لقاء حول مسيرة العلاقات السعودية الأمريكية بمنتدى الثلاثاء

4٬245

أقام منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف هذا الأسبوع ندوة تحت عنوان “قراءة في مسيرة العلاقات السعودية الأمريكية”، باستضافة رئيس مكتب سفارة الخليج للدراسات والاستشارات في التربية والتنمية بالرياض وعضو مجلس الشورى السابق الدكتور خليل بن عبد الله الخليل، وذلك مساء الثلاثاء الأول من رجب 1438هـ الموافق 28 مارس ٢٠١٧م

وقد صاحب الندوة مشاركة الفنان عباس الخميس الذي تحدث حول تجربته في التصوير الضوئي القائمة على الترحال والسفر ورصد حياة الشارع في المجتمعات المختلفة، حيث عرض عدد من لوحاته عن مجتمع النيبال، والفنان الخميس معلم تربية فنية حاصل على بكالوريوس فنون تربوية ودبلوم تصوير من شركة أجفا الالمانية ويرأس حالياً جماعة التصوير الضوئي بالقطيف كما رأس قسم التصوير بالجمعية السعودية للثقافة والفنون بالدمام عام 2008 ، حاصل على أكثر من 300 جائزة عالمية وحاصل على لقب EFIAP من فيدرالية التصوير العالمية ولقب التاج الثاني من منظمة المصورين الدوليين، كماحكّم أكثر من 25 مسابقة فوتوغرافية.

وقد أدار الأمسية الأستاذ عيسى العيد عضو اللجنة المنظمة بالمنتدى مفتتحاً الندوة بالإشارة إلى أهمية التعرف من قرب على العلاقات السعودية الأمريكية نظراً لحجم تأثيرها السياسي عربيا وإقليميا وانعكاساتها المحلية والاقليمية خصوصا مع التغيرات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي مرت بها المنطقة خلال أربعين سنة الأخيرة وكان لها وقع على العلاقات بين البلدين بين مد وجزر، كما عرف بالدكتور خليل بن عبدالله بن حسن ال خليل الحاصل على الدكتوراه في الادارة والتخطيط التربوي من جامعة جنوب كاليفورنيا والماجستير في فلسفة التربية والتعليم الخاص، عين مستشاراً ونائبا لرئيس الشؤون الاسلامية في سفارة المملكة بواشنطن (1407/ 1415هـ) كما عمل استاذا مساعدا بقسم التربية بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، وعين عضواً بمجلس الشورى وشارك في عدد من المؤتمرات والندوات واللقاءات العلمية والاعلامية والسياسية والتعليمية داخل المملكة وخارجها.

بدأ الدكتور خليل ورقته بالحديث عن بداية التحول الحقيقي للمملكة معتبراً الحدث التاريخي في الاول من يونيو 1939 الذي شهد ضخ أول شحنة نفط للباخرة الأمريكية من مرفأ رأس تنورة باعتباره اللبنة الأولى التي نقلت المملكة إلى واقع مؤثر ومتغير مستشهداً بمقولة وزير البترول السابق المهندس علي النعيمي بأن هذا الحدث “هو أول اتصال تجاري مؤثر بين المملكة والعالم الخارجي وغير المجتمع السعودي إلى الأبد”، مشيراً في هذا السياق الى أن العلاقات بين السعودية وامريكا بدأت تجارياً ثم تطورت إلى علاقات استراتيجية في مجالات عدة، لافتاً إلى تفرد هذه العلاقة بأنها لم تكن نتيجة حرب أو استعمار سابق كما هو الحال في معظم البلدان العربية.

انتقل حديث الدكتور خليل باستعراض اهم سمات تشكل ملامح وأبعاد العلاقات بين البلدين فذكر أنها نشأت في جو طبيعي وضمن تفاعلات مصلحية مشتركة، والسمة الثانية هي التواصل الدائم رغم مرور تحديات اختبار لهذه العلاقة ولكنها لم تنقطع، وثالثاً العلاقة الشخصية بين القيادات العليا في البلدين التي أصبحت تقليداً في العلاقات السعودية الأمريكية، ورابعاً الشمولية والتوسع فهي بدأت بالاقتصاد والطاقة ثم شملت قضايا الأمن والسلم والتعليم والتدريب والتسليح ومسائل الأمم المتحدة، مشيراً إلى أنه رغم تقلص تزويد الولايات المتحدة بالنفط حالياً إلى 14% إلا أن النفط يبقى عاملاً استراتيجيا في علاقة البلدين حتى مع وجود النفط الصخري.

ومن جهة أخرى لفت الدكتور الخليل النظر إلى أن الأصل في أي علاقات سياسية بين بلدين ان تكون محددة وغير شمولية غير أن الظروف والأوضاع السياسية قد تفرض هذا التوسع، وفي سياق تبيان جوانب ايجابية أفادت المملكة من جراء العلاقة مع أمريكا أشار إلى ثلاث اتفاقيات مهمة بين البلدين الأولى في مجال التعليم وقعها الملك فهد عام 1974م وكان حينها وزيراً للداخلية بصحبة وفد ثقافي والثانية وقعها المهندس محمود طيبة وكيل وزارة المالية عام 1978م استكمالاً للأولى، وهي التي أسست لبرنامج البعثات في عهد الملك خالد والملك عبد الله والاتفاقية الثالثة والمهمة تمت في عام 2008م للتعاون التكنولوجي وحماية المنشآت الحيوية، نافياً في هذا السياق وجود اتفاقيات سرية، ثم تطرق الدكتور خليل لمجال التعاون الأمني والسياسي بين البلدين حول الأزمات التي تحيط بالمملكة.

بعد ذلك تطرق المحاضر لأبرز نقاط التباين بين البلدين متمثلة في القضية الفلسطينية، وقضية إيقاف البترول عام 1973م، والاتفاق النووي الإيراني، وقضايا الربيع العربي ودعم تنظيم الاخوان المسلمين يضاف إلى ذلك تصريحات الرئيس ترامب، لافتا في هذا الموضوع إلى طبيعة السياسة السعودية في التعامل مع تلك القضايا بالأسلوب المتأني، حيث يجري العمل مع الفريق المحيط بالرئيس لاحتواء آثارها والتي توجت أخيراً بزيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وتحدث المحاضر مفصلا عن الآثار المترتبة على أحداث ١١ سبتمبر وانعكاساتها السلبية الكبيرة على العلاقات بين البلدين، موضحا أنها دمرت ما تم بناؤه على مدى عقود من الزمن. وأشار إلى أن العلاقات السعودية الأمريكية مع تميزها طيلة هذه العقود غير أنها بقيت محصورة ضمن المؤسسات السياسية والأمنية ولم تتوسع للمؤسسات التشريعية كالكونجرس ومجلس الشيوخ والتعليمية كالجامعات او العلاقة المباشرة مع بعض الولايات إلاّ مؤخراً.

وفي نهاية ورقته تحدث الدكتور الخليل عن مستقبل العلاقات بين البلدين مؤكداً على استمرارها كعلاقة استراتيجية لوجود مصالح مشتركة تخدم الطرفين، وهذه الرؤية متبلورة على مستوى القيادات السياسية ومراكز الدراسات إلى أهمية الحفاظ على عمق ومتانة هذه العلاقات ورعايتها ضمن خطط استراتيجية بين البلدين. وأوضح اننا كسعوديين لم ننجح في تقديم أنفسنا للأمريكيين في مجال الأبحاث، ولم نعالج أهم انتقاداتهم بشأن مواضيع المرأة وحقوق الانسان وأحكام الاعدام والحريات الدينية وعدم تجريم العنصرية والطائفية بتشريعات وقوانين، الأمر الذي بفرض استمرارية التواصل والعلاقة بجهود وتكاليف زمنية ومالية أكبر من السابق.

بعد ذلك بدأت المداخلات بتساؤل الأستاذ عيسى العيد حول آثار قانون جاستا على هذه العلاقة، حيث أجاب الدكتور الخليل بأن القانون خرج لغرض انتخابي، ولكن ما يعقد عملية الغائه من قبل الكونجرس أو الشيوخ هو إنه تمت صياغته بطريقة احترافية مضمونها أن “لأهالي الضحايا الحق في مقاضاة الدول الراعية للإرهاب” والمقصود فيها بالدرجة الأولى هو السعودية، موضحاً إن جميع الادعاءات المقدمة ضد مؤسسات أو بنوك أو شخصيات سعودية في محاكم “نيويورك” وكذلك “سيبرنكورد” كسبتها المملكة كما أن العمل جاري لإعادة النظر في هذا القانون. الأستاذ رياض أبو خمسين تحدث عن دور النفط في العلاقة بين البلدين كمؤشر سلبي ولا سيما بعد ظهور النفط الصخري وتصريحات ترامب التي أوضحت أن النفط هو الذي يحدد الاطار الزمني لهذه العلاقة، من جهته عبر الأستاذ محمد المسكين عن استياءه للسياسة الأمريكية الخارجية المتمحورة حول مصلحتها، مؤكداً أهمية تفعيل لوبيات داخل الولايات المتحدة.

وعبر الأستاذ علي البحراني عن قلقه من وجود علاقات متينة مع الولايات المتحدة ليست في ذات المستوى مع دول إقليمية في المنطقة داعياً إلى بذل جهود متوازية في تقوية العلاقات الإقليمية والدولية لدعم جهود التنمية في البلدان العربية، كما أشار الأستاذ عبد الباقي البصارى إلى أن الولايات المتحدة غيرت نظرتها لدول الخليج العربية ومع تأكيده على أهمية العلاقة معها غير إن مواقفها في السنوات الأخيرة من أحداث المنطقة تثبت عدم مصداقيتها. وانتقد الأستاذ محمد الشيوخ البطء في معالجة القضايا الحقوقية والقانونية لأنها ثغرة كبيرة تدفع الدول الغربية باستخدامها كوسيلة ضغط بصورة مستمرة.

وأشار الأستاذ محمد الجبران إلى أهمية معالجة التشدد الديني لأنه سبب رئيس في التأثير السلبي على العلاقات مع دول العالم، كما أكد الأستاذ حسين العلق في مداخلته على أن التحالفات الدولية مبنية على المصالح مؤكداً على أهمية العمل على تشكيل ضمانات تحفظ مصالحنا تجاه تقلبات مواقف الدول العظمى. وفي نهاية المداخلات تحدث راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب حول المحاولات الدائبة للولايات المتحدة في توظيف علاقتها بحلفائها لخدمة سياساتها الأمر الذي يؤدي إلى الاخلال بالتوازن في العلاقات السياسية لذا فإن من المهم تنمية المواقف السياسية مع الحلفاء الدوليين الآخرين حتى لو أدى ذلك لوجود تباينات معينة، والهدف من ذلك أن تكون الدول العربية قادرة على التأثير في مجرى القضايا التي تمس واقعها، مختتما مداخلته بالثناء على المحاضر لما يتمتع به من الوضوح في الأفكار والانفتاح على الآخر، مثمناً استجابته الدعوة للمشاركة في برنامج المنتدى.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

التقرير على اليوتيوب:

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد