على وقع الفكر والفلسفة الإنسانية التي تحاول الارتقاء بالمفاهيم البشرية وجعل الإنسانية أكثر تقدما احتشد أدباء وكتاب ومفكرون في قاعة المقابي الثقافية بمحافظة القطيف في أمسية تكريمية نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي تكريما للمفكر إبراهيم البليهي.
وعنونت ندوة المنتدى التي حضرتها الشخصيات الثقافية والأدبية من مناطق عدة في المملكة بـ”نحو رؤية إنسانية لتحرير العقل”، فيما تميزت الأوراق الأكاديمية المصاحبة لها بطرح الأسئلة والنقد والإشادة بمنهج البليهي الفكري الممتد لنحو ثلث قرن من الزمان، وذكر كتاب لـ”الرياض” بأن ردود البليهي الفكرية لم يغب عنها الجدل الفكري المتصف بالتوضيح والأهمية، سواء في ردوده على أطروحات نقدية قدمها د. توفيق السيف، أو الكاتب هشام قربان، أو الأستاذ المشارك في النحو والصرف وفقه اللغة بجامعة الإمام د. إبراهيم المطرودي، أو الأستاذ المساعد بقسم الأدب بجامعة الإمام د. خالد الرفاعي.
والندوة التي افتتحها راعي المنتدى الرئيس الأسبق للمجلس البلدي في محافظة القطيف تميزت بالمداخلات، بينها مداخلة الشيخ حسن الصفار وقال فيها: “إن البليهي مفكر قرأته النخبة واستمعت لكثير من أفكاره”. داعيا المنتدى لمواصلة هذه المسيرة وأن يفتح المجال لمناقشة الأفكار وتقويمها حتى يتعود الناس أن يتلقوا الأفكار تلقي الدراسة والتفكير والتأمل. ودعا المفكرين والمثقفين في أن يسلطوا الأضواء أكثر على فكر البليهي ليأخذ حقه من الدراسة والتقويم”.
وأشاد راعي المنتدى م. جعفر الشايب بجهود البليهي الفكرية، مستعرضا جهود المنتدى في تكريم الشخصيات الثقافية والاجتماعية الوطنية، وقدم الكاتب هشام قربان استعراضا لأبرز نظريات ومفاتيح أفكار البليهي، متناولا منهجه في تأسيس نظرية الجهل. وذكر الدكتور خالد الرفاعي بأن البليهي اعتمد على التكرار في طرح الأفكار حيث أصبحت سمة من سمات كتاباته، وهي تؤدي كذلك وظيفة لفت انتباه المتلقي للأفكار الرئيسة والمحورية ومحاصرته بها، مستبعدا وجود صراع فكري في العالم العربي بل مفكرون يكتبون ويعيشون في عزلة عن مجتمعهم.
واعتبر د. توفيق السيف في كلمته البليهي شخصية فكرية فذة على المستوى العالمي. أما الدكتور إبراهيم المطرودي فقد افترض وجود حقبتين في نظر البليهي للمتلقي الأولى قدرة المتلقي على تغيير نفسه ومن حوله كخطابه في بنية التخلف التي برز فيها الأمل في الانتصار على العوائق، والثانية حديثه في التلقائية باعتبار أن المتلقي غير قادر على التغيير.
إلى ذلك رد البليهي على هذه المقولات بإعادة التعريف بمنظومته الفكرية ونظرياته، متهما المشاركين بأنهم لم يقرؤوا أفكاره بعمق، وأوضح الإشكالات التي طرحها المشاركون والمتداخلون، معتبرا مشروعه نموذجا فكريا متقدما ومتكاملا.
يشار إلى أن المنتدى كرم البليهي في نهاية الندوة.