الصحافة المحلية.. آفاق وتحديات

3٬943

استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي مساء الثلاثاء 20 جمادى الثاني 1426هـ الموافق 26 يوليو 2005م الأستاذ سعود الريس، مدير تحرير صحيفة الحياة في المنطقة الشرقية متحدثا في ندوة حضرها العديد من المهتمين بالشأن الثقافي والإعلامي في المنطقة، وكانت حول موضوع “الصحافة المحلية: آفاق وتحديات”، مستعرضا خلالها تجربة الجريدة في انطلاقتها الإعلامية الأخيرة. وقد وأدار الندوة الأستاذ أسعد النمر عضو اللجنة المنظمة للمنتدى، حيث قدم المحاضر واستعرض تجربته من خلال تعدد المواقع الإعلامية التي تبوأها كإدارة تحرير مجلة الوسط وعمله السابق في صحيفة الوطن وترؤسه للقسم الاقتصادي بجريدة اليوم.

بدأ الأستاذ الريس بالحديث أولا عن تجربة انتقال صحيفة الحياة إلى حلتها المحلية الحالية حيث كان ذلك تحديا حقيقيا لأنه كان يتطلب توفير كادر مدرب مستوعب لأسلوب جريدة الحياة المعهود، إضافة إلى تهيئة الإمكانيات المادية المختلفة، وحملت الصحيفة العربية الوحيدة التي تترجم إلى خمسة عشر لغة عالمية رسالة لطرح القضايا المحلية وفق أسلوب مهني محترف يهتم باحتياجات القارئ واحترام ذوقه وفكره، والابتعاد عن الإثارة المفتعلة، وبين أن هنالك جهدا جماعيا لصياغة سياسة واضحة للجريدة عبر الاستعانة بخبرات مختلفة، واستقطاب كفاءات شابة ومتميزة من كل منطقة، قادرة على قراءة الأحداث بصورة دقيقة وعرضها بصورة حيادية، كما أشار إلى طبيعة المنافسة الشديدة في السوق المحلية واقتصار الصحيفة في المرحلة الحالية على التعاطي مع الشأن الخبري قبل غيره من المجالات الأخرى، وأكد على أن سقف الحرية الإعلامية متاح بصورة مناسبة وعلى الإعلاميين العمل على الاستفادة من المجال المتاح.

وضمن توجهها الجديد، وضح الريس أن الصحيفة وسعت من شريحة قرائها عبر تغطيتها بصورة موسعة للقضايا المحلية ولكل منطقة على حدة، وقد تجد الطبقة المثقفة أن الصحيفة انفتحت على مختلف الفئات الاجتماعية بصورة أوسع، وأصبح حضور الموضوع السعودي فيها كبيرا، الأمر الذي يخلق تحديا أمام الكفاءات الوطنية الإعلامية للدخول في هذه المنافسة، ونظرا لكون الصحيفة تدار حاليا من قبل مجموعة جديدة من الطاقات السعودية الشابة والنشطة، والتي يمكن أن تكون بديلا عن رؤساء التحرير التقليديين في الصحافة المحلية، وأكد في حديثه على أهمية أن تكون الصحيفة عاكسة بصورة واضحة لما يدور في المجتمع من أجل تسليط الضوء عليه لمعالجتها وينبغي على الصحافة المحلية سبق أي وسيلة إعلام دولية في نشر كل قضايا المجتمع.

وأشار الأستاذ الريس إلى اعتقاده بأن الإعلام بأشكاله الحديثة المتطورة كالفضائي والالكتروني، وعلى الرغم من بعدهما عن عين الرقيب، إلا أنه لم يضعف الإعلام الورقي وذلك من خلال أعداد النسخ المطبوعة وزيادتها من الصحف سواء العالمية أو المحلية، وأكد على أن هنالك حوافز أساسية تدفع القارئ لمتابعة صحافة معينة إما لوجود مادة إعلانية محددة أو لحدث معين يرغب في متابعته أو تعوده على قراءة صحيفة معينة، ووضح أن الصحافة السعودية لم تتمكن من مجاراة الصحف المنافسة بما فيها الخليجية في المجالات الإعلانية، كما أن القارئ لم يعد ينتظر الخبر من الصحيفة بسبب وجود وسائل إعلامية أسرع من الصحيفة، فهو ينتظر من الصحيفة إعادة قراءة الخبر وتحليله.

ومن أجل أن تحافظ الصحافة المحلية على موقعيتها، أكد الريس أنه ينبغي عليها التركيز على التحليل والتفاصيل المهمة لكل خبر، مشيرا إلى بعض التغيرات القائمة في الصحافة المحلية من بينها المزاجية في التعامل مع الخبر والموضوع وعدم الحرفية، أحيانا وضعف توظيف الصورة بطريقة مناسبة ومتناسقة مع الخبر؛ حيث تعتمد أحيانا على الصورة لملئ الفراغ.

وأشار الأستاذ الريس إلى أن التحدي الرئيسي أمام الصحافة المحلية هو احترام القارئ بصفته مطلعا ومتابعا لكل ما يجري. لذا، ينبغي التركيز على التحليل الجيد والمنطقي، وكذلك الدقة والحرفية في التعاطي مع الأحداث. كذلك تحدث المحاضرة عن ضرورة تحول الصحافة المحلية من صحافة علاقات عامة إلى صحافة خدمة القارئ ومنافسة الوسائل الإعلامية الأخرى، ويتطلب وجود كفاءات إعلامية شابة تتسلم رئاسة تحرير الصحافة المحلية بحيث يتميزون بالحركة والنشاط والعمل الميداني.

وعلق بعد ذلك راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب بإشادته بتجربة الحياة وتمكنها من شمولية التغطية وجرأة الطرح لمختلف القضايا بصورة موضوعية، وكذلك أسلوبها في تحليل الأخبار الاجتماعية والثقافية بصورة راقية. وأكد الأستاذ ذاكر آل حبيل على أهمية استكتاب ومثقفي المنطقة بحيث تساهم الصحيفة في إعطاء هامش أوسع للمشاركة الثقافية وليس للخبر المحلي فقط.

وتحدث الأستاذ علي المبشر مؤكدا على نجاح الحملة التسويقية للصحيفة وأشاد بتوظيف المواطنين فيها، مشيرا إلى أن تحولها السريع للمحلية ربما أفقدها التوازن في التعاطي مع قرائها السابقين، وأشار الأستاذ حسين القريش إلى ضرورة الحيادية للإعلامي، بحيث يحيد مواقفه الشخصية أمام القضايا التي يعالجها.

وتحدث الدكتور حسن العباس (أكاديمي) مشيدا بتجربة الصحيفة وأسلوب طرحها وتغطيتها الموضوعية، وانتقد أسلوب طرح بعض القضايا الخبرية بهدف الإثارة، كجرائم القتل وغيرها مطالبا بإشراك الكادر النسائي في الكتابة. وعلق الشيخ حسن القروص بأهمية التركيز على مشاكل الشباب وهموم الإجازة الصيفية والاقتراب أكثر من هموم المواطنين. وأشار الأستاذ أسعد النمر إلى أهمية وجود الإعلامي المتخصص في العمل الصحفي.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد