بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان الذي يوافق العاشر من ديسمبر، خصص منتدى الثلاثاء الثقافي احتفاءه بهذه المناسبة لمناقشة واقع الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الاعاقة من خلال استضافة ست مؤسسات تعمل على رعاية احتياجات هذه الشريحة في المنطقة الشرقية، وذلك مساء الثلاثاء 4 ربيع الثاني 1440هـ الموافق 11 ديسمبر 2018م في ندوة حملت عنوان “الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الاعاقة: عرض وتقييم”، أدارتها الأستاذة تغريد المحاسنة. وقد مثلت الأستاذة عالية آل فريد الشخصية الحقوقية لهذا العام 2018 وذلك ضمن برنامج المنتدى السنوي في هذه المناسبة العالمية بترشيح وتكريم شخصية وطنية حقوقية، وهي ناشطة حقوقية حاصلة على ماجستير نظم سياسية وقانون دستوري، ومؤسس مركز إيلاف لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، عضو الجمعية الوطنية لحقوق الانسان وكذلك الشبكة العربية لمدربي حقوق الانسان.
في كلمة المنتدى بهذه المناسبة، أكدت رئيس اللجنة التنفيذية الأستاذة هدى الناصر على اهتمام المنتدى بالشأن الحقوقي في مختلف برامجه وأنشطته لغرض اثراء الوعي المجتمعي بحقوق الانسان ورفع مستواه، وقالت أنه يأتي تخصيص هذه الأمسية حول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لأهميتها البالغة ولقلة المعلومات المتوفرة والمتداولة، ولكون الفئة المعنية بهذا الموضوع تشمل قطاعا واسعا من الأشخاص في المجتمع المحلي، وبغرض التعرف على مدى مواءمة الخدمات التي تقدمها المراكز والمؤسسات المعنية بهذا المجال مع الحاجات الفعلية من خلال فتح حوار مباشر بين المستفيدين وهذه المراكز، كما باركت للأستاذة آل فريد اختيارها الشخصية الحقوقية لهذا العام، آملةً أن يكون ذلك تحفيزا للمهتمين بهذا المجال من العمل الإنساني الهام.
وتضمنت الأمسية عدداً من الفعاليات شملت عرض فيلم تثقيفي حول حقوق الانسان، وإقامة معرض تشكيلي للفنانة شعاع الدوسري المشرفة والمدربة في مركز التدريب الأول لاستراتيجيات التدريس الحديث ومهارات الفن والتي تشارك للأسبوع الثاني على التوالي بمجموعة من لوحاتها المميزة، كما تضمنت الفعاليات المصاحبة تكريم مجموعة “حراير ميديا” المهتمة بإنتاج أفلام قصيرة هادفة تعالج قضايا اجتماعية وانسانية عامة، والتي أنتجت خمسة أعمال منذ تأسيسها عام 2017 ولها مشاركات محلية وخليجية، وضمن برنامج كتاب الأسبوع عرضت مجموعة كتب مختصة في مجال رعاية ذوي الاعاقة، وقد تفضلت ضيف شرف الندوة الأستاذة عالية آل فريد بتسليم دروع المنتدى للمشاركين.
افتتحت الندوة الأستاذة تغريد المحاسنة بتأكيدها على أهمية وضوح الدور الاستثنائي الذي تقدمه مراكز رعاية الأضخاص ذوي الاعاقة لكافة أفراد المجتمع، من خلال تكثيف اللقاءات الأهلية مع هذه المراكز في سبيل تعزيز الوعي الاجتماعي ليكون الاهتمام بهذه الشريحة أمراً مألوفاً وراقياً. وكانت الورقة الأولى في هذا اللقاء لمجمع شموع الأمل للتربية الخاصة والتأهيل بالدمام، قدمتها الأستاذة رملة محمد الزيد ماجستير إعاقة ذهنية من جامعة أوكلاهوما الأمريكية والمشرفة حالياً على قسم الاعاقة الذهنية بالمجمع، حيث أشارت إلى أن وضع ذوي الاعاقة في السنوات الأخيرة تقدم على مستوى الخدمات والاعانات، بيد أن مسألة التقبل الاجتماعي لهذه الفئة لا زال متدنياً في البيئة العربية بشكل عام مما يؤدي إلى عدم الاستثمار الأفضل للخدمات المقدمة. وفي هذا السياق انتقدت الأستاذة الزيد برامج الدمج لعدم توفير كادر تعليمي مؤهل أكاديمياً ونفسياً للتعامل مع هذه الشريحة وأن ثمار هذا البرنامج لم تصل للمستوى المرغوب، ومن جهة اخرى استعرضت أهم الحقوق الواجب العناية بها وهي قاعدة فن التعامل ليكون الاهتمام بالمعاق بمنزلة الابن أو الأخت، وثانياً التشخيص السليم لمستوى الحالة من الاعاقة، وثالثاً النزول لمستوى الطفل المعاق بلغة الجسد والتواصل البصري ورابعاً مساعدة المعاق على تخطي مشكلته وتأهيله ليكون شخصية معتمدة على نفسها وتفيد المجتمع.
الورقة الثانية استعرضتها الأستاذة عبير نشوان المشرفة الفنية بمركز تنمية الطفل للرعاية النهارية والحاصلة على بكالوريوس علم نفس تخصص رعاية المعاقين، حيث ركزت على التحديات التي يواجهها الطفل المعاق من خلال تجربتهم العملية، ففي حالات الاعاقة الجسدية يقوم المركز بالعمل على تخطي المشكلة نفسياً لجعل الشخص المعاق متقبلاً الوضع والنهوض بشخصيته من خلال الامكانات المتاحة وقدراته، أما إذا كانت الاعاقة ذهنية فيتم العمل على تشجيع الأسرة لتوفير بيئة محفزة لتنمية الطفل. وأكدت في هذا السياق على أهمية أن تدرك الأسرة القريبة وامتداداتها النسبية سبل التعامل المشجع على تقليل الآثار السلبية للحالة، كما دعت الأستاذة نشوان إلى تشكيل برامج أهلية على مستوى الأحياء لهذ الفئة، مؤكدة على أهمية التنافس بين مراكز رعاية المعاقين في تقديم الخبرات والتكامل بينهم.
قدم الأستاذ شفيق آل سيف الحاصل دبلوم الارشاد الأسري وخريج مركز التأهيل الشامل بالخبر، الورقة الثالثة عن مركز زهور المستقبل لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، متحدثاً عن خدمات المركز المتمثلة في القسم العلاجي الذي يشمل العلاج الطبيعي، النفسي، الأكاديمي، وتنمية المهارات والبرامج الترفيهية، وقسم التوعية والإرشاد للأسر والمجتمع. وأشار إلى أن المركز نفذ (100) برنامج إرشادي خلال ثلاث السنوات الأخيرة، إلى جانب الزيارات الميدانية للمؤسسات التعليمية والاجتماعية المختلفة. وفي جانب آخر، أكد الأستاذ ال سيف على أربع توصيات: أولها تقبل الأسرة لحالة الأشخاص ذوي الإعاقة والعمل على تحويلها رحمة لا شقاء، وأهمية الوعي بالفوارق الشخصية بين الأشخاص من ذوي الإعاقة وعلى الأم بالتحديد أن لا تصاب بالإحباط نتيجة ذلك، وضرورة الاهتمام بالتشخيص الدقيق للحالة، وأخيرا تعزيز روح التعاون المثمر بين المراكز الرسمية والخاصة لرعاية الأشخاص ذوي الإعاقة.
ومثلت مركز إيلاف لرعاية وتأهيل المعاقين في الورقة الرابعة الأستاذة سارة الداوود الأخصائية التربوية، حيث بينت في حديثها اهتمامات المركز المتمثلة في تنمية مهارات الأطفال اللغوية والمهنية، وبرامج التاهيل والتوعية السرية، وتدريب كوادر مختصين في تقديم خدمات هذه الشريحة، ومساعدة طلبة الجامعات في دعم أبحاثهم العلمية في هذا المجال، فتح المجال وتشجيع طلاب وطالبات المرحلة الثانوية لتقديم الخدمات داخل المركز. وأشارت إلى حصول مركز إيلاف على جائزة (التميز) من قبل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية نظير نجاحه في برنامج “الخطة التربوية” التي يتم رسمها لكل طالب بمفرده.
وقدمت المسئولة في وحدة الخدمات المساندة لذوي الإعاقة للإناث بالقطيف الاستاذة أمينة اليعقوب الباحثة الاجتماعية بوحدة الخدمات المساندة لذوي الاعاقة للاناث بالقطيف، حيث استعرضت الخدمات المالية والخدمية التي تقدمها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية من خلال الوحدة، داعية أفراد المجتمع لزيارة الوحدة والتعرف على أنشطتها.
وشاركت الدكتورة نعيمة الغنام الباحثة التربوية والاجتماعية والمستشارة في هيئة حقوق الانسان سابقاً، ممثلة جمعية “همم”، حيث أشارت إلى أن الجمعية تختص بتقديم خدمات التدريب والتأهيل للأسر التي تحتضن أشخاص من ذوي الاعاقة، ورفع كفاءة الأسر من خلال الدعم المادي والمعنوي في مختلف المجالات. وتحدثت حول برامج الجمعية التي من بينها حملة “نصل إليك” والتي تهدف لعقد جلسات اثرائية للأسر والمهتمين وكذلك الجلسات الفردية، وإقامة النادي الصيفي، وتفعيل الأيام العالمية، كما أنها تتكامل في تقديم تلك الخدمات مع المؤسسات والمراكز ذات العلاقة، لافتة النظر إلى اهمية استيعاب الأبوين للصدمة الأولى عند علمهم بطفلهم المعاق مشيرة أن زيادة وعي المجتمع وحسن التعامل مع هذه الشريحة من أهم عوامل مساعدة الأسر لاستيعاب حالة الاعاقة لديها.
بعد ذلك بدأت جولة المداخلات بتعقيب الأستاذ هاشم الشخص بشأن أهمية التعاون والتكامل بين المراكز الأهلية والمؤسسات الرسمية، من جهته نوه الأستاذ محمد جعفر المسكين بأهمية تدريس ذوي الاعاقة وأسرهم حياة عمالقة الابداع من هذه الشريحة كأديسون وستيفن هوكينج. الأستاذة خديجة الربعان انتقدت ضعف الدور الإعلامي لمراكز الرعاية الأمر الذي يقلص وعي وتفاعل المجتمع معها، كما أشاد الأستاذ علي الحرز بالمشاركات المقدمة منتقداً تداول مقولة “العقل السليم في الجسم السليم” لأن العالم القديم والحديث مليء بالعباقرة من هذه الشريحة. الأستاذ محمد الحمد من مركز التأهيل الشامل أكد على تعاون الوزارة مع المراكز الأهلية المرسمة في دفع تكاليف رسوم الدراسة لذوي الاعاقة، وطالب الإعلامي حبيب آل محمود مراكز رعاية الأشخاص ذوي الاعاقة لإبراز دورهم اعلامياً وفق المهنية الصحفية وليس بطرق تقليدية لا تصل إلى الأشخاص المهتمين.
وفي ختام هذا البرنامج الحافل، تحدثت شخصية المنتدى الحقوقية لهذا العام الأستاذة عالية آل فريد مؤكدة على أهمية رعاية حقوق الفرد لكونه انساناً، وان حقوق الانسان ليست ترفاً وانما هي حاجة وطنية، مشيرة إلى أن العمل الحقوقي هو مجموعة مبادئ سامية مفتاحها دراسة القوانين واللوائح والأنظمة والمعاهدات المتصلة بها إضافة إلى الثقافة العامة وهو مجال خصب وواسع، كما أبدت شكرها واعتزازها بأن يأتي تكريمها من جهة معروفة بجهدها في الاهتمام بثقافة الحقوق كمنتدى الثلاثاء الثقافي.
التقرير على اليوتيوب:
المحاضرة الكاملة:
كلمة الأستاذة مريم ال محمد (حراير ميديا):
كلمة الفنانة شعاع الدوسري:
كلمة الشخصية الحقوقية للعام الأستاذة عالية آل فريد: