استجابة الاعلام للتحولات الاجتماعية بمنتدى الثلاثاء

411

 

مواكبة للتحولات الاجتماعية الجارية وسعيا لدراسة أبعادها، نظّم منتدى الثلاثاء الثقافي مساء الثلاثاء 29 ربيع الأول 1441هـ الموافق 26 نوفمبر 2019م ندوة اعلامية تحت عنوان “الإعلام والتحولات الإجتماعية” حاضر فيها الاستاذ سليمان أبا حسين رئيس التحرير السابق لصحيفة اليوم ورئيس مجلس إدارة شركة دار ميديا السعودية، وحضرها العديد من المهتمين بقضايا الإعلام. وتناول فيها أشكال التغير في وسائل الإعلام التقليدي والجديد، مؤكدا على أهمية مواكبته والتطورات التقنية المتسارعة وضرورة دراسة وفهم التحولات الاجتماعية الجارية. وحل مدير محطة تلفزيون الدمام السابق الاستاذ سعيد اليامي ضيف شرف على الأمسية حيث سلم المكرمين دروع التقدير، وأدارت الأمسية الأستاذة عرفات الماجد التي تحدثت عن علاقة الإعلام بتحولات المجتمع.

وبدأت الأمسية بعرض فيلم قصير بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة والذي عرض احصائيات عن معاناة المرأة من ممارسات العنف، كما تحدث الخطاط علي السواري رئيس جماعة الخط العربي عن أعماله الفنية في الخط العربي التي عرضها في المنتدى مستعرضا مسيرته الفنية والتعليم والتدريب المتخصص الذي حصل عليه لسنوات طويلة. وتحدثت الكاتبة زهراء المدن عن إصدارها “بلورات” وهو عبارة عن قصص قصيرة جدا تناولت مواضيع متعددة، ووقعت عليه بعد انتهاء الأمسية، كما تم تكريم الطالب عبد الله الجبارة نظير حصوله على عدة جوائز علمية وطنية وخليجية ودولية في مجال الفيزياء، وتحدث عن مسيرته العلمية الثرية التي نالت استحسان الحضور.

تناول الاعلامي سليمان ابا حسين في بداية محاضرته تطور وسائل الإعلام التي تمثلت في الصحافة والإذاعة وبدء الفضائيات مستعرضا أنماط عملها التقليدية والانتقال بعد ذلك إلى منصات الإعلام الجديد حيث تغير اللاعبون والوسائل في غضون عقد واحد. وأوضح أن الأجيال الشابة هي من قادت وسائل الإعلام الجديد ووظفتها لطرح مختلف القضايا الجديدة في المجتمع، مستعرضا حجم الثورة التقنية والتغيرات التي أحدثتها في المجتمع وعلى وسائل الإعلام، وأنها ساهمت في صياغة التحولات الجارية في العالم.

وبيّن أن التحولات الاجتماعية الراهنة تطرح مجموعة من الرهانات الجديدة فيما يخص المشاركة والعدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين – وهي قضايا لم تكن مطروحة بهذا الشكل سابقا – وكذلك أحدثت حاجة للمواءمة بين المعايير والرؤى والممارسات، مؤكدا على ان مواكبة هذا التغير اصبح ضرورة في المرحلة الحالية، وان ذلك ياتي متوافقا مع التطورات التقنية المتسارعة. كما ناقش ايضا ابرز التحولات الاجتماعية الجارية موضحا ضرورة دراستها كما ھو الشأن بالنسبة للمعارف العلمیة والتقنیة، باعتبارھا ضروریة لفھم محیطنا الداخلي الخارجي، لكون الأبحاث في العلوم الاجتماعیة والإنسانیة ومنھا الإعلام الجدید أساسیة لتسھیل فھم التحولات الاجتماعیة السریعة وتكیف المجتمعات معھا، ومساھمة الإعلام في صناعة وصیاغة تلك التحولات.

واضاف الأستاذ سليمان أبا حسين إلى ان مراحل التحول في الإعلام الجديد مرت بالشبكة العنكبوتية وغرف الدردشات العامة والخاصة والمنتديات الفكرية والاجتماعية ضمن مراحل زمنية سريعة وقصيرة. وأوضح أن الإعلام الجديد قد حقق عدة مكتسبات منها تعزیز الانفتاح الإیجابي على مختلف قضايا العالم لتوفر المعلومة وسهولة الوصول إليها وانعدام الحواجز التي كانت سائدة بين المجتمعات، ودفع حركة المجتمع نحو انجازات متسارعة ومستمرة بحيث أصبح الإنجاز أمرا ممكنا وسريعا وتجاوز المعوقات التقليدية، وأن الإعلام الجديد ساهم في الإجابة على الأسئلة والقضايا العالقة في المجتمع مؤكدا على أن إعلام قبل الرؤیة يختلف عما بعدها من ناحية الفاعلية والانتشار والعمق.

واستعرض أبا حسين في محاضرته أنماط الاستجابة الرسمية لهذه التحولات والتي من أبرزها إنشاء مراكز التواصل الإعلامي وتعيين متحدثين رسميين في مختلف الإدارات الرسمية مما سهل عملية التواصل والحصول على المعلومة الصحيحة في الوقت المطلوب. ومن الناحية الشعبية، تناول أبا حسين أيضا مدى التحول في تجربة المجتمع وتعاطيه مع وسائل الإعلام الجديد وإثراء المضمون وسرعة التفاعل في نقل الخبر والمادة الاعلامية والتعليق على مضمونها. كما استعرض في نهاية محاضرته الرؤية المستقبلية لغرف الإعلام ومن بينها غرف أخبار المستقبل لصانعي الإعلام الذكية والسهلة، واستخدام تقنيات الذكاء الصناعي، مشددا على أهمية الضوابط الأخلاقية في العالم الحر إعلاميا كتحد حقيقي أمام الإعلام الجديد.

وطرح الحضور مجموعة من القضايا التي شملتها فقرة الحوار والنقاش حول موضوع المحاضرة، حيث تساءل الاستاذ محمد المسكين عن دور السلطات الثلاث في ضبط تأثير الاعلام وأنه يشكل سلطة رابعة مهيمنة، مشيرا إلى تأثير تقنية الذكاء الاصطناعي على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام الجديد. ولفت الانتباه الاستاذ صالح العمير الى أن من سلبيات الاعلام الجديد انتشار الاشاعات في الوسط الاجتماعي وألمح الى ضرورة وضع آليات للتنقية والتدقيق واجراءات تحد من حالة الانفلات السائد في المجتمع، وقدم الاستاذ نادر البراهيم تصورا عن توحد منصات المعلومات على مستوى العالم حيث حدت من مستوى قدرة افراد معينين على التحكم بالرأي حتى في المواضيع المتخصصة كالصناعة والاقتصاد وأصبح بإمكان أي متصفح أو متابع الحصول على المعلومات التخصصية التي كانت محتكرة سابقا.

وبين الاستاذ جعفر الشايب أن التحول في أشكال وسائل الاعلام يدفعنا للتساؤل عن مدى المواكبة في تغير المضمون أيضا، وأن الإعلام سيكون قاصرا عندما يكتفي بتغيير الشكل دون المحتوى، موضحا أن التحولات الاجتماعية الكبرى طرحت تساؤلات جادة لم تتمكن وسائل الإعلام من التعامل معها بحيادية ودراسة وتحليل ومن بينها إتاحة المجال أمام مختلف الأطراف لإبداء آرائهم والتعبير عن مواقفهم في التحولات الجارية. وتحدث الأستاذ فهد الكهلان حول دور الإعلام ومدى قدرته على مواجهة الهجمات الإعلامية المضادة للمملكة متسائلا عما إذا كان تصديه لهذه الهجمات من مختلف الجهات والقنوات يعتبر مناسبا، وطرح الاستاذ محمد مهدي مشكلة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام الجديد على المراهقين سيما أن مجتمع المملكة غالبيته من الشباب.

وطرح الدكتور محمد العسكر أهمية اقتراب الاعلام المحلي من قضايا المواطن وهمومه وتطلعاته بصورة تفاعلية، مشيرا إلى أن دور المؤسسات الإعلامية في الخارج يتماهى مع مؤسسات العلاقات العامة التي تؤسس لإعلام مؤثر وإيجابي على مستوى العالم. كما تساءل الاستاذ عبد الشهيد السني عن الدور الاعلامي للصحف المحلية فيما يخص تناولها الشأن المحلي وقضايا المجتمع مستشهدا بتجربة صحيفة اليوم في تغطياتها لمحافظة القطيف وسبل التغطية المتوازنة لأخبار المناطق في الصحافة المحلية، وتطرقت الاستاذة نرجس الخباز الى سلبية الضعف اللغوي في استخدام الادوات الجديدة في الاعلام بحيث تمكن الجميع من النشر خصوصا بين الشباب دون مراعاة للضوابط اللغوية المعتادة والمتعارف عليها في وسائل الإعلام.

بعد ذلك تحدث ضيف الشرف الاستاذ سعيد اليامي المدير السابق لمحطة تلفزيون الدمام مشيدا بدور منتدى الثلاثاء الثقافي في نشر الثقافة في المجتمع وحسن اختياره لمواضيعه وتنوع محاضريه ومطالبا بأن تتم الاستفادة من هذا الإنجاز الثقافي في قاعات الجامعات والمنصات الاعلامية الرسمية والأهلية، كما تناول دور المثقف المؤثر في مجتمعه من خلال الفاعلية والعمل مقابل التنظير، مؤكدا على ضرورة أن تتناول الثقافة ما يحتاجه المجتمع وما يتطلع إليه بكل صدق وشفافية لأن الثقافة وعي ووطنية، وختم كلمته الضافية بالمقارنة بين ثقافة الابداع والوعي مقابل ثقافة التاريخ والماضي.

رابط الخبر اضغط هنا

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد