شعر وحوار مع عبد اللطيف بن يوسف

393

أقام منتدى الثلاثاء الثقافي ندوته الثامنة تحت عنوان “الشعر في الزمن الصعب” ضمن برنامج موسمه العشرون مع الشاعر عبد اللطيف بن يوسف آل مبارك، وذلك مساء يوم الإثنين 8 ربيع الأول 1441هـ الموافق 5 نوفمبر 2019م وسط حضور من المهتمين والنقاد في مجال الأدب والشعر، تناولت الأمسية العديد من الجوانب منها هموم الشعر والتحديات التي يواجهها في ظل التطورات المتسارعة في مجال التقنية وانتشار الوسائط الإلكترونية. وأدار الندوة الشاعر فريد النمر الذي عرف بالضيف وهو الشاعر عبد اللطيف بن يوسف الحائز على جائزة البابطين لعام 2017م وجائزة ديوان العرب لأفضل قصيدة في نفس العام، وحل الباحث والمؤرخ الدكتور زيد الفضيل كضيف شرف للندوة.

أقام منتدى الثلاثاء الثقافي ندوته الثامنة تحت عنوان “الشعر في الزمن الصعب” ضمن برنامج موسمه العشرون مع الشاعر عبد اللطيف بن يوسف آل مبارك، وذلك مساء يوم الإثنين 8 ربيع الأول 1441هـ الموافق 5 نوفمبر 2019م وسط حضور من المهتمين والنقاد في مجال الأدب والشعر، تناولت الأمسية العديد من الجوانب منها هموم الشعر والتحديات التي يواجهها في ظل التطورات المتسارعة في مجال التقنية وانتشار الوسائط الإلكترونية. وأدار الندوة الشاعر فريد النمر الذي عرف بالضيف وهو الشاعر عبد اللطيف بن يوسف الحائز على جائزة البابطين لعام 2017م وجائزة ديوان العرب لأفضل قصيدة في نفس العام، وحل الباحث والمؤرخ الدكتور زيد الفضيل كضيف شرف للندوة.

قدم مدير الحوار الأستاذ فريد النمر الندوة بالحديث عن التحديات التي تواجه الشعر في الوقت الذي انتشرت فيه وسائل التواصل الاجتماعي والتغيرات التقنية المتسارعة، وعن قيمة الشعر في تعبيره عن الإنسان حيث أن القصيدة بحد ذاتها كشف روحي لذات محتملة، وأن ما يجعلنا نفضل قصيدة ما عن أخرى لما تحمل من تلك المعاني الإنسانية، كما استعرض سيرة الضيف ولإصداراته الشعرية التي من بينها ديوان “لا الأرض أمي، ولا القبيلة والدي” وهو الحاصل على جائزة البابطين للشعر.

أين السبيل نذرت العمر أكمله *** للعابرين ولم الق الذي ارتحلا

أنا انتقال هلال في منازله *** قد سافر العمر لكن قط ما اكتملا

يبسمل الطرق العرجاء وهو كمن *** يؤمل الخصلة الشعثاء مغتسلا

ويسأل الدرب مانفع الثياب؟ وقد *** تمزق القلب لما صار منتعلا

يحدو مع البدو في الصحراء ليس سوى *** مظنة الشدو تعطي الراحل الأملا

 

وألقى قصيدة عنونها “المهرج”، كتبها تفاعلا مع المهرجين في دام سكوير بامستردام، ويحاكي فيها العلاقة بين الجد والهزل، وكون المهرجين يهدون الابتسامات إلى من يشاهدونهم، وجاء فيها:

تتغير الدنيا وتبقى فكرة الاضحاك معجزة بوجه الرهبة

يستعذب الايماء من أفضى إلى لغة تسيل على حروف صلبة

ظمأى إلى المعنى وليس يجيدها إلا الذي بالقهر درب قلبه

لولا التلون فيه .. لولا أنه أوحى إلى حطب الضلوع وشبه

الساخر المتمرد الكوني يعبث في الحكاية والحكاية لعبة

الهزل وجه آخر للجد، وجه صادق لا يستمال برغبة

 

وشنف آذان الحضور بقصيدة معبرة عن فلسلفته ورحلته في عالم الشعر والثقافة تحت عنوان “سيف خندف”، وكان مما جاء فيها:

أنا الرأي لكن القصيدة صعبة *** وقد نعتوني بالغوي المجدف

ولا شك ايام قضت كنت حينها *** أمزق أشباحي بآيات مصحفي

كمن علموني أن أحب وغادروا *** وما كل صب من صبابته شقي

صعاليك عدائون مروا على النوى *** خفافا وأهدوني سنان المثقف

ولكنني والحمد لله سيد ***  وتدري تميم أنني سيف خندف

بعدها قدم قصيدة يعلق فيها على وصول أحد اصدقائه سن الاربعين وتوديعه الثلاثين، فقال ضمن ابياتها:

لو قيل اني اسابق نهر *** مصبي أنتي ولو بعد حين

فلا تنظري للسواقي فأحرى *** بك الآن أن تنظري للمعين

فقد يولد المرىء في البدئ حرا *** ويصبح عبدا و لو بعد حين

 

كما تميز بينها قصيدته (النيويوركر، المواطن الغريب) والتي تتناول حيرة الإنسان المهاجر لمدينة نيويورك المليئة بالمهاجرين وابتعاده عن ماضيه وحنينه لمستقبل قد لا يصل إليه، فذكر فيها من أبيات من بينها:

حجر تعثر بي ولا أتعثر *** أتسيء لي هذي البلاد وأشكر

بتلفت القلب انتبهت وعنّ لي *** برق فقد ألد الغيوم وأمطر

حتى انتزعت الطين من جسدي *** وصحت أيا طبيعة كلنا نتحجر

وسخرت من أثر الخيال على يدي *** فهل الخيال حضور ما لا يحضر

 

وفي فقرة الحوار الثقافي، تناول الشاعر أوجه الاختلاف بين الشعر والسرد بكون الشعر أكثر قربا للفن من الأشكال الأدبية الأخرى وهو تحويل الفكرة إلى صورة ذهنية بأسلوب موسيقي جاذب، مستعرضا بعض الصعوبات والتحديات التي تواجه الشاعر من بينها عدم دخول الشعر ضمن الدورة الاقتصادية مما ينتج عن ذلك مردود مالي للشعراء مثل الرواية وأشكال الأدب الأخرى التي قد تتحول لأعمال درامية مربحة مما يضمن عوائد للمبدعين، موضحا أن ذلك جعل من الشعر واحدا من أضعف القطاعات الثقافية.

وحول قصيدة النثر، أشار الشاعر عبد اللطيف بن يوسف إلى أنها قد تمكنت من كسر النموذج التقليدي والكلاسيكي وأن هناك ما يعرف بالإيقاع الموسيقي الداخلي للقصيدة في موازاة الوزن للشعر التقليدي، وهو ما يغيب عن معظم قصائد النثر باستثناء بعض الحالات الفردية. كما عبر عن مفهومه لما يسمى “القصيدة المثقفة” بوصفها متصلة بالعصر وتبني انتاجها من خلال لغة مبتكرة وتطرح قضايا إنسانية.

وفي فقرة المداخلات، تحدث الأستاذ حسن شروفنا حول تأثير التقسيمات الفئوية والاستقطابات والتكتلات في إضعاف المجتمع الشعري، وتطرق الأستاذ علي الحرز لما يعرف بتسليع الثقافة من خلال دور النشر مسترجعا مقولة جابر عصفور قبل ربع قرن على أن هذا الزمن ليس زمن الشعر بل زمن الرواية. وتحدث الشاعر الأستاذ يوسف شغري عن أن الأنساق الأدبية لا يلغي بعضها بعضا وأن التركيز يكون على جوهر التجربة الشعرية وليس على صناعتها فقط.

وعلق الأستاذ حسن اليوسف عن كتابة جبران خليل جبران النثرية ما يشبه الشعر مستشهدا بكتابه “النبي” وأن الروح الموسيقية قد توجد في النثر أيضا كما هي في الشعر، وأشاد الاستاذ علي سعيد بضرورة الفصل بين المثقف والشاعر كفنان واضاف الى ضرورة انطلاق الشاعر في التركيز والابتكار واعادة التركيب.

وفي ختام الأمسية، تحدث ضيف الشرف الدكتور زيد الفضيل مشيرا لعلاقته القديمة بمنتدى الثلاثاء الثقافي من خلال مشاركاته المتعددة في ندواته، وتحدث حول معرض الخط العربي وأنه فن له قيمة عظمى تستحق التكريم، موضحا انه اثناء مشاركته في ادارة معرض الكتاب تبنى فكرة تكريم الخطاطين العرب، وأشار بالمناسبة للخطاط المرحوم محمد سالم باجنيد الذي توفي قبل اسابيع قليلة وأشاد بلوحاته الجميلة وفاء لذكراه.

 رابط الخبر اضغط هنا

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد