حضور كثيف في أمسية التضامن مع شهداء الأحساء بمنتدى الثلاثاء

1٬402

وسط حضور شعبي ونخبوي كثيف، نظم منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلاثاء 18 محرم 1436هـ الموافق 12 نوفمبر 2014م أمسية تضامنية مع ضحايا حسينية المصطفى “ص” بقرية الدالوة بالاحساء والتي راح ضحيتها تسعة شهداء وعدد من الجرحى من المواطنين ورجال الأمن. الأمسية والتي أدارها عضو اللجنة المنظمة لمنتدى الثلاثاء الثقافي الأستاذ زكي البحارنة شارك فيها عدد من قامات المنطقة الشرقية وهم الأستاذ عبد الله شباط، والأستاذ نجيب الزامل، والأستاذ خالد البديوي، والأستاذ خليل الفزيع، والدكتور عدنان الشخص، والدكتور توفيق السيف.

تحدث في بداية الندوة فنان الخط العربي الأستاذ حسن رضوان الذي أقام معرضا فنيا في المنتدى، حيث تحدث عن تجربته ومسيرته الفنية وتناول مختلف أنواع الخط العربي حيث درس على يد خطاطين معروفين دوليا، وأتقن العديد من فنون الخط العربي وأساليبه. وقد حقق رضوان العديد من الجوائز في مسابقات عربية ودولية عديدة وهو من مؤسسي الجمعية السعودية للخط العربي.

افتتح مدير الأمسية الأستاذ زكي البحارنة بكلمة تضامنية حول حالة التضامن التي خلقتها على الصعيد الوطني جريمة الأحساء النكراء، مشيرا إلى حجم التفاعل الغير مسبوق على مستوى الوطن حيث كان التشييع حاشدا وحضور كبار المسئولين في مجالس العزاء مما يعكس قدرة على خلق حالة التعايش وتعزيز اللحمة الوطنية. وأشار في كلمته إلى ضرورة الإستفادة من هذا الحدث المؤلم بأن نتجاوز تداعياته السلبية وانزلاقاته العبثية وتحويل نتائج الحدث إلى برامج بناءة بمساهمة جميع الواعين من أبناء الوطن ورموزه.

وأكد البحارنة على أن المنتدى يعمل على المساهمة في تأكيد مفاهيم الحوار والتعايش والسلم الأهلي من خلال برامجه الأسبوعية ولقاءاته المتعددة. في بداية الأمسية التضامنية ألقيت كلمة الكتاب والأديب الأستاذ عبد الله شباط بعنوان “الدالوة جرح الوطن” والتي ألقاها نيابة عنه الأستاذ محمد الخلفان حيث أشار إلى أن الحادث الأليم الذي وقع في قرية الدالوة لم يصب المواطنين الأبرياء لوحدهم، بل أصاب التعايش الذي تميز به أبناء هجر بشكل عام. وأضاف أن هذا الحادث لم يهدف لإراقة الدماء، بل لإشعال نار الفتنة الطائفية بين أبناء شعب متعايش منذ قرون عديدة، فاختيار الزمان والمكان له دلالاته المعروفة.

وشدد على أن منظومة العلاقات الإجتماعية تحتاج إلى دعم المؤسسات الرسمية والإعلامية لتعزيز ثروة الاحساء والمنطقة الشرقية بصورة أشمل ذات المخزون التاريخي في الوعي الديني والمدني للتعايش. ودعا إلى ضرورة التفاعل الإيجابي من مختلف المؤسسات الاجتماعية والإعلامية. بعد ذلك تحدث عضو مجلس الشورى السابق الكاتب نجيب الزامل الذي أشار في كلمته إلى أن السنة والشيعة مكون واحد في هذا الوطن وهما أخوان في العلاقة بينهما، مما يعني أن مصطلح التعايش الذي يطرح هو مصطلح خاطئ وغير صحيح في هذه الحالة. ولفت النظر إلى ان التعايش لا يكون بين الإخوة من أبناء المنطقة والعرق الواحد، بل بين الأعراق والقوميات المختلفة، ونحن في منطقة لا يفرق بيننا شي لنتعايش، لأننا لسنا جهة وافدة على جهة غريبة أخرى، بل نحن أخوان.

وأكد الزامل في كلمته على ضرورة التضامن الواعي ونبذ الإرهاب مهما كان مصدره، وأنه ينبغي دعم الأصوات المعتدلة المطالبة بنبذ كل أشكال التماهي والتمايز بين المواطنين، مشيرا إلى ضرورة العمل المشترك لوحدة الصف وتأكيد الهوية الوطنية الجامعة. وأكد أن الوطن لكل فئاته سنة وشيعة، وأنه لا يمكن فصل أي جزء من الوطن عن الآخر،  ومن الضروري العمل على تبادل المحبة الحقيقية بين الجميع. وطالب مدير فرع مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بالمنطقة الشرقية الدكتور خالد البديوي بالتماسك والوحدة، مضيفا “كفانا فرقة وان يرحم بعضنا البعض”. مضيفا ان أهل المنطقة الشرقية تاريخيا لم يقتتلوا على أساس مذهبي مطلقا، بل كان كل مذهب يحمي الطرف الآخر. واستعرض البديوي صورا من حالات التعايش المذهبي في الأحساء بين مختلف المكونات وذلك من خلال معايشته الشخصية ومعرفته بتاريخ المنطقة عبر القصص التي كان والده المرحوم ينقلها له.

وتناول أشكالا من مسببات التوتر الإجتماعي مطالبا بضرورة الوقوف أمام مثل هذه الحالات وشاكرا الحضور على اهتمامهم بمبادرات الحوار ومشاركتهم الفعالة فيه بما يؤسس لإعادة العلاقات الإيجابية السابقة التي كانت سائدة في مجتمع المنطقة الشرقية. وأشار إلى أن مسئوليتنا في هذه المرحلة تتركز في تأكيد التواصل وحسن النوايا واستحضار التجارب الإجتماعية السابقة لدى أبناء هذا الجيل. ودعا في حديثه إلى الرجوع لخلق حالة من الانسجام بين أفراد المجتمع وعلى جميع المستويات والذي كان متأصل بين أهلها منذ قرون، وأشار إلى أنه على الرغم من وجود سلبيات في المناهج ووسائل التواصل ونمو حالة التحريض، إلا أنه لابد من استثمار الطيبة بين الناس لمعالجة ذلك.

وقال رئيس النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية الأستاذ خليل الفزيع أن أبناء الأحساء والمنطقة الشرقية بشكل عام عرفوا تاريخيا بالتلاحم فيما بينهم، مشيرا إلى أننا  قبل ٥٠ سنة لم نكن نشعر بأي شكل من أشكال الصراعات المذهبية أو الطائفية في منطقتنا، فأعز صديقة لامي شيعية ولدي اخوة أرضعتهم نساء شيعة. ولفت النظر إلى أن جريمة الدالوة أفرزت معدنا أصيلا لأبناء المنطقة بجميع فئاتهم، وتدل على أن تجاوز مثل هذا التناحر سيكون ممكنا إذا تكاتفت العزائم وصفت النوايا حتى يمكن الوصول لانسجام يجنب المنطقة كل هذه المخاطر. وبين الأستاذ خليل الفزيع أن حالة التلاحم بين أبناء المنطقة من شيعة وسنة كان قائما ومتماسكا عبر تاريخ المنطقة، وأنها علاقة تنمو مع النضج والوعي بأهمية الآخر، مؤكدا أن التحدي الذي نواجهه حاليا يتطلب المزيد من الوعي والتفاعل الإيجابي الجاد من قبل مختلف الأطراف.

بعدها تحدث الأستاذ بجامعة الملك فهد للبترول السابق الدكتور عدنان الشخص، فقال أن جريمة الدالوة ليست عادية في ظل الظروف القائمة وتحتاج لوقفة غير عادية من الجميع، وطالب بوجود تحالف بين المعتدلين على مستوى الوطن حيث يعتبر هذا اللقاء أحدها. وأشار إلى ضرورة قطع الطريق أمام المتطرفين من خلال استثمار التواصل بين أطياف المجتمع، حيث يجب أن تكون آلية لمواجهة التطرف وتجريمه، وحث على عدم نسيان ذوي الشهداء بعد انتهاء العزاء. كما تحدث عن ضرورة الوقوف ضد اختطاف الساحة من المتطرفين مجددا، مضيفا اننا نحتاج إلى قانون ذي عصا غليظة لتجريم الكراهية ، بما يعزز تصحيح الخطاب الوطني الجامع في مقابل نمو الجماعات المتطرفة التي تهدد أمن المجتمع وسلميته.

وفي ختام الكلمات تحدث الدكتور توفيق السيف فأشار إلى أن بعض المشكلات الطائفية حلها حكومي، وبعضها حلها اجتماعي، وأن مكافحة الطائفية ومواجهتها هو مسئولية جماعية من خلال فضح هذه الممارسات وعدم السكوت عليها. ودعا الشباب من الشيعة والسنة إلى أن يفضحوا كل داع للكراهية من أبناء مذهبهم، وذلك من خلال مختلف وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي.  وأكد السيف ان المجتمع المدني يستطيع القيام بدور كبير في مكافحة الكراهية، واصفا ذلك بأنه أحد مظاهر الحرية التي ينبغي أن يتمتع بها كل فرد بدلا من العجز والتلاوم، مؤكدا على أن من يعتبر نفسه حرا فإن باستطاعته أن يفعل شيئا وأن يصنع له دورا وأثرا في المجتمع. وأشاد الدكتور توفيق السيف بدور الشباب في مكافحة الانقسام والتمايز مع تكاتف رجال الدين ومؤسسات المجتمع المدني، مستشهدا بتجربة ياسر الغرباوي مؤسس “مركز التنوع” وسعيه لفهم سياسة التنفيس عن الغضب، مع العمل على نبذ إشاعه الفحش والبدع.

وتخلل الامسية عدة مداخلات صبت في اتجاه المطالبة بمعالجة الظروف التي أنتجت مثل هذه الحادثة الأليمة.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

المحاضرة الكاملة:

 

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد