استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف مساء الثلاثاء 26/7/1424هـ الموافق 23/9/2003م خبير نظم التقنية الدكتور عبد الله الدهلاوي متحدثا عن “مجتمعنا وتحديات القرن الواحد والعشرين”، حيث رحب به راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب، وقدم تعريفا مختصرا عن سيرته الذاتية، وأعماله الإدارية والتدريبية.
أشار المحاضر في بداية عرضه المرئي إلى ثلاثة تحديات رئيسة أمام مجتمعنا في القرن الحالي، وهي العولمة، والجودة، وتكنولوجيا المعلومات، ومهد لمحاضرته بالحديث عن التوثيق وأهميته في عملية التعليم، مستشهدا بالآية الكريمة (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا، وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون)، وموضحا طريقة العقل البشري في تخزين ومراجعة المعلومات وتدويرها.
بعد ذلك انتقل لاستعراض القضايا المتعلقة بتحدي تكنولوجيا المعلومات، عائدا بالحضور إلى آي الذكر الحكيم، فاستشهد بقصة نبي الله سليمان في إحضار عرش بلقيس، وقرأ قوله تعالة (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك)، مؤكدا على أهمية المعلومة والعلم الواسع الذي يتجاوز القدرات الطبيعية للإنسان بسبب إمكانية استكشاف فرص جديدة تجعل ممن يحصل عليها صاحب موقع قيادي. وانطلق المحاضر من ذلك للحديث حول القيادة وأهميتها في مواجهة التحديات مؤكدا على أن أبرز ملامحها في الأفراد يكمن في القدرة على السيطرة على الذات وتحمل المسئولية عن كل تصرف.
وحول الجودة، ذكر المحاضر أن أحد مقاصدها هو الحل المتقن، وبأقل التكاليف، حيث أن هنالك العديد من المشاكل التي يصعب حلها من قبل الأشخاص الذين تسببوا في وجودها، واستعرض بعض النماذج من التمارين الذهنية التي تتطلب تجردا ومهارة في النظرة إليها للتمكن من حلها خارج إطار المألوف، وأكد على أن الجودة لها علاقة مباشرة بالإنتاجية من حيث معرفة أسباب تسرب الوقت وهدر الموارد.
وأشار الدكتور الدهلاوي إلى ضرورة تعزيز حالة القيادة وتجاوز المحلية في التفكير، من أجل التواصل في زمن العولمة وتحدي العقبات الناتجة عنها، وذلك عبر بلورة برامج عملية تدريبية واسعة تستوعب المبدعين والقادة بصورة مستمرة ومتواصلة، فالقادة في نظر الدهلاوي هم من يستطيعون تحويل أحلامهم إلى واقع، ويسعون لإسعاد الآخرين وتحقيق أهدافهم. ولذا، فإن الناس تتبعهم وتسير خلفهم، كما أن لديهم القدرة على فهم المستقبل والظروف المحيطة به، ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، هم بحاجة لحرية تساعدهم في الانطلاق، وشجاعة واستقلالية وتحفز دائم.
واستشهد المحاضر بمثال تطبيقي على بيئة العمل والعوامل التي تؤثر في مسيرتها وتطورها، ومنها رسالة وهدف المؤسسة، وقيادتها، وفريق العمل، والثقافة السائدة، ومعايير الجودة فيها، مؤكدا على الدور الحساس الذي تلعبه القيادة في تفعيل العمل والتقدم بها نحو أهدافها، بسبب قدرتهم على تحديد الخلل ومعرفة العلاج المناسب، ومن ثم دفع فريق العمل باتجاه الحل المنشود.
بعد ذلك، تم الاستماع لمناقشات الحضور ومداخلاتهم حول المحاضرة ومواضيعها الثرية التي عرضت بصورة شيقة وحيوية، وأجاب الدكتور الدهلاوي على أسئلة الحضور وتعليقاتهم.