الدكتور المطرف يتناول تحديات وفرص الحوار بين المسلمين والغرب

3٬656

ناقش أستاذ العلاقات الدولية والمنظمات الدولية المشارك السابق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ومؤسس منتدى الحوار السعودي الأمريكي الدكتور إبراهيم المطرف أبعاد العلاقة بين المسلمين والغرب في ظل التحديات القائمة وفرص العمل على تعزيزها، جاء ذلك في ندوة تحت عنوان “العلاقة بين المسلمين والغرب في ظل التحولات الجارية” أقامها منتدى الثلاثاء الثقافي ضمن برنامجه للموسم الثقافي السابع عشر مساء الثلاثاء 29 صفر 1438هـ الموافق 29 نوفمبر 2016م.

وأدار الندوة الأستاذ عيسى العيد عضو اللجنة المنظمة للمنتدى الذي تحدث عن أهمية معالجة أزمة العلاقة القائمة بين الطرفين من خلال الحوار الذي يعتبر مدخلا أساسيا في العلاقات الدولية، وخاصة مع تصاعد التوتر بين المسلمين والغرب في المراحل الأخيرة. استهل الدكتور المطرف حديثه بالتأكيد على أهمية وضرورة الحوار والتواصل بين المجتمعات والدول باعتبار أنها أداة للتعارف والتفاهم، وأن ثورة الاتصالات ساهمت في تعزيز ذلك وسهلت التواصل بين الأمم بصورة أكبر مما مضى. وانتقل للحديث عن علاقة المسلمين بالغرب وأنها متداخلة على مر القرون باعتبارها علاقة بين مجموعتين فكريتين أثرتا أكبر الأثر في المسيرة الحضارية الإنسانية، وقفتا في وجه بعضها حيناً، وتعاونتا حيناً أخر، واختلفتا في تبادل الادوار القيادية عبر التاريخ، وأن العلاقة بينهما اليوم لا يمكن فصلها عن تاريخها، بل لا يمكن فهمها إلا في إطار ذلك التاريخ.

وأشار إلى أن حالة الاحتقان في العلاقات بين الإسلام والغرب نالت اهتمام شرائح كبيرة من المثقفين، وقد زاد من ذلك الاهتمام تصاعد حدة المواجهة بين الغرب والجماعات الإرهابية، واتسع نطاق المواجهة على الخريطة العالمية، واتخذت المواجهة هجوما وهجوما مضادا، أدى الى استمرار تصعيد حالة الاحتقان التي زادت عقب احتلال أفغانستان ومن ثم العراق وما تلاهما من هجمات إرهابية في أكثر من مكان ودولة. وأوضح المحاضر أنه بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وانهيار القيم الشيوعية، أصبح الغرب ينظر الى الاسلام على أنه البديل للخطر الشيوعي، وبدأ مفكرون كبار يروجون لأيدولوجية الخطر الجديد، ومن بين أبرز هؤلاء برنارد لويس الذي كتب عن الصراع التاريخي بين الاسلام والغرب، وفرانسيس فوكوياما الذي كتب عن نهاية التاريخ، وهنتنتغتون الأكاديمي الأمريكي الذي روج في كتابه “صراع الحضارات” لفكرة الصدام الحتمي بين الاسلام والغرب وهي المقولة المؤدلجة التي حظيت بشهرة واسعة في الوسط الفكري والإعلامي الغربي.

وواصل الدكتور المطرف حديثه بأن الخوف من الإسلام الذي يعيشه الغرب اليوم، والذي اصطلح على تسميته ب “الاسلاموفوبيا ” لا يعكس مجرد حالة الخوف من المسلم، ولكنه تجاوز ذلك إلى رعب وهلع من الإسلام الذي أصبحت ثقافته في نظر الغرب هي ثقافة الموت والانتحار وإراقة الدماء، وأصبح العالم، وخصوصاً في أوروبا والولايات المتحدة وكأنه مصاب بغثيان عقلي جعله يكره العرب والمسلمين ويراهم أقواماً من الاشرار والفوضويين. وأضاف أنه وفقا ل “لوسيان بيترلان ” رئيس جمعية الصداقة الفرنسية العربية”، فان شعور الأوروبيين يبدو أشبه بحال من يترقب لحظة وقوعه في الاسر الإسلامي، وان أغلب الساسة ورجال الفكر والاعلام في أوروبا يتعاملون مع الاسلام على أنه ظاهرة تتعارض مع مبادئهم، وتهدد ثقافاتهم. وكدارس للعلاقات الدولية، يعتقد الدكتور المطرف أن الجهود الرسمية لتصحيح العلاقة مع الغرب لا تزال ضئيلة وضعيفة، كما أن عدم مشاركة المجتمع المدني في دعم الجهود الرسمية للحكومات والهيئات يعزز الضعف أكثر، على الرغم من الفرص والامكانيات المتاحة والمتوفرة.

