنقابة الفنانين وغيرها حيث يفتقد العاملون في هذا المجال أية ضمانات معيشية.

وتناول في حديثه أيضا تجربة بعض الفنانين المعروفين الذين شارك معهم كعبد الحسين عبد الرضا والذي خصه بالمديح كونه يمتلك كارزما مؤثرة وشخصية حقيقية وصادقة، وأنه كان متواضعا على الرغم من موقعيته العالية. كما تحدث عن انطباعاته في العمل مع الفنانتين سعاد عبد الله وحياة الفهد واختلاف أسلوب كل منهما. وأوضح أن على الممثل أن يفرض وجوده ودوره من خلال الاصرار والاستمرارية والمواصلة في العمل، وأن من أبرز المشاكل القائمة هي قلة كتاب السيناريو في المنطقة.

وأشار في نهاية حديثه إلى أن هناك فرصا واسعة ومفتوحة في هذه المرحلة أمام الدراما، كما أن هناك جاهزية اجتماعية كبيرة، مشيرا إلى ضرورة الفصل بين الترفيه والسينما التي هي عبارة عن فكر وذاكرة وتوثيق وليست مجرد فقرات ترفيه، فالدراما في رأيه تختزل كل المعاني والتأثير. وأكد على ضرورة تفعيل وتنشيط العمل الفني بكل أشكاله، مستشهدا بدور المسرح المدرسي في تأهيل الطلبة على العمل الجماعي وتقوية شخصياتهم وتنمية قدراتهم الذاتية.

بدأت المداخلات بمشاركة للأستاذ علي البحراني حول ابتعاد الدراما الخليجية عن الحالة القيمية والمبدئية في مختلف الأعمال المعروض وخاصة خلال شهر رمضان، وتعزز حالات الكذب والسرقة والخيانة في كثير من المشاهد. وتساءلت الأستاذة هدى العبد الجبار عن تاثير الأدوار التي يقوم بها الممثل على شخصيته وحياته الاعتيادية وخاصة في الأدوار التي تتعارض مع شخصيته، وطرحت الأستاذة هدية العباد موضوع العلاقة بين الانتاج والتمثيل، والظروف التي تدفع الممثلين ليتجهوا للانتاج الفني. الصحفي حسن القريش تساءل حول قرار الفنان النمر بالتفرغ للعمل الفني وترك الوظيفة وهل أن ذلك مجازفة؟

وطرح الاستاذ صالح العمير دور الفنان المرحوم عبد الحسين عبد الرضا وتأثيره في العمل الفني الخليجي، متسائلا عن مدى الاستعدادات لدى الفنانين لمواكبة التحولات القائمة في السعودية والخطط الجديدة. وتناول الاستاذ حسين المطوع اشكالية عدم انجذاب الشباب للأعمال الدرامية الخليجية، كما تساءل الاستاذ حسين ال يعقوب عن معيار اختيار العمل مع فنانين معينين. الاستاذة نسيمة السادة علقت على حديث المحاضر حول اهمية دعم الموهوبين من الممثلين والفنانين المحليين ليكونوا اكثر كفاءة واهلية وشهرة، وطرحت الاستاذة منى الشافعي ضرورة ان تكون الدراما عاكسة للوضع الاجتماعي بكل مكوناته وان تكون مصدرا للمعلومات عنه ومعبرة عنه وعن شخصياته المتعددة كما هو الحال في الدول المتقدمة فنيا.

وأشار الأستاذ فتحي البنعلي إلى ضرورة الاهتمام بالكتابة عن تاريخ وتراث محافظة القطيف الثري جدا، متسائلا عن أسباب العزوف عن ذلك كتابة وتمثيلا. وطرح الأستاذ علي اليتيم ضرورة وجود نقابة للفنانين وتحولها الى مؤسسات فاعلة حقيقية على ارض الواقع. وأكد الشيخ حسين القريش على أهمية استقلالية العمل الفني وملامسته للقضايا التي يستعرضها الفنان واالكاتب والمخرج، مشيرا إلى أن النجاحات توافقت مع الأعمال التي عبرت عن ذاتها بصورة مستقلة. وعلق الدكتور عبد العزيز الحميدي على أهمية المسرح المدرسي ودوره في بناء قدرات الطالب وايصال الرسائل المهمة من خلاله.

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد