تعريف بالجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية

4٬440

استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي مساء الثلاثاء الماضي بتاريخ 25 شوال 1425هـ الموافق 7 ديسمبر 2004م سعادة الدكتور بندر حمزة الحجار، عضو مجلس الشورى ونائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، متحدثا حول أنشطة الجمعية المختلفة وظروف تأسيسها وأهدافها، وأدار المحامي الأستاذ صادق الجبران اللقاء الذي حضره جمع غفير من المهتمين بقضايا حقوق الإنسان من مثقفين وإعلاميين وعلماء دين وغيرهم؛ فافتتحه بحديث عن حقوق الإنسان في الإسلام، مستشهدا بالعديد من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة وأحداث تاريخية تؤكد اهتمام الإسلام بمختلف قضايا حقوق الإنسان.

بعد ذلك، ألقى راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب كلمة ترحيبية بالحضور وضيوف المنتدى شكرهم فيها، وعلق على أهمية الاهتمام بقضايا حقوق الإنسان في هذه المرحلة، ومثمنا خطوة تأسيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، داعيا إلى ضرورة دعم وإنجاح هذه التجربة ومثيلاتها من المشاريع الوطنية الهادفة إلى تطوير وتعميق التواصل والمشاركة بين المواطنين، وأشار الشايب في كلمته إلى ضرورة فتح المجال إمام المبادرات الأهلية الهادفة إلى تعميق ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع مؤكدا على أهمية قيام جمعيات تخصصية في المجتمع نظرا لتعدد مجالات حقوق الإنسان وتنوعها.

تحدث بعد ذلك الدكتور بندر بن حمزة الحجار الذي عبر في البداية عن شكره للقائمين على المنتدى والدعوة للمشاركة في فعالياته، وواصل حديثه حول تأسيس الجمعية وأهدافها التي لخصها في تنمية الوعي الثقافي بحقوق الإنسان والسعي إلى رصد ومعالجة القضايا المتعلقة بها والتواصل مع المؤسسات الدولية العاملة في هذا المجال. وبيّن الحجار أن الجمعية قد شكلت أربع لجان متخصصة هي لجنة الرصد والمتابعة ولجنة الدراسات والاستشارات ولجنة الأسرة ولجنة الثقافة والنشر، كما أنها عملت في هذه الفترة منذ إنشائها على هذه الأصعدة جميعا.

وأشار الدكتور الحجار أن من أهداف الجمعية المساعدة على تحقيق ما جاء في “المادة السادسة والعشرون” من النظام الأساسي للحكم التي تقضي بحماية الدولة لحقوق الإنسان وفق الشريعة الإسلامية، وتقوم على تحقيق أهدافها من خلال نظامها الذي اعد بالاستفادة من الأبحاث والدراسات التي تمت في هذا الشأن من قبل بعض العلماء والمفكرين والباحثين داخل المملكة وخارجها ومن تجارب الجمعيات المماثلة وتوصيات الهيئات المختصة في الأمم المتحدة مراعية فيه خصوصيات المملكة العربية السعودية في هذا المجال.

وبين الحجار أن الجمعية بدأت في استقبال شكاوى مختلفة من المواطنين والمقيمين، وتقوم حاليا بدراستها وتصنيفها، والتواصل مع المسؤولين في متابعتها والبحث عن سبل معالجتها. وأوضح أن الجمعية قامت بفتح فرع لها في مدينة جدة وزار أعضاؤها بعض السجون من أجل الإطلاع على أوضاع المسجونين والموقوفين فيها، وأصدرت تقريرا مفصلا عن أحوال السجون، كما أنها تستعد حاليا لإصدار تقريرها السنوي الأول.

وبين الدكتور الحجار الإستراتيجية التي اعتمدتها الجمعية في عملها، من خلال سعيها للتعاون مع مختلف الجهات الرسمية لمعالجة القضايا العالقة في هذا المجال، وبين الدكتور الحجار أن الجمعية شاركت خلال هذه الفترة في عدة مؤتمرات وندوات دولية وإقليمية حول حقوق الإنسان، كما أنها تعمل على إنشاء مكتبة متخصصة في مجال حقوق الإنسان تخدم جميع المهتمين بهذا الموضوع الحيوي الهام.

وقد شارك في اللقاء سعادة الدكتور عبد الجليل السيف، عضو مجلس الشورى وعضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان؛ الذي أضاف توضيحات تفصيلية حول أنشطة الجمعية وأعمالها وخاصة في مجال دراسة الشكاوى المختلفة التي ترد إليها وآلية مراجعتها ومتابعتها، مركزا على ضرورة تعاون المواطنين مع الجمعية في أنشطتها، وخاصة بعد إقرار اللوائح المتعلقة بالعضوية فيها وفتح فروع لها في بقية المناطق.

ثم قدم الدكتور صالح الخثلان عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود بالرياض وعضو الجمعية عرضا موجزا عن طبيعة الشكاوى التي تلقتها الجمعية، والجهود التي بذلت لدراستها ومتابعتها، مشيرا إلى وجود بعض العقبات والمصاعب العملية في معالجة كل هذه القضايا، ومنوها بأن لجنة المتابعة تهتم أيضا بدراسة القضايا المتكررة التي قد تشكل حالات عامة تستدعي المعالجة السريعة.

فتح المجال بعد ذلك لمداخلات وأسئلة الحضور التي تركز أغلبها على ظروف تأسيس الجمعية ومواقفها من مختلف تطورات قضايا حقوق الإنسان في المملكة، فأوضح مسؤولوا الجمعية بأن تأسيسها جاء بمبادرة أهلية من رئيسها معالي الدكتور عبد الله بن صالح العبيد الذي عمل على التواصل مع الأعضاء المؤسسين، ونالت جهوده مباركة المسؤولين وعقد اجتماع تأسيسي لها تشكل فيه مجلس الإدارة وعضوية اللجان المختلفة. وبين الدكتور الحجار أن الجمعية لم تتوانَ خلال عمرها القصير من العمل على إبراز موقفها من مختلف القضايا بالصورة الممكنة وإصدار بيانات وتقارير عديدة بناء على ما يصل إليها من معلومات وتقارير وشكاوى.

وعبر بعض الحضور عن تطلعاتهم بأن يكون تأسيس الجمعية بداية لإطلاق مبادرات أهلية أخرى في هذا المجال المهم، مطالبين الجمعية بالاهتمام بقضايا المواطنين والتصدي لمتابعتها، ورد الدكتور الحجار بأن من أولويات الجمعية حاليا القيام بمشروع طموح لتثقيف وتوعية المواطنين حول قضايا ومفاهيم حقوق الإنسان وذلك عبر سلسلة برامج متعددة في هذا المضمار، مؤكدا أن الواقعية في التعامل مع مختلف القضايا الحقوقية هي من أسس النجاح وضمانة الاستمرار، ومشيرا إلى أن التطلع والطموح أمر مشروع ولكنه ينبغي أن يترافق مع الواقعية في العمل.

وأثار بعض الحضور موضوع افتتاح فروع للجمعية في مناطق أخرى في المملكة، وخاصة المنطقة الشرقية من أجل تسهيل التواصل بينها وبين المواطنين، وكذلك قضية تفعيل العضوية في الجمعية حتى يتمكن المهتمون بهذا المجال المساهمة في رفد أعمال الجمعية وأنشطتها. ورد الدكتور الحجار بأن الجمعية تسعى حاليا لتقنين العضوية في الجمعية، بحيث يتاح المجال لأكبر عدد ممكن من الراغبين في التعاون معها للمساهمة في هذا المجال، كما أن هنالك اهتمام جاد بفتح فروع لها في مناطق أخرى وبالخصوص في المنطقة الشرقية، وردا على سؤال حول القضايا التي رفعها بعض أبناء المنطقة للجمعية، أكد الدكتور الحجار أن هذه القضايا جميعا تحظى بعناية واهتمام المسؤولين في الجمعية وسيتم الاتصال مع مقدميها حالما تتوفر أية معلومات أو نتائج حولها.

وفي نهاية اللقاء، شكر مقدم الندوة الأستاذ صادق الجبران الجميع على حضورهم ومشاركتهم، مؤملا بمزيد من التواصل مع الجمعية والتعاون معها في مشروعها الإنساني والوطني.

 

لمشاهدة الصور اضغط هنا

 

التغطية الإعلامية

 

قد يعجبك أيضاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق أقرأ المزيد