وأكد على أننا مطالبون باستراتيجية شاملة لتطوير مشروع للحوار عبر استراتيجية تدعم سياسات وتوجهات العالم الإسلامي وتكون بقيادة مدنية، ومدعومة بتحرك ودعم دبلوماسي ومالي رسمي. وأشار إلى أن قيام المجتمع المدني بالدور المناط به في هذا التوجه وبمختلف تخصصات ومهن مكوناته وفئاته وشرائحه يمثل ضرورة ثقافية وحضارية. واشترط المحاضر أنه من أجل نجاح أية استراتيجية للحوار مع الغرب، فإنه لابد لنا من التأكيد على أهمية الرصد والاستقصاء وجمع المعلومات، وإدراك كل الابعاد والمستجدات والتحديات، ومخاطبة الغرب بمنطقه ولغته، وأن نأخذ في الاعتبار العقلية الغربية ونمط تفكيرها، ونلم بأكبر قدر من فهم الواقع الاجتماعي والديني للآخر في الغرب. وأوضح المحاضر أن مسئولية الحوار تقع على كاهل جميع الأطراف من حكومات وهيئات أهلية ومؤسسات مجتمع مدني، وأن يكون العمل في هذا المجال مستمرا ومتواصلا وليس تلقائيا وانفعاليا ومنقطعا. واستنتج الدكتور المطرف بأن هناك ثقة ومجالا مناسبا لتطور حوار إسلامي – غربي حتى في ظل هذه الظروف الصعبة، وأن سوء الفهم بين الطرفين هو أحد مسببات تغذية التطرف، وأن الطرفين لا يمكن أن يتجاهل أي منهما الآخر، مؤكدا على أن أكثر من شوه صورة الإسلام هم أبناؤه والمنتمين له.

وفي بداية المداخلات، تناول الأستاذ عارف السلطان موضوع الأزمة الحضارية التي يعيشها المسلمين ووجود تيار تنويري منفتح وآخر تقليدي منغلق لا يتناسب مع روح العصر الحديث، وأن الأزمة في العلاقة مع الغرب تتطلب تصحيحا من الداخل الإسلامي وتطوير النظم السياسية في المنطقة بما يجعلها فاعلة ومرنة في التعاطي مع الأنظمة والمجتمعات الأخرى. وأكد الشيخ عبد اللطيف النمر على أهمية التوجه للداخل الإسلامي أولا لتعزيز ثقافة الحوار والتسامح قبل المطالبة من الآخر البعيد، وهو ذ ات الرأي الذي طرحته الأستاذة هدى القصاب التي رأت بأن هناك فروقا داخلية بين المسلمين أنفسهم وكذلك الغربيين فلا يمكن جمعهما ضمن تصنيف واحد كمسلمين وغرب نتحدث عنهم ككيانات موحدة.

وأشار الأستاذ محمد الخلفان عضو الهيئة الاستشارية للمنتدى الى أن هناك اتهامات متواصلة خارجية وداخلية حول دور التربية ومناهج التعليم في تكريس خطاب الكراهية في المجتمع تجاه الآخر المختلف، وتحدث الأستاذ عبد الله شهاب حول أزمة الحوار البيني والداخلي لدى المسلمين وهو ما يعيق أي مبادرة حوار مع الآخر. وتناول الأستاذ زكي البحارنة عضو اللجنة المنظمة للمنتدى أهمية البحث عن سبل معالجة الصراع القائم مع الغرب عبر تنمية الذات والقدرات بحيث تتم المنافسة على أسس اقتصادية قوية.

وانتقد الأستاذ علي الرضي غياب التوافق الفكري والمنهجي تجاه القضايا وتفسيراتها المختلفة لدى المسلمين مما يجعل التعبير عنها مرتبكا ومخلا، متسائلا عن دور العامل الاقتصادي في تصحيح العلاقة مع الغرب. وأنهى راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب المداخلات بإشارته الى ضرورة مواصلة البحث عن منافذ وسبل للحوار مع الغرب كمبدأ على الرغم من ضبابية الرؤية وصعوبة الظروف في هذه المرحلة مستشهدا بأن مبررات الحوار الداخلي والبيني ليست سابقة للحوار مع الآخر، واعترض على منهجية الحوار التي يقوم بها أكثر المسلمين مع الغرب بأنها قائمة على إقامة الحجة ومحاولة الإقناع بالعدول عن الخطأ وهي مشكلة استراتيجية في أي حوار مع طرف آخر لا تقر له بحقه في الاقتناع بما يراه من أفكار ومعتقدات.

وضمن فعالياته الثقافية الأسبوعية، أقامت الفنانة فرحة آل سالم معرضا فنيا شمل أعمالا في الفن التشكيلي والخط العربي والنحت، وتحدثت عن تجربتها الفنية وتطلعاتها نحو العالمية شاكرة جهود من دعمها ووقف معها طوال رحلتها الفنية. كما كرم المنتدى أيضا الأستاذة اشتياق آل سيف بمناسبة صدور كتابها “انثى لا تعرف المستحيل” وتحدثت في هذا المجال عن تجربتها في العمل الاجتماعي والإنساني ورعايتها للأيتام ومشاريعها المختلفة وكذلك عن محتوى كتابها الذي يتضمن رسائل اجتماعية موجهة لمختلف الشرائح.

 

لمشاهدة الصور اضغط  هنا

 

التغطية الإعلامية

 

التقرير على اليوتيوب:

المحاضرة الكاملة:

كلمة الفنانة فرحة آل سالم:

كلمة الأستاذة إشتياق آل سيف:

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